قُتل سبعة أفراد من عائلة واحدة، في ولاية قونيا التركية، في هجوم نفّذه شخص، في حادثة هزت الشارع التركي، ودفعت حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض إلى اتهام الحكومة بتغذية خطاب الكراهية ضد الأكراد، ما أدى إلى وقوع الجريمة. وهو ما نفاه وزير الداخلية، مشيرا إلى أن خلافا عائليا مستمرا منذ 11 عاماً تسبب في الحادثة.
وهاجم، الجمعة، أحد الأشخاص منزل عائلة "ديدي أوغوللاري"، في منطقة مرام بولاية قونيا، وأسفر الهجوم عن مقتل سبعة أفراد، وهم أربع نساء وثلاثة رجال من عائلة واحدة، كردية الأصل، وأشعل النار في منزلهم قبل أن يلوذ بالفرار.
وعقب الحادثة، هرعت قوى الأمن والإسعاف إلى المنطقة لإطفاء الحريق وإخلاء جثث القتلى، وأطلقت حملة للقبض على الفاعل الذي تم التأكد من هويته، والاستماع لأقوال الجيران في المنطقة، فيما وصل إلى مكان الحادث الوالي وحد الدين أوزكان، وبقية المسؤولين.
وقالت ولاية قونيا في بيان: "الحادث وقع مساء الجمعة، ومع الأسف قتل سبعة أفراد من عائلة واحدة بالأسلحة النارية، والقوى الأمنية تعمل على التحقيق في الحادثة عبر عدة أوجه، من أجل القبض على الفاعلين بأسرع وقت ممكن".
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الحادثة التي تصدرت العناوين عبر "تويتر"، خاصة مع الحديث عن أن الحادثة جاءت استهدافاً لعائلة كردية من قبل متطرفين.
الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي المعارض، مدحت سنجار، قال، في تصريح صحافي عقب الحادثة: "تسببت المجزرة في مقتل سبعة مواطنين أكراد، في استمرار لمرحلة من التعصّب العرقي وفي أحد أبشع أمثلته، ويتحمّل الحزب الحاكم مسؤولية ذلك بسبب خطابه الذي يبث الكراهية والتحريض".
وأضاف: "الحكومة تعمل، منذ فترة طويلة، على استهداف حزب الشعوب، ومن خلال هذا الاستهداف يوضع الأكراد في الهدف عبر لغة الكراهية التي تُستخدم بكثرة، ما يمهد لحصول مجازر، كما حصل في قونيا".
وذكّر سنجار بحادثة استهداف فرع الحزب في ولاية إزمير، والتي أدت إلى مقتل العاملة في المركز دنيز بويراز، معتبراً أن "الحزب نبه إلى خطاب الكراهية المتبع لدى التحالف الحاكم، حيث إن الحكومة تسعى إلى الفوضى عبر هذا الخطاب باستهداف الأكراد".
وشدد على أن "حزب الشعوب يعمل جاهداً من أجل المساواة في الحقوق في البلاد بين الجميع"، مؤكداً أن "هيئة من الحزب ستكون في ولاية قونيا، السبت"، داعياً قادة أحزاب المعارضة لأن تكون هناك إدانة للعمل، ومعتبراً أن "من يدافع عن الجريمة شريك فيها".
مقابل ذلك، نفى وزير الداخلية سليمان صويلو، أن تكون الحادثة على خلفية عرقية، معتبراً أن السبب هو خلاف عائلي مستمر منذ 11 عاماً.
وقال الوزير، في تصريح صحافي: "نأمل أن نعلن، في وقت قريب، خبر إلقاء القبض على مرتكب الجريمة، ولكن هناك أطراف تحاول استثمار الجريمة وتسييسها وتحويلها إلى مسألة خلاف تركي كردي، رغم أن الحادثة لا علاقة لها بهذا الإطار".
وأضاف: "نقل أبعاد الجريمة إلى هذه النقطة أمر خطير، وتقييم منحط يجب إدانته، ومن يحاول استثمار ذلك يظهر نواياه السيئة، حيث إن هناك خلافات تعود للعام 2010 بين عائلتين، سبق وأن حصلت تلاسنات بينهما انتقلت إلى دوائر الأمن".
ونقلت صحيفة "خبر تورك" أن "سبب الخلاف بين عائلة ديدي أوغوللاري وعائلة مجاورة لهم، هو دخول قطة إلى منزل العائلة قبل 10 سنوات، وحصول تلاسن خلاله، وتسبب في خصومة كبيرة قادت إلى شكاوى عدة لدى الجهات المعنية، وحصلت عدة مرات اشتباكات بين العائلتين وصلت إلى المحاكم".
وأضافت: "المعلومات تشير إلى أن الفاعل هو (إي.أ)، وأن العائلة الكردية تقيم في المنطقة منذ 24 عاماً، وتعرضت لعدة هجمات بعد الخصومة، آخرها كان في 12 مايو/أيار الماضي، بهجوم من قبل 60 شخصاً من العائلة الأخرى، أدى إلى إصابة سبعة أشخاص (المقتولين). وفي 14 من الشهر نفسه، تم توقيف 10 أشخاص من العائلة الأخرى، اعتقل ستة منهم، وأطلق سراحهم لاحقاً في الشهرين الماضيين".
ويتهم حزب الشعوب الديمقراطي التحالف الجمهوري الحاكم باستهدافه من خلال خطابه، والذي أدى إلى رفع دعوى قضائية لإغلاق الحزب أمام المحكمة الدستورية العليا من قبل المحكمة الإدارية العليا، حيث يتم النظر في الدعوى، وينتظر أن يقدم الحزب الكردي دفاعه أمام الاتهامات التي طاولته بالارتباط بحزب "العمال الكردستاني" المحظور.