المغرب يتوعد "البوليساريو" بردّ قوي حال استخدام مسيّرات إيرانية

المغرب يتوعد "البوليساريو" بردّ قوي حال استخدام طائرات مسيّرة إيرانية

28 أكتوبر 2022
المغرب يتهم إيران بـ"زعزعة استقرار" المنطقة (فرانس برس)
+ الخط -

هددت الرباط يوم الخميس، باتخاذ "ردّ قوي ومناسب" في حال استعمال جبهة "البوليساريو" الطائرات المسيّرة الإيرانية لتهديد سلامة وأمن أراضيها، متهمة طهران بـ"زعزعة استقرار" المنطقة.

وجاء ذلك على لسان السفير الدائم للمغرب في الأمم المتحدة عمر هلال، خلال مؤتمر صحافي عقده الخميس بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء القاضي بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء" مينورسو" عاماً إضافياً، حتى 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وحذر هلال، خلال ردّه على سؤال صحافي، من استخدام جبهة "البوليساريو" طائرات مسيّرة إيرانية لتهديد أمن وسلامة المغرب، مؤكدا أن بلاده "ستتصرف بقوة وستكون هناك عواقب وخيمة على جبهة (البوليساريو)".

ولم يقدم هلال تفاصيل أخرى عن طبيعة الردّ المغربي في حال استعمال الطائرات المسيّرة الإيرانية، إلا أنه أكد أن "الأمر سيترك للقوات المسلحة الملكية لتحديد كيفية الردّ"، واصفا تزويد "البوليساريو" بتلك الطائرات بـ" الخطير جدا".

وتأتي التهديدات المغربية، بالتزامن مع تداول تقارير استخباراتية، خلال الأيام الماضية، حول تسليم إيران جبهة "البوليساريو" طائرات مسيّرة لضرب المغرب.

وكان عضو الأمانة العامة للجبهة الانفصالية، عمر منصور، قد قال خلال زيارته الشهر الماضي لموريتانيا، إن "البوليساريو" تعتزم استعمال طائرات مسيّرة مسلحة ضد الجيش المغربي المرابط على طول الجدار الأمني المغربي في الصحراء.

المغرب يتهم إيران بتسليح "البوليساريو"

إلى ذلك، اتهم الدبلوماسي المغربي إيران بتسليح "البوليساريو" بأسلحة متطورة بينها طائرات مسيّرة، لافتا إلى أن طهران و"حزب الله" اللبناني انتقلا الآن من التدريب إلى تسليح الجبهة الانفصالية، و"هو أمر خطير جدا، إذ بعدما عملا على زعزعة استقرار اليمن وسورية والعراق يعملان الآن على زعزعة استقرار منطقتنا".

وفي سياق اتهامه لإيران، عرض هلال صورا لطائرات مسيّرة قال إن طهران سلمتها لجبهة "البوليساريو"، لافتا إلى أن سعرها يتراوح بين 20 و22 ألف دولار، وأن شراء طائرة واحدة كفيل بإطعام 300 شخص في السنة في مخيمات تندوف وتقديم العلاج لـ 500 شخص وتعليم 120 طفلا.

ولم يصدر بعد ردّ رسمي إيراني على هذه الاتهامات.

وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع على اتهام وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، إيران بـ"تهديد السلم الإقليمي والدولي"، معتبرا أنها أضحت هي "الراعي الرسمي للانفصال ودعم الجماعات الإرهابية في عدد من الدول العربية".

وقال وزير الخارجية المغربي، في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره اليمني أحمد عوض بن مبارك، في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي بالرباط، إن "طهران، بتبنيها لفاعلين غير حكوميين مسلحين، أصبحت تهدد السلم الإقليمي والدولي، عن طريق حصول هؤلاء الفاعلين على أسلحة وتقنيات متطورة، على غرار الطائرات المسيّرة".

وحمّل بوريطة المجتمع الدولي مسؤولية تطور الأوضاع في حال عدم تصديه للجانب الإيراني، معتبراً أن إيران "هي الممول والداعم الرسمي للانفصال والجماعات الإرهابية عبر تسهيل حصولهم على أسلحة متطورة، فضلاً عن تدخل طهران في الشؤون الداخلية للدول العربية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق جماعات إرهابية مسلحة". وأضاف: "المغرب بدوره يعاني مما تقوم به إيران بهذا التدخل".

وكان المغرب قد قرر في الأول من مايو/ أيار 2018 قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، وطلب من سفيرها مغادرة الرباط، واستدعاء سفيره من طهران، في خطوة كانت كلمة السر فيها هي الصحراء، حيث أعلن وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة حينها أن الجمهورية الإيرانية تقدم دعما "ماليا ولوجيستيا" لجبهة "البوليساريو" الانفصالية عن طريق "حزب الله" اللبناني الذي يوفر أيضا تدريبات عسكرية للجبهة.

في المقابل، اعتبرت الخارجية الإيرانية حينها أن "المغرب يصدر مزاعم ليس لها أساس من الصحة، بل إنها اجترار للاتهامات ضد إيران من قبل الذين يرغبون في بث الشقاق والفرقة في العالم الإسلامي".

المساهمون