بيدرسون يتوجه للبنان والسعودية بعد مباحثات في دمشق.. ولافروف يدعو لاستئناف أشغال "اللجنة الدستورية"
يغادر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، غير بيدرسون، اليوم الأحد، دمشق متوجهاً إلى بيروت ومنها إلى السعودية، بعد مباحثات أجراها مع نظام بشار الأسد، فيما أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أملها في استئناف عمل اللجنة الدستورية السورية "في أقرب وقت ممكن".
وذكرت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام أن المبعوث الأممي، الذي التقى صباح أمس بوزير خارجية النظام فيصل المقداد، عاد والتقى ظهراً الرئيس المشترك (ممثل النظام) في لجنة مناقشة تعديل الدستور، أحمد الكزبري، "حيث قدم له مقترحاً، على أمل الحصول منه على إجابة خلال اللقاء الذي سيجمعهما اليوم قبيل مغادرته دمشق"، وفق الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن المبعوث الأممي سيلتقي صباح اليوم الأحد السفير الصيني في سورية فينغ بياو، ونائب سفير روسيا الاتحادية إيلدار قربانوف، والقائم بأعمال السفارة المصرية، مشيرة إلى "حالة التفاؤل الكبيرة التي سادت اجتماعات الأمس، حيث تقدم المبعوث الدولي باقتراح بأن يكون التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل موعداً لعقد الجولة السادسة لاجتماعات لجنة مناقشة تعديل الدستور، بانتظار موافقة الأطراف المعنية بالأمر".
وذكرت وكالة "سانا" الرسمية أن المقداد أكد خلال لقائه بيدرسون "ضرورة التزام كل الدول بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في إطار علاقاتها الدولية، وخاصة لجهة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ومحاولة فرض أجندات خارجية ضد مصلحة وإرادة شعوب هذه الدول". ووفق الوكالة، فقد "أكد الجانبان على أهمية ضمان عدم التدخل الخارجي في عمل اللجنة الدستورية وأن يتم ذلك بقيادة وملكية سورية".
وقال بيدرسن في تصريحات صحافية أمس: "كانت لدي محادثات ناجحة جدا تجاه كل ما يتعلق بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2254، وأعتقد أنه من المنصف أن أقول إنه خلال هذه المحادثات تطرقنا إلى كل التحديات التي تواجه سورية، وأمضينا بعض الوقت في الحديث عن الوضع الميداني في مختلف المناطق السورية".
وحول التطورات في محافظة درعا جنوب سورية، أعرب المقداد المنحدر من المحافظة، عن "ارتياح الدولة السورية للحلول التي تم التوصل إليها وبدء عودة الحياة الطبيعية إلى درعا البلد"، مدعيا أن سلطات النظام "حرصت على معالجة الأوضاع هناك من خلال الحوار المرن وعدم الدفع نحو مواجهات يتضرر منها الأبرياء والبنى التحتية، وأنها نجحت في ذلك رغم محاولات بعض الدول والأطراف المعادية الداعمة للإرهاب عرقلة الوصول إلى اتفاق سلمي"، وفق تعبيره.
في سياق متصل، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أملها في استئناف عمل اللجنة الدستورية السورية "في أقرب وقت ممكن".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال لقاء جمعه مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في العاصمة الروسية موسكو أمس: "لقد أبلغنا الشركاء بعملنا، سواء على المستوى الثنائي مع دمشق أو في إطار صيغة أستانا بمشاركة تركيا وإيران، وكذلك على منصة جنيف"، معربا عن أمله بأن يستأنف عمل اللجنة الدستورية في أقرب وقت بمشاركة وفدي النظام والمعارضة، وفق موقع "روسيا اليوم".
ودعا لافروف إلى ضرورة "تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين ورفدهم في إعادة إعمار البنى التحتية المدمرة بالحرب بعيدا عن التسييس".
وسبق أن اعتبر الرئيس المشارك للجنة الدستورية السورية عن المعارضة هادي البحرة، أن عقد جولة جديدة من اجتماعات اللجنة الدستورية مرهون بـ"التزام الأطراف بمنهجية العمل".
وأكّد البحرة أن جدول الأعمال للجولة المقبلة محدد منذ الدورة السابقة للاجتماعات، وهو المبادئ الأساسية في الدستور التي تمثل الفصل الأول في مشروع الدستور.
ومنذ مارس/ آذار الماضي، يجري التحضير لجولة جديدة من أعمال اللجنة الدستورية السورية، ولكن حتى الآن لم يتم الاتفاق على موعد محدد لإجراء الجولة السادسة منها.