قدّرت أوساط سياسية في إسرائيل أن انتخابات مبكرة ستجرى في سبتمبر/أيلول المقبل، في أعقاب شواهد على تفكك حزب "يمينا" الذي يقوده رئيس الوزراء نفتالي بينت.
فقد أشار موقع "والاه" الإسرائيلي إلى أنه ضمن الشواهد التي تدل على تفكك حزب "يمينا" الاجتماع الذي عقدته، الليلة الماضية، قيادات في الحزب، وضم كلاً من وزيرة الداخلية أيليت شاكيد، ونائب الوزير أفيرا كرا والنائب أوري أورباخ، وقرروا فيه التنسيق في ما بينهم.
وبحسب "والاه"، فإنّ كرا ناقش بالفعل فكرة انسحابه من حزب "يمينا" مع النائب عيديت سيلمان، التي أعلنت أمس، الأربعاء، انشقاقها عن الحزب وانضمامها إلى حزب "الليكود" والنائب عميحاي شيكلي، الذي انشق عن الحزب نفسه قبل عدة أشهر، وتشكيل كتلة برلمانية جديدة.
من ناحيتها، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، في عددها الصادر اليوم الخميس، أنّ كلاً من كرا وأورباخ اشترطا في اجتماعهما مع بينت، الليلة الماضية، مواصلتهما دعم الحكومة الحالية بتمرير جملة من "القوانين اليمينية". ولفتت الصحيفة إلى أن الموقف من المشروع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية، وتشغيل المواصلات العامة أيام السبت، كان ضمن القضايا التي أثارت حفيظة كرا وأورباخ من سياسات الحكومة الحالية.
وأضافت الصحيفة أنّ بينت حاول ثني نواب حزبه عن الانشقاق، محذراً من أنّ انهيار الحكومة الحالية سينقل إسرائيل إلى حالة من الفوضى، مشيرة إلى أنّ وزير الأديان ماتان كهانا، القيادي في حزب "يمينا" والمقرّب من بينت، حاول إقناع كرا وأورباخ بالعدول عن موقفهما، قائلاً إنّ الحكومة يمكنها أن تعمل على تثبيت النقاط الاستيطانية التي دشنها المستوطنون بدون موافقة الحكومات الإسرائيلية، عبر ربطها بشبكات الكهرباء.
وبحسب الصحيفة، فإنّ أوساطاً في الائتلاف الحاكم تقدّر بأنّ الحكومة الحالية لن يمكنها مواصلة إدارة دفة الأمور، وأنّ انتخابات مبكرة يمكن أن تجرى في سبتمبر/أيلول المقبل.
ويرى مراقبون في تل أبيب أنّ الانتخابات المبكرة هي الخيار شبه الوحيد للخروج من الأزمة الحالية، على اعتبار أنّ المعارضة بقيادة بنيامين نتنياهو ليس بوسعها تشكيل حكومة بديلة في حال سقطت الحكومة الحالية، استناداً إلى موازين القوى القائمة حالياً في الكنيست.
وأوضح معلق الشؤون الحزبية في "يسرائيل هيوم" يهودا شلزينغر أنه على الرغم من أنه من ناحية نظرية بإمكان قوى المعارضة اليمينية والقائمة العربية المشتركة إسقاط الحكومة الحالية عبر تمرير قانون لحجب الثقة عنها، إلا أنّ اليمين ليس بإمكانه طرح حكومة بديلة.
وفي تحليل نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم الخميس، لفت شلزينغر إلى أنّ تشكيل حكومة بديلة يتطلب أن تتوافق قوى اليمين والقائمة العربية المشتركة على مرشح متفق عليه لتولي رئاسة الحكومة، مع العلم أنّ القائمة المشتركة لا يمكنها دعم أي حكومة يشكلها اليمين.
وقد كثفت المعارضة بقيادة بنيامين نتنياهو هجومها على الحكومة في أعقاب انشقاق سيلمان وتمرد المزيد من قيادات "يمينا". ففي تظاهرة نظمتها القوى اليمينية الليلة الماضية في القدس المحتلة، خاطب نتنياهو الحضور قائلاً: "جئنا للتظاهر هنا الليلة لنقول لهذه الحكومة الضعيفة والخطيرة شيئاً واحداً فقط: اذهبوا إلى بيوتكم... اذهبوا إلى بيوتكم - لأنكم تضرون بالهوية اليهودية للدولة... اذهبوا إلى بيوتكم - لأنكم تجمدون البناء في مستوطنات الضفة... اذهبوا إلى بيوتكم - لأنكم ضعفاء أمام إيران وفي مواجهة الإرهاب".