تخوفات من توسع الهجمات الإرهابية بعد هجوم الإسماعيلية

تخوفات من توسع الهجمات الإرهابية بعد هجوم الإسماعيلية

31 ديسمبر 2022
قوات الجيش والشرطة استنفرت في عدد من المحافظات وأغلقت الطرقات الرئيسية (Getty)
+ الخط -

في هجوم صادم من حيث المكان والأضرار، تعرضت قوة أمنية مصرية لاعتداء إرهابي في محافظة الإسماعيلية غرب قناة السويس، خلّف عدداً من القتلى والجرحى في صفوف قوات الشرطة، ما يفتح الباب لتساؤلات عن تمدد تنظيم "داعش" الإرهابي إلى محافظات مصرية جديدة، بعد طرده من محافظة شمال سيناء خلال الأشهر الماضية.

ووقع هجوم إرهابي، مساء أمس الجمعة، استهدف كميناً للشرطة المصرية نُصب منذ عام 2013، وما زال مستمراً في العمل في المكان نفسه أمام مسجد الصالحين في شارع شبين الكوم في حيّ السلام بالإسماعيلية، حيث دخلت سيارة "ربع نقل" إلى الكمين، وأطلقت النار صوب القوة الأمنية الموجودة فيه، ما أدى إلى مقتل وإصابة 14 عسكرياً من قوات الشرطة، بحسب مصادر لـ"العربي الجديد".

وأضافت المصادر ذاتها أن قوات الجيش والشرطة استنفرت في المحافظة وأغلقت الطرقات الرئيسية، وبدأت بحملات تمشيط وبحث عن المنفذين في كل المناطق المتوقع وجودهم فيها، ولا سيما أن منفذي الهجوم تمكنوا من الاستيلاء على عدد من سيارات الشرطة خلال الهجوم والفرار بها من المنطقة، وهو ما ينتج منه المزيد من الهجمات خلال الساعات القليلة المقبلة.

يُذكر أن محافظة الإسماعيلية تنعم بظروف أمنية مستقرة بشكل دائم، حتى في الفترات التي شهدت فيها مصر ظروفاً أمنية سيئة، لعدة أسباب، أهمها انشغال أهالي المدينة بمصالح عملهم والزراعة والصيد والتجارة، والطبيعة القبلية والعائلية التي تسود العلاقات في المحافظة، فيما لجأ إليها آلاف المصريين من سكان مدن شمال سيناء في أعقاب التهجير القسري الذي تعرضوا له على يد قوات الجيش وتنظيم "داعش" الإرهابي في الأعوام بين 2013 و2018.

وفي التعقيب على ذلك، يقول باحث في شؤون الجماعات المتطرفة لـ"العربي الجديد"، إنه في حال تبني تنظيم "ولاية سيناء الموالي"، لتنظيم داعش الإرهابي، هجوم الإسماعيلية، فإن ذلك يُعَدّ فصلاً جديداً في مسلسل ملاحقة التنظيم الإرهابي، الذي بدأ في مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء، وتمدد حتى وصل إلى الإسماعيلية، وهذا يحمل الكثير من التساؤلات عن كيفية انتقال التنظيم من شرق قناة السويس إلى غربها، سواء كان انتقال الأفراد أو الأسلحة أو السيارات والمال اللازم لتنفيذ الهجمات وتوفير الدعم اللوجيستي لذلك.

وأضاف الباحث، الذي فضل عدم نشر اسمه، أن ما جرى في الإسماعيلية يُعَدّ اختراقاً لخطوط أمنية حمراء يخشى أن يتبعها المزيد من الاختراقات إن لم يوقَف تمدد التنظيم إلى المزيد من المناطق في العمق، مشيراً إلى أن التنظيم يبحث عن إنجازات يعوض فيها خساراته في محافظة شمال سيناء خلال العام الجاري، التي فقد خلالها كل الأراضي التي كان يسيطر عليها منذ عام 2014، وخسر العشرات من أفراده، وقوته العسكرية الملموسة، ما يدفعه إلى البحث عن جبهات جديدة ذات تأثير في المستوى الأمني المصري الاستراتيجي، من خلال المسّ بضفتي قناة السويس الشرقية والغربية.

وبيّن أن الهجوم جاء في وقت حساس للغاية، في ظل احتفالات رأس السنة الميلادية التي تحرص فيها مصر على استقرار الأوضاع الأمنية، وخصوصاً في ظل وجود آلاف السياح في المدن المصرية المختلفة لقضاء هذه الإجازة السنوية، وفي ظل حالة الاستنفار الأمني الذي وصل إلى أعلى درجاته خلال الأيام القليلة الماضية، والذي يستمر حتى مطلع العام الجديد.

ويشار إلى أن تنظيم داعش الإرهابي شنّ هجمات خلال الشهرين الماضيين في مناطق شرق قناة السويس كقرية جلبانة ومدينة القنطرة شرقاً، التي حاول السيطرة على أجزاء منها، من خلال هجوم مباغت من عدة محاور، واستطاع الجيش المصري السيطرة عليها.

المساهمون