تحذيرات في إسرائيل من الحرب البرية على غزة: ستفضي إلى مواجهة إقليمية

تحذيرات في إسرائيل من الحرب البرية على غزة: ستفضي إلى مواجهة إقليمية يصعب السيطرة عليها

15 أكتوبر 2023
في معسكر للجيش الإسرائيلي على حدود غزة أمس (مصطفى الخروف/ الأناضاول)
+ الخط -

حذّر عدد من السياسيين والكتّاب في إسرائيل من الخطورة التي ينطوي عليها اندفاع جيش الاحتلال نحو شنّ حرب برّية في عمق قطاع غزة.

وقد حثّ الكاتب دان آدين على عدم السماح بالانجرار إلى حرب برّية في عمق قطاع غزة، بسبب تداعياتها الإقليمية الباهظة.

وفي سلسلة تغريدات كتبها، اليوم الأحد، على حسابه في منصة إكس (تويتر سابقاً)، قال آدين: "مواطنو إسرائيل لا يدركون حجم خطورة المفترق الذي تمرّ به إسرائيل حالياً، نحن في حدث يمكن أن يتطوّر بسرعة كبيرة إلى حرب يأجوج ومأجوج لا يمكن السيطرة عليها".

وأضاف: "لا ندري بعد هل نحن نسير الآن إلى قلب مصيدة تقودنا إلى كارثة، تصبح الكارثة التي نواجهها حالياً بسيطة بالنسبة إليها... إسرائيل بحاجة إلى قيادة عاقلة، هذا خطر كبير، (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو غير مؤهّل".

ولفت آدين إلى أنّ "نتنياهو فكّك الشعب وحطّم الجيش، هذا الشخص يواصل الاهتمام باعتباراته السياسية الشخصية على حساب مصلحة الدولة، هذا الشخص مكروه من قبل معظم مواطني إسرائيل الذين لا يثقون به".

مئير: حكومة نتنياهو تدفع نحو حرب إقليمية شاملة

من جهته حذّر عضو جهاز الاستخبارات الإسرائيلي السابق شموئيل مئير، أمس السبت، من خطورة أن تدفع الحكومة الإسرائيلية إلى "اندلاع حريق هائل" في المنطقة، من خلال تصعيدها في قطاع غزة، وضمنها شنّ حرب برّية في عمقه.

في تغريدة على حسابه في "إكس"، علّق مئير على دعوة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمس السبت، وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، لوجوب احترام جيش الاحتلال "قوانين الحرب" كما ينصّ عليها القانون الدولي.

وقال إنّ "حكومة نتنياهو تدفع نحو حرب إقليمية شاملة"، مشيراً إلى أنّه لا يبدو أنّ هناك تأثيراً واضحاً لانضمام زعيم حزب "المعسكر الرسمي" بني غانتس وزميله غادي أيزنكوت إلى الحكومة على توجهات إسرائيل العسكرية. 

صدمة لدى الجمهور الإسرائيلي من "طوفان الأقصى"

أما الكاتب عكيفا إلدار، فقد دعا الحكومة والجمهور في إسرائيل إلى محاولة استخلاص عِبر مغايرة عن تلك التي استُخلِصَت في أعقاب "طوفان الأقصى"، التي شنتها "حركة المقاومة الإسلامية" الفلسطينية (حماس) في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي ضد مواقع عسكرية ومستوطنات غلاف غزة.

وأشار في مقال نشرته صحيفة "هارتس"، اليوم الأحد، إلى أنّ "الصدمة" التي تعرّض لها الجمهور الإسرائيلي بسبب النتائج "المأساوية" التي نتجت من عملية "حماس" "طوفان الأقصى"، يجب أن تدفع الجمهور الإسرائيلي إلى إنهاء الاحتلال، تماماً كما دفعت الصدمة التي تلقتها إسرائيل في أعقاب فشلها في حرب 1973 إلى تقبّل فكرة إخلاء سيناء في إطار اتفاق سلام تاريخي مع مصر.

ولفت إلدار إلى أن الجدل في إسرائيل يتركّز حول الأسباب التي قادت إلى نجاح "حماس" في تنفيذ "طوفان الأقصى"، مشدّداً على أنّه لم يكن بالإمكان منع هذه "الكارثة" بسبب تواصل الاحتلال.

عدم التفات إلى وجود أسرى إسرائيليين لدى "حماس"

في موازاة ذلك، انتقدت الرئيسة السابقة لحزب "العمل" في إسرائيل، شيلي يحموفيتش، خطاب قادة حكومة وجيش الاحتلال، الذين يتحدثون عن "محو" غزة خلال العملية البرية، من دون الالتفات إلى حقيقة وجود أسرى إسرائيليين فيها.

وفي مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، اليوم الأحد، رأت يحموفيتش أنّه لا يوجد أمر أكثر أهمية حالياً من إعادة الأسرى إلى إسرائيل، باعتباره "هدفاً استراتيجياً" يجب العمل على تحقيقه.

وشدّدت على أنّ أيّ مسؤول إسرائيلي يتجاهل وجود الأسرى في غزة، فإنّه سيتحمّل المسؤولية عن قتلهم أو موتهم، "وهو سيكون وراء صدع لن تتعافى منه إسرائيل"، وفق قولها.

المساهمون