يسعى رئيس "هيئة التفاوض السورية" الجديد بدر جاموس إلى إعادة تفعيل عمل الهيئة بمساعدة عدد من الدول، وعلى رأسها السعودية، وذلك بُغية ترتيب البيت الداخلي للهيئة، وجمع شخصيات من المعارضة الوطنية لدعم الهيئة والحل السياسي في سورية.
وقال رئيس "هيئة التفاوض السورية"، أمس الجمعة، إنه يسعى "إلى إعادة تفعيل الهيئة بمساعدة عدد من الدول، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، التي تعدّ من أبرز الداعمين للثورة السورية"، مؤكداً، وفق الدائرة الإعلامية لـ"الائتلاف الوطني السوري"، أن "هناك مشروعاً من أجل هذا الأمر عنوانه ترتيب البيت الداخلي".
وشدد جاموس على "ضرورة وجود تفاهمات داخل قوى الثورة والمعارضة للوصول إلى جسم سياسي قوي وموحد"، موضحاً أن "النوايا الحسنة دائماً ما تكون متوفرة في قيادات المعارضة، إلا أنها غير كافية".
ولفت جاموس إلى أنه "قدّم برنامج عمله خلال عملية انتخابه كرئيس للهيئة، وفق ثلاثة محاور؛ الأول ترتيب البيت الداخلي داخل هيئة التفاوض، والعمل على جمع شخصيات المعارضة الوطنية ضمن هيئة استشارية، لدعم الهيئة والحل السياسي".
وأوضح أن "المحور الثاني يتعلق بالتحرك على المحور العربي، والتواصل مع الدول العربية جميعاً، وهذا أيضاً من أولوياتنا في الهيئة، فالقضية السورية لها بعد عربي وإقليمي، ونحن نحتاج للبعد العربي، وخصوصاً المملكة (السعودية) التي تأسست فيها هيئة المفاوضات في الرياض"، معتبراً أن "العودة إلى الرياض هي العنوان القادم".
وتابع رئيس الهيئة أن المحور الثالث من برنامج عمله هو "وحدة السوريين من أجل الظهور متماسكين أمام أشقائنا العرب والمجتمع الدولي"، مبرزا أن "ذلك يتزامن مع تحرك دولي، حيث يجب ألا ننتظر التحرك الدولي، نحن يجب أن نقود ثورتنا، من أجل سورية ديمقراطية موحدة آمنة في داخلها، ولا تشكل خطراً على أي أحد".
وشدد على أن "الهيئة تعوّل في هذا البرنامج على الدور السعودي في المرحلة القادمة".
رئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس: نسعى إلى إعادة تفعيل الهيئة بمساعدة عدد من الدول؛ وعلى رأسها المملكة العربية السعودية
— الائتلاف الوطني السوري (@SyrianCoalition) July 1, 2022
المزيد: https://t.co/e5qiUFgjxA#سوريا #هيئة_التفاوض #السعودية pic.twitter.com/FsrCdTISvQ
وكشف جاموس عن أن الزيارة الأولى له ستكون للمملكة العربية السعودية، التي اعتبرها أولوية بالنسبة للهيئة، خصوصاً أن مقرها الرياض، مضيفاً "نحن جاهزون للتشاور مع المملكة لوضع بوصلة سياسية بالتعاون مع الدول المهتمة بالملف السوري، ومنها تركيا، خصوصاً في هذه المرحلة الإيجابية على مستوى العلاقات العربية التركية".
ولفت رئيس الهيئة إلى أن "اللجنة الدستورية السورية مسار من مسارات الحل السياسي، وتم اللجوء لها لإبقاء الملف السوري حيّاً على الصعيد الدولي"، مؤكداً أن "اللجوء لهذا المسار جاء بعد انسداد المفاوضات على مدى خمس سنوات، بسبب رفض النظام قرارات مجلس الأمن المتعلقة بهيئة الحكم الانتقالي، على أن يتم العمل على فتح باقي المسارات، وخاصة سلة الحكم، وتوفير البيئة الآمنة والمحايدة".
وأكد جاموس أنه أجرى "لقاءات سياسية في باريس وأميركا، وكان هناك اهتمام دولي واضح وإيجابي بالملف السوري"، موضحاً أنها "لا تكفي وتحتاج إلى المزيد من الدعم والاهتمام بالملف السوري ومأساة اللاجئين"، مبرزا أن "بناء أكبر تحالف من الدول والعمل داخل مجلس الأمن والأمم المتحدة" سيكون من أولوياته.
وأشار إلى أن "الهيئة وعموم قوى الثورة والمعارضة السورية ليست لديهم مشكلة في الحوار مع أي طرف سوري معارض ضد النظام"، مضيفا أنه في ما يتعلق بالمليشيات الإرهابية فلدى الهيئة مخاوف حقيقية، وزاد موضحاً: "نحن مستعدون للحوار مع أي طرف وفق قواعد مشتركة وهي: الحوار مع طرف سوري حقيقي، وليس مع مليشيات من خارج سورية مثل حزب العمال الكردستاني الإرهابي".
وطالب رئيس الهيئة "مليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) بأن تعلن بشكل حقيقي عن فك ارتباطها مع تنظيم PKK الإرهابي (العمال الكردستاني)، ووقف تعاملها وتواصلها الدائم مع نظام الأسد"، مؤكدا أن "الهيئة والمعارضة لن تتحاور مع قيادات غير سورية".
واعتبر جاموس أن "إيران منذ البداية كانت ولا تزال جزءاً من المشكلة، هي ومليشيات حزب الله الإرهابي والمليشيات الطائفية الأخرى"، مشدداً على أن "إيران الآن تتغلغل داخل أجهزة النظام بعمق، وتكاد تسيطر على النظام بنسبة كبيرة، في الجيش والاستخبارات ومؤسسات الدولة".
كما أشار إلى أن "النظام لا يمكنه الخروج من العباءة الإيرانية"، مبرزا أن "إيران دمرت سورية، ونحن نخشى على سورية المزيد من التمزق بسبب النفوذ الإيراني، ومن هنا نتطلع إلى الدور العربي والخليجي من أجل التخلص من النفوذ الإيراني في سورية".
وكانت "هيئة التفاوض السورية" قد انتخبت في الـ12 من يونيو/ حزيران الماضي بدر جاموس رئيساً جديداً لها في اجتماعها الدوري الذي انعقد بشكل افتراضي، وذلك خلفاً للرئيس السابق أنس العبدة.
بدوره، قال عضو في "الهيئة السياسية" لدى "الائتلاف الوطني السوري" عبد المجيد بركات، في حديث لـ"العربي الجديد": "جميعنا معنيون كقوى ثورة ومعارضة بدعم هيئة التفاوض وتعزيز دورها وتفعيل أدائها السياسي من أجل الوصول إلى الأهداف التي أُنشئت من أجلها الهيئة".
وأكد أن "هذا الأمر يتطلب إعادة ترتيب الكثير من القضايا، سواء على المستوى الداخلي في الهيئة أو على المستوى الخارجي، من خلال إعادة الاهتمام الإقليمي والدولي في الملف السوري، ومن أجل إعادة تفعيل التعاطي الدولي مع الملف السوري على المستوى السياسي بعد سنوات من الركود والتجاذبات الإقليمية والدولية، والتي أثرت بشكل أو بآخر في الملف السوري على المستوى السياسي".
وفيما أشار إلى أن "هذا الأمر يتطلب جُهداً من رئاسة هيئة التفاوض الجديدة"، أعرب بركات عن اعتقاده بأن جاموس "يسعى بالدرجة الأولى إلى وضع هذه الأمور ضمن الأولوية الأولى".
وأوضح بركات أن "المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية والإقليمية كان لها منذ بداية الثورة السورية موقف واضح بوقوفهم إلى جانب نضال الشعب السوري، وهذا الموقف كان له أثر إيجابي في كل مراحل الثورة السورية"، مضيفاً أن "إعادة ترتيب هذه المواقف وإعادة تفعيل العلاقة بين هيئة التفاوض وهذه الدول الإقليمية هو أمر مهم".
ولفت إلى أن "إعادة تفعيل الدور العربي من البوابة السعودية يحقق التوازن داخل الملف السوري، ويحقق أداء إيجابيا وفعالا أكثر لهيئة التفاوض"، مشيراً إلى أن "رئاسة هيئة التفاوض الجديدة تحاول تحقيق التوازن في علاقة المعارضة السورية على المستوى الإقليمي والدولي".