توافق روسي قطري على فصل المساعدات الإنسانية لأفغانستان عن السياسة

توافق روسي قطري على فصل المساعدات الإنسانية لأفغانستان عن السياسة

11 سبتمبر 2021
وزيرا خارجية روسيا وقطر خلال لقائهما اليوم (Getty)
+ الخط -

أكد وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أن المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان يجب أن تحمل طابعاً مستقلاً بعيداً عن السياسة وتساهم فيها جميع الدول.

وقال الوزير القطري، في ختام مباحثاته مع لافروف في موسكو، إنه ناقش مع نظيره الروسي فتح ممر آمن في مطار كابول، مبيناً أنّ "طالبان مدعوّة إلى التنسيق لتأمين حرية الحركة".

وأضاف أنّ الطرفين ناقشا كذلك "أهمية التوصل إلى توافق في أفغانستان، ودعم العملية السياسية بمساعدة قطر وتركيا وروسيا"، مشدداً على أهمية التعاون والإجماع الدولي لدعم العملية الجارية حالياً في أفغانستان.

وشدد على "أهمية استقرار الأوضاع والأمن في أفغانستان، وأن تؤخذ تخوفات الدول المجاورة لها في عين الاعتبار"، معرباً عن أمله "في أن يرى العالم وعود طالبان تتحقق".

وأشار وزير الخارجية القطري إلى أنّه ناقش مع نظيره الروسي "الملف السوري وأهمية التوصل إلى حل سياسي"، وكذلك "عملية السلام في الشرق الأوسط وفق حل الدولتين، وأهمية المصالحة الفلسطينية".

وقال في شأن آخر "نرحّب بأي مبادرة ترمي إلى تعزيز الأمن ومنع النزاعات في الخليج"، ودعم الاستقرار والازدهار في المنطقة.

وقال بن عبد الرحمن إنّ الجانبين القطري والروسي ناقشا العلاقات الثنائية في كافة المجالات، معلناً أنّ اجتماع اللجنة القطرية الروسية المشتركة سيعقد قبل نهاية العام الحالي، منوهاً برغبة البلدين في تقوية العلاقات التجارية بينهما. وأكد رغبة دولة قطر في توسيع الاستثمار مع روسيا، خصوصاً بعد مشاركتها في منتدى سانت بطرسبرغ، مشيراً إلى أهمية تبادل الخبرات بشأن تنظيم الفعاليات الرياضية، ومعرباً عن تطلع دولة قطر إلى الاستفادة من الخبرة الروسية في هذا المجال.

ولاحقاً، غرّد وزير الخارجية القطري قائلاً "سعدت بلقاء صديقي سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي في موسكو، حيث تباحثنا التطورات في الملف الأفغاني، وتبادل وجهات النظر حول تعزيز التعاون الدولي لدعم الاستقرار في أفغانستان".

من جانبه، قال لافروف إنّ "جهود قطر لمساعدة التسوية الأفغانية مهمة لمنع العنف"، مضيفاً أنّ "حلف شمال الأطلسي (ناتو) يلقي اللوم على حكومة أفغانستان ويحاول تحميل المسؤولية إلى غيره".

وأكد أنّ الجانبين القطري والروسي يسعيان للتهدئة والاستقرار في أفغانستان، موضحاً أنّه ناقش مع ضيفه المبادرات والرؤى الدولية بشأن استقرار أفغانستان و"هما متفقان وملتزمان بتسريع وتيرة هذه المبادرات، خصوصاً المعنية بالوضع الإنساني".

ورحب لافروف بـ"المبادرات والمساعي القطرية الهادفة إلى استقرار وازدهار أفغانستان"، منوهاً بـ"الدور القطري الفعال في المحادثات الأفغانية الأفغانية".

وشدد على أهمية الدور الذي تقوم به دولة قطر لاستمرار الحوار بين الأطراف الأفغانية، وسعيها لرؤية التزامات "طالبان" تتحقق، خصوصاً بشأن الوصول إلى حكومة تمثل المجتمع الأفغاني كافة.

وأشار إلى أنّ دولة قطر وروسيا "تتفقان على ضرورة أن تكون الأولوية في أفغانستان للوضع الإنساني والمساعدات"، مضيفاً أنّ الجانبين "ناقشا المخاوف من استمرار تدفق اللاجئين وتداعياته على دول الجوار"، لافتاً إلى ضرورة أن يتفاعل المجتمع الدولي وأن يشارك الجميع في وضع حل لذلك.

وشدّد على ضرورة استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة، قائلاً: "اتفقنا في الرأي بأنه في ظروف تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من البلدان العربية، فإنّ القضية الفلسطينية يجب ألّا تتراجع إلى المشهد الخلفي. هذا موقفنا المبدئي، وندافع عنه مع أصدقائنا القطريين وغيرهم من الأصدقاء العرب بثبات. أكدنا على ضرورة توحيد الجهود لإطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة، بهدف تسوية كافة القضايا للوضع النهائي والتوصل إلى التسوية الشاملة". 

وأفاد الوزير الروسي بأنّ الجانبين تناولا الوضع في الخليج، مضيفاً: "تدعو روسيا إلى وضع أجندة بناءة وموحّدة في هذه المنطقة المهمة استراتيجياً، وندعو إلى إقامة آليات جماعية للرد على مختلف المخاطر والتهديدات بمشاركة كافة الدول المعنية. اتفقنا على مواصلة المشاورات حول هذه القضية، مع أخذ المبادرات الروسية المعروفة بعين الاعتبار، وبصفة خاصة الرؤية المحدثة التي أعددناها للأمن الجماعي في منطقة الخليج، وتم توزيعها مؤخراً كوثيقة رسمية لمجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة".

في سياق آخر، تطرّق لافروف إلى مسألة استئناف عمل اللجنة الدستورية السورية، قائلاً: "أبلغنا الشركاء حول عملنا عبر القنوات الثنائية مع دمشق، وفي إطار أستانة بمشاركة تركيا وإيران، وكذلك على ساحة جنيف، حيث نأمل أن يستأنف في المستقبل القريب عمل اللجنة الدستورية بمشاركة وفود الحكومة والمعارضة".

وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها، إنه "جرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، ومناقشة آخر المستجدات في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الأوضاع الإنسانية وآخر التطورات الأمنية والسياسية في أفغانستان".

وأشارت إلى أنّ هذه الزيارة تأتي في إطار مساعي دولة قطر للإسهام في تحقيق السلام الشامل والاستقرار الدائم في أفغانستان. وقد شملت جولة وزير الخارجية القطري 4 دول هي إيران وباكستان وتركيا وروسيا.

المساهمون