تغيير نتائج الانتخابات العراقية: مستقلون يخسرون مقاعدهم بين ليلة وضحاها لصالح "تحالف الفتح"
تتجه أزمة نتائج الانتخابات العراقية إلى مستويات خطيرة تهدد مصداقيتها، خاصة بعد الإجراءات التي اتخذتها مفوضية الانتخابات في الساعات الأخيرة، فيما يشير مراقبون وسياسيون إلى أن هذه الإجراءات تؤكد الرضوخ للفصائل المسلحة والأحزاب الحليفة لطهران.
وفي وقت متأخر من ليلة أمس أقدمت مفوضية الانتخابات العراقية على حذف نتائج الانتخابات التي أعلنتها ليلة أمس على موقعها الإلكتروني، لتعود فجر اليوم وتضع نتائج جديدة تضمنت عدة تغييرات تتعلق بفوز مرشحين خاسرين وخسارة مرشحين سبق وأن أعلنت فوزهم.
وعللت المفوضية ذلك بمواصلتها احتساب أصوات المحطات الانتخابية التي لم تصل إلى بغداد بسبب خلل فني، رغم أنها سبق وأن أعلنت عن وصول جميع صناديق الاقتراع عبر مروحيات عسكرية إلى بغداد لتأمينها.
وتأتي إجراءات المفوضية بالتزامن مع تهديدات فصائل مسلحة وأحزاب حليفة لطهران بالتصعيد اعتراضا على نتائج الانتخابات التي أظهرت تذيلها قائمة النتائج البرلمانية بواقع 14 مقعدا فقط من أصل 329 مقعدا برلمانيا، حيث اعتبرت نتائج الانتخابات مؤامرة على "الحشد الشعبي" من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، بينما قال المتحدث باسم "تحالف الفتح" أحمد الأسدي، إنهم يرفضون النتائج ولن يتعاملوا معها، مبينا أنها "ستتغير حتما".
في السياق ذاته، كشف عضو التيار الصدري عصام حسين صباح اليوم الأربعاء، عن إقصاء 7 مقاعد من المستقلين لصالح "تحالف الفتح" دون أن يحدد أسماء المستبعدين أو الذين حلوا بدلًا عنهم، واصفًا ما حدث بـ"المجزرة".
وأكد حسين في تصريح لمحطة تلفزيون محلية عراقية، أنه "فيما لو تم تأكيد ما يتم تداوله الآن من أن التيار الصدري صار 69 مقعداً، بعد إن كان 73 فأن ذلك لا يؤثر على التيار الصدري وسيبقى الكتلة الكبرى في البرلمان المقبل"، مضيفا أنه "بحسب قانون الانتخابات فنحن من سيشكل الحكومة".
واعتبر أن هذه الانتخابات ساعدت في صعود الأحزاب الناشئة مثل "حركة امتداد"، مبينًا أن هذا التطور يعد نقلة نوعية في العملية السياسية العراقية.
في المقابل، قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في بيان، إن الخلافات على صناديق الاقتراع وتأخير إعلان النتائج والضغط على مفوضية الانتخابات ستنعكس على الشعب العراقي لا على الكتل السياسية.
ودعا "الجميع لضبط النفس والتحلي بالروح الوطنية، والالتزام بالطرق القانونية فيما يخص الاعتراضات الانتخابية، وعدم اللجوء إلى ما لا تحمد عقباه".
وقالت مصادر سياسية عراقية في العاصمة بغداد، الثلاثاء لـ"العربي الجديد"، إن مفوضية الانتخابات تتعرض لضغوط كبيرة من قبل قوى سياسية حليفة لطهران حققت أرقاماً ضعيفة في الانتخابات البرلمانية.
وأكد "تحالف الفتح" في بيان مساء الثلاثاء، أن هناك أكثر من 12 ألف محطة انتخابية ستغير النتائج بشكل كبير، معلنًا رفضه لنتائج الانتخابات، فيما شدد على "عدم التخلي عن أصواته".
وأشار التحالف إلى أنه يعتقد بأن نتائج الانتخابات ستتغير حتماً، مؤكداً امتلاكه أدلة بوجود أصوات لصالحهم تؤهلهم للفوز.
وشهد محيط المنطقة الخضراء وسط بغداد، التي تضم مقر مفوضية الانتخابات، انتشارا أمنيًا مكثفا، فيما أكدت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن الإجراءات الأمنية ستستمر حتى انتهاء الجدل بشأن نتائج الانتخابات، لافتة إلى أن قوة من جهاز مكافحة الإرهاب تمركزت في أحياء الصالحية والعلاوي والحارثية القريبة من المنطقة الحكومية المحصنة.