المغرب: بدء العد العكسي لميلاد الحزب اليساري الموحد

المغرب: بدء العد العكسي لميلاد الحزب اليساري الموحد

27 مايو 2022
الشروع في التحضير للمؤتمر الاندماجي الساعي إلى لمّ شمل اليسار المغربي (Getty)
+ الخط -

انتقل تحالف "فيدرالية اليسار" إلى المرحلة القصوى في تنزيل مشروع "الحزب اليساري الموحد" على أرض الواقع، بعدما أعلن اليوم الجمعة، الشروع في التحضير للمؤتمر الاندماجي الساعي إلى لمّ شمل اليسار المغربي.

وقال عضو اللجنة التقريرية لـ"فيدرالية اليسار" محمد الساسي، خلال مؤتمر صحافي عقدته قيادات التحالف اليوم بالعاصمة المغربية الرباط، إن المؤتمر الاندماجي المقرر في 16 و17 و18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، سيسفر عن "تأسيس حزب جديد بعرض سياسي جديد" من شأنه أن يعيد الاعتبار للفعل اليساري، لافتا إلى تأسيس حزب سياسي جديد ذي حمولة يسارية يسعى لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.

وعما يميز تجربة الاندماج الجديدة، قال الساسي إنها "ستحاول صنع بنية مشتركة جديدة وخلق سيرورة جديدة تجمع بين الفعالية والمصداقية، ستستلهم نضالها من تجربة 20 فبراير ونضالات الشارع وصوت الشعب من أجل إعادة الاعتبار لقيم الأحزاب السياسية والأحزاب السياسية اليسارية بشكل خاص".

من جهته، اعتبر الأمين العام لحزب "المؤتمر الوطني الاتحادي"، عبد السلام العزيز، أن توحيد العائلة اليسارية لا يهم فقط المكونات الثلاثة وإنما يخص العائلة اليسارية الديمقراطية الكبيرة، وأن التحضير للاندماج محطة فاصلة في إعادة بناء اليسار بالمغرب، لافتا إلى أن المغرب حاليا في حاجة ليسار قادر على الاقتراح والتأثير والعمل وخلق فرق في الساحة السياسية.

وأوضح أن الشروع في التحضير للمؤتمر الاندماجي، يأتي في ظل انحباس سياسي كبير تعيشه الساحة السياسية المغربية، رغم كل التضحيات التي قدمتها أجيال عديدة، دون أن يمكن ذلك من إحداث تغيير، مشيرا إلى أن "الساحة السياسية المغربية، تتخبط حاليا في تراجعات سياسية واجتماعية وحقوقية.. في ظل حكومة رأسمالية ريعية لا تملك أي تصور لحماية المواطنين وقوتهم اليومي وحقهم في العيش البسيط، بالإضافة لتفشي سياسة منع الاحتجاجات والحركات والنضالات".

من جهة أخرى، أعلن الكاتب العام لحزب "الطليعة الديمقراطي الاشتراكي"، علي بوطوالة، أن مؤتمر الحزب الجديد سينعقد بالتوافق، بحيث سيتم التفاهم على توزيع المسؤوليات في مختلف الهياكل، موضحا أن المؤتمرين لن يتم انتخابهم، إنما سيتم اختيارهم بالتوافق.

ولفت إلى أن الحزب الجديد سيكون تجديدا وانفتاحا على الجماهير لتساهم في تطبيق المشروع بشكل فعال، كما أنه سيراهن على إعادة الثقة في المشروع اليساري، بعد الاهتزاز الذي تعرضت له بعد حكومة التناوب والمشاركة الناقصة في الحكومات السابقة بسبب الرغبة في المشاركة فقط من أجل المشاركة.

وكان حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، والحزب الاشتراكي الموحد، قد أعلنت في 30 يناير / كانون الثاني 2014، عن تأسيس تحالف سياسي جديد تحت اسم فيدرالية اليسار الديمقراطي.

وجاءت الصيغة الجديدة للتحالف بعد سنوات من الحوار، في إطار ما يعرف بـ"تحالف اليسار الديمقراطي" (الذي أعلن عنه في 2007)، بغرض تقوية صفوف الأحزاب اليسارية على الساحة السياسية، والتنسيق بينها قبيل الانتخابات المحلية (البلدية والقروية) التي أجريت في 12 يونيو/حزيران 2009.

وبالرغم من الدعم الكبير الذي حظيت به الفيدرالية، بمناسبة تشريعيات 2016، ولا سيما في أوساط النخب والمثقفين والأكاديميين والشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكذا نجاحها في تنصيب نفسها في موقع القوة اليسارية الأولى على المستوى العملي، حيث تجاوز عدد أصواتها مجموع أصوات حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (المشارك في الحكومة) في أكثر من 10 مدن كبرى، إلا أنها لم تتمكن من الظفر بأكثر من مقعدين برلمانيين من أصل 395 مقعداً، وكان ذلك أقل من توقعات قياداتها بكثير.

وفي محاولة لتجاوز عثرة الانتخابات الماضية، شرع تحالف الفيدرالية في التحضير بكثافة لمحطة 2021، بالتوازي مع نقاشات قيادات الأحزاب الثلاثة لمشروع الاندماج بينها في حزب يساري موحد، يخوض غمار انتخابات يراهن عليها بقوة من أجل تحسين تموضعها داخل المشهد السياسي المغربي.

 وبينما كانت لافتة مراهنة غالبية قيادات فيدرالية اليسار الديمقراطي على عقد مؤتمر اندماجي، قبل حلول موعد الاستحقاقات الانتخابية بسنة، باعتباره خطوة ستمنح التحالف زخماً جديداً، وستجعله "نقطة جذب للمحيط القريب والمتعاطفين"، شكل إعلان الأمينة العامة لـ"الاشتراكي الموحد"، نبيلة منيب، عدم خوض الانتخابات تحت يافطة تحالف "فيدرالية اليسار الديمقراطي" المكون من الأحزاب الثلاثة مؤشراً على انفراط عقد التحالف.

بالمقابل، استعادت مكونات التحالف، بعد انتهاء انتخابات الثامن من سبتمبر/ أيلول الماضي، مبادرة الاندماج بعد إعلان مكون اليسار الوحدوي الذي انشق عن الحزب الاشتراكي الموحد، وحزبي الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والمؤتمر الوطني الاتحادي، عن استعدادها بالإضافة إلى أطياف يسارية أخرى للانخراط الجدي لتنزيل هذا المشروع السياسي.