بدء فرز الأصوات في انتخابات باكستان: غضب لعدم تمديد وقت الاقتراع

بدء فرز الأصوات في انتخابات باكستان: غضب لعدم تمديد وقت الاقتراع

08 فبراير 2024
أول مرة في تاريخ باكستان تغلق فيها صناديق الاقتراع مع وجود طوابير أمام المراكز (Getty)
+ الخط -

بدأت عملية فرز الأصوات في الانتخابات التشريعية في باكستان، اليوم الخميس، بعد أن أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين في الوقت المحدد. وبسبب عدم تمديد لجنة الانتخابات مدة عملية الاقتراع التي بدأت في الثامنة صباحاً، تسود حالة امتعاض في صفوف الناخبين الذين رجعوا إلى منازلهم دون الإدلاء بأصواتهم.

وهذه أول مرة في تاريخ باكستان تغلق فيها صناديق الاقتراع في تمام الساعة الخامسة مساء مع وجود طوابير أمام مراكز الاقتراع، في حين أن بعض مراكز الاقتراع بدأت فيها عملية الانتخاب في الساعة الثالثة بعد الظهر بسبب عدم وجود محتويات الانتخابات، وفي بعض مراكز الاقتراع بدأت العملية بعد ساعات من الوقت المحدد، لا سيما في المناطق التي فيها مرشحون من حزب رئيس الوزراء السابق عمران خان.

ولأن عملية الاقتراع بدأت متأخرة في أعداد كبيرة من المراكز، فإنه كان من المتوقع أن تسمح لجنة الانتخابات في باكستان بتمديد فترة عملية التصويت، لكن ما فاجأ الجميع هو إغلاق المراكز أبوابها في وجه الناخبين.

وبعد بدء عملية فرز الأصوات، قال رئيس لجنة الانتخابات الوطنية، اسكندر سلطان راجه، إنّ "عملية الانتخابات كانت ناجحة جداً ونزيهة بنسبة مائة بالمائة". وأضاف في تصريح له، أنّ لجنة الانتخابات بذلت جهوداً حثيثة من أجل عقد انتخابات ناجحة وهو ما حصل اليوم رغم التحديات الأمنية الكبيرة.
 
وبدأت عملية الاقتراع في مناطق نائية بعد ساعات من الوقت المحدد للتصويت لأسباب عديدة منها عدم وصول طواقم المراكز، وتوقف شبكات الهواتف والإنترنت، ومعظم المراكز التي تأخر فيها بدء العملية هي في إقليم السند، تحديداً في مدينة كراتشي جنوبي البلاد.

وكانت شبكات الهواتف النقالة والإنترنت قد توقفت منذ صباح اليوم بشكل كامل ودون إعلان مسبق في جميع مناطق باكستان، ولا تزال معطلة حتى بعد ساعات من إنهاء عملية الاقتراع.

وصباح اليوم، قالت وزارة الداخلية الباكستانية، في بيان، إنها قامت أوقفت شبكات الهواتف والإنترت "تصدياً لأعمال عنف محتملة" على غرار ما حدث أمس الأربعاء، عند استهداف مراكز انتخابية في إقليم بلوشستان والذي أسفر عن مقتل نحو 30 شخصاً.

وكانت الداخلية الباكستانية قد أعلنت، أمس الأربعاء، أنها لا تعتزم تعطيل شبكات الهواتف النقالة والإنترت بأي حال، لكن الأمر كان مختلفاً صباح اليوم.

وأثارت الخطوة حفيظة السياسيين والناخبين، حيث اعتبر مرشح حزب الشعب الباكستاني لمنصب رئيس الوزراء بلاول بوتو، في حديث له مع الصحافيين، أنّ الأمر "مؤسف جداً، لا سيما وأننا بحاجة إلى التواصل مع الناخبين ومع المسؤولين"، طالباً من السلطات الباكستانية تشغيل شبكات الهواتف والإنترت بشكل سريع.

وبدوره قال القيادي في حزب "الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز شريف" سعد رفيق، في حديث له مع الصحافيين بعد الإدلاء بصوته في مدينة لاهور، إنه فوجئ بقرار تعطيل شبكات الهواتف النقالة والإنترنت"، وإن الأمر ضعّف مهمته ومهمة المسؤولين.

وتوقّعت الاستطلاعات أن تكون نسب المشاركة منخفضة بعد حملة انتخابية باهتة خيّم عليها سجن رئيس الوزراء السابق عمران خان والسجالات بين حزبه "حركة إنصاف" والمؤسسة العسكرية.

ويُتوقع أن يفوز حزب "الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز شريف" بمعظم المقاعد الخميس، مع إشارة محللين إلى أن مؤسسه نواز شريف البالغ 74 عامًا نال رضا الجنرالات.

ويتنافس حوالى 18 ألف مرشح للفوز بمقاعد في البرلمان الوطني وأربعة مجالس محافظات. تجري المنافسة على 266 مقعداً في البرلمان الوطني (مع 70 مقعداً إضافياً مخصصا للنساء والأقليات) و749 مقعداً في البرلمانات الإقليمية.

وتذكّر انتخابات الخميس باقتراع العام 2018 لكن مع انقلاب الحال، وفق ما تشير إليه وكالة فرانس برس. فحينذاك، استُبعد شريف من الترشح بسبب إدانته بالفساد في قضايا عدة بينما وصل خان إلى السلطة بفضل دعم الجيش له وتمتّعه بتأييد شعبي.

ونفى شريف خلال الإدلاء بصوته في ولاية لاهور الخميس أن يكون قد عقد أي اتفاق مع الجيش ليعود إلى السلطة. وقال "في الواقع لم أواجه أي مشاكل مع الجيش".

وقال المدير التنفيذي لمجموعة "غالوب باكستان" للاستطلاعات بلال غيلاني، لـ"فرانس برس"، إنّ "تاريخ الانتخابات الباكستانية مليء باتهامات التزوير لكن أيضا محاباة حزب سياسي معين. شهد العام 2018 ظروفاً مشابهة جداً".

وأضاف "إنها ديمقراطية موجّهة يديرها الجيش".

لكن بخلاف الانتخابات الأخيرة، حُذف اسم حزب المعارضة من بطاقات الاقتراع، ما أجبر مرشحي حركة إنصاف على الترشّح كمستقلين.

وحُكم على خان، لاعب الكريكت الدولي السابق الذي قاد باكستان للقب كأس العالم 1992، بالسجن لفترات طويلة بتهم الخيانة والفساد إلى جانب زواج غير شرعي.

ويشير محلّلون إلى أن مساعي تشويه سمعة خان تعد دليلاً على حجم القلق في أوساط الجيش من احتمال أداء المرشحين الذين اختارتهم حركة إنصاف دوراً حاسماً في انتخابات الخميس.

وما لم يحصل شريف على الأغلبية التي تمكنه من الحكم، سيتولى السلطة على الأرجح من خلال ائتلاف مع شريك أو أكثر أصغر، بما في ذلك "حزب الشعب الباكستاني"، وهو حزب عائلي يقوده بيلاوال بوتو زرداري.

ونُشر أكثر من 650 ألف عنصر من الجيش والقوات شبه العسكرية والشرطة لضمان الأمن.

إلى ذلك، وعلى الصعيد الأمني، قتل خمسة من رجال الشرطة وأصيب أربعة آخرون، اليوم الخميس، في هجوم مسلح وقع في منطقة تانك بمقاطعة ديره إسماعيل خان شمال غربي باكستان. كما وقع عدد من الأحداث الأمنية في إقليم بلوشستان جنوب غربي البلاد، كان أبرزها انفجاران استهدفا أمس الأربعاء مكاتب إعلامية في إقليم بلوشستان، وأسفرا عن مقتل أكثر من 30 شخصاً وإصابة عشرات آخرين.

المساهمون