بري يرد على عون: الحريري باقٍ ومن حقي تقديم المساعدة

بري يرد على عون: الحريري باقٍ ومن حقي تقديم المساعدة

16 يونيو 2021
رد بري على بيان عون بحدّة غير مسبوقة (حسين بيضون)
+ الخط -

ردّ رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، اليوم الأربعاء، بحدّةٍ غير مسبوقة على بيان رئيس الجمهورية، ميشال عون، الأخير، مؤكداً حقّه في تقديم يد المساعدة في أي مبادرة حكومية خصوصاً بطلبٍ من رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، موجهاً رسالة صريحة بأن قرار رفض الحريري ليس من حق عون.
وتوجه بري إلى عون بالقول: "تعطل كل شيء والبلد ينهار والمؤسسات تتآكل والشعب يتلوى وجدار القسطنطينية ينهار مع رفض مبادرة وافق عليها الغرب والشرق وكل الأطراف اللبنانية إلا طرفكم الكريم".
وتابع: "أقدمتم على البيان أمس صراحة تقولون لا نريد سعد الحريري رئيساً للحكومة، وهذا ليس من حقكم، وقرار تكليفه ليس منكم، والمجلس النيابي قال كلمته مدوية جواب رسالتكم إليه"، مشدداً على أن "المطلوب حل وليس ترحالاً والمبادرة مستمرة".
واستند بري في ردّه إلى النص الدستوري الذي يتذرع به الرئيس اللبناني لتأكيد صلاحياته "الحكومية"، وشدد في بيانه على أن قرار تكليف رئيس حكومة خارج عن إرادة رئيس الجمهورية، بل هو ناشئ عن قرار النواب أي السلطة التشريعية، والذي يجري الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة هو الرئيس المكلف، أي الحريري، تبعاً للمادة الـ 64 من الدستور.
وقال: "من حقي أن أحاول بناءً لطلب رئيس الحكومة المكلف أن أساعده في أية مبادرة قد يتوصل إليها، ولا سيما أن رئيس الجمهورية الذي يعود له صلاحية التوقيع مرسوم تشكيل الحكومة بالاتفاق مع رئيسها أبدى كل رغبة بذلك وأرسل لي عدة رسل بهذا الشأن وحصل أكثر من اجتماع في القصر الجمهوري وخلافه لإنجاح ما سمي بمبادرة بري دون حضوري الشخصي".
وأردف: "كان القاضي راضي، طالما ارتفع عدد الوزراء إلى 24، وطالما حل موضوع وزارة الداخلية إلى أن أصررتم على 8 وزراء زائد اثنين يسميهم رئيس الجمهورية الذي ليس له حق دستوري بوزير واحد فهو لا يشارك بالتصويت فكيف يكون له أصوات بطريقة غير مباشرة؟".
وأطلقت الرئاسة اللبنانية أمس الثلاثاء سلسلة مواقف تصعيدية بوجه الحريري وبري وبعثت رسائل للمعنيين مفادها بحسب ما قرأ المتابعون أن "طريق تأليف الحكومة يمرّ من قصر بعبدا الجمهوري فقط أي عند الرئيس ميشال عون"، وذلك بعدما كان يتجه الحريري للاعتذار قبل أن يتريث بذلك وبشكل خاص بناءً على طلب بري. وفسر متابعون بأن ذلك في الشكل يأتي فَسحاً للمجال أمام المشاورات السياسية لتذليل العقبات، بينما هو في المضمون تحدٍّ لرئيس الجمهورية، وصهره رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل.

وهاجم مكتب عون الإعلامي مبادرة بري المدعومة من "حزب الله" بأسلوبٍ غير مباشر بقوله: "إن المرجعيات والجهات التي تتطوع مشكورة للمساعدة في تأليف الحكومة، مدعوة إلى الاستناد إلى الدستور والتقيد بأحكامه وعدم التوسع في تفسيره لتكريس أعراف جديدة ووضع قواعد لا تأتلف معه، بل تتناغم مع رغبات هذه المرجعيات أو مع أهداف يسعى إلى تحقيقها بعض من يعمل على العرقلة وعدم التسهيل، وهي ممارسات لم يعد من مجال لإنكارها".
وأضاف: "تطالعنا من حين إلى آخر تصريحات ومواقف من مرجعيات مختلفة تتدخل في عملية التأليف، متجاهلة قصداً أو عفواً ما نصّ عليه الدستور من آلية من الواجب اتباعها لتشكيل الحكومة، والتي تختصر بضرورة الاتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف المعنيين حصرياً بعملية التأليف وإصدار المراسيم".
وأكملت الرئاسة اللبنانية انتقادها ما أسمته "الزخم المصطنع الذي يفتعله البعض في مقاربة ملف تشكيل الحكومة"، مشددة على أن "لا أفق له إذا لم يسلك الممر الوحيد المنصوص عنه في المادة الـ 53 من الدستور"، أي إن مرسوم تشكيل الحكومة يصدر بالاتفاق بين رئيس الجمهورية (عون) والرئيس المكلف (الحريري).

المساهمون