المعارضة التركية غاضبة بعد تأييد حكم بسجن قيادية في "الشعب الجمهوري"

المعارضة التركية غاضبة بعد تأييد حكم بسجن قيادية في "الشعب الجمهوري"

12 مايو 2022
رئيسة فرع إسطنبول لحزب الشعب الجمهوري جانان كافتانجي أوغلو (بوراك كارا/Getty)
+ الخط -

أيّدت المحكمة الإدارية العليا في تركيا، الخميس، حكماً بالسجن بحق رئيسة فرع إسطنبول في حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، جانان كافتانجي أوغلو، لمدة تصل إلى 4 سنوات و11 شهراً و20 يوماً، ما أشعل غضباً في صفوف المعارضة التركية.

وأكدت الدائرة الثالثة في المحكمة الإدارية العليا أحكاماً صدرت بحق القيادية البارزة في المعارضة، فيما رفضت أخرى، ليبلغ مجموع الأحكام قرابة 5 سنوات، الأمر الذي هاجمته المعارضة التركية ودافعت عنه الحكومة.

والتهم المؤكدة هي "إهانة واحتقار موظف حكومي"، وحكمت فيه سنة و6 أشهر و20 يوماً، و"إهانة الدولة التركية بشكل علني" وحكمت وفقه بالسجن عاماً واحداً و8 أشهر، كما حكم عليها بالسجن بتهمة "إهانة واحتقار رئيس الجمهورية"، عاماً و9 أشهر بعد أن كان الحكم السابق يبلغ عامين و4 أشهر، وبرأتها المحكمة من تهمة "الدعاية لتنظيم مسلح إرهابي، وتحريض الشعب للكراهية والحقد".

وعقب القرار قالت كفتانجي أوغلو، في فيديو بثته على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، إنّ المسألة تتجاوزها وتصل إلى حال القضاء، متوعّدة بأنها ستعمل بشكل مستمر من أجل سيادة القانون لصالح 84 مليون مواطن "حتى إسقاط الحكومة ومساوئها".

وأضافت: "حلّ الربيع في البلاد، ليس هناك توقف أو ضجر أو تعب، سنعمل أينما نكون وسيشكل العمل أملاً من أجل إرسال الحكومة وسيئاتها، وتأسيس سيادة القانون وعندها سنتنفس جميعاً".

من ناحيته، دعا زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كلجدار أوغلو، عبر "تويتر" النواب البرلمانيين التابعين للحزب في إسطنبول، للتوجه إلى مقر الحزب بشكل فوري، وذلك للتضامن مع كافتانجي أوغلو.

وقال عمدة إسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو، عبر "تويتر": "أدين هذا القرار السياسي، وأنا إلى جانب زعيمة الحزب بإسطنبول ومن أجل دعمها سأتوجه إليها".

كما دعمت زعيمة حزب "الجيد" المعارض، ميرال أكشينار، موقف كافتانجي أوغلو وأصدرت بياناً قالت فيه: "لا تستطيع تركيا تحمّل هذه القرارات الصادرة عن النظام الغريب في البلاد، ستأتي صناديق الاقتراع وستنتهي الوصاية".

ولاحقاً انتقل زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كلجدار أوغلو إلى إسطنبول قادماً من أنقرة، والتقى النواب وكافتانجي أوغلو في مقر الحزب، وأطلق تصريحات صحافية كشف فيها دعمه الكامل لزعيمة الحزب بإسطنبول، ورفضه للقرار الصادر اليوم.

وكشف كلجدار أوغلو أنّ حزبه كان يعتزم عقد لقاء جماهيري في ولاية بورصة، الأسبوع المقبل، ولكن بسبب القرار القضائي الصادر اليوم، اتخذ الحزب قراره بنقل اللقاء الجماهيري إلى إسطنبول.

وتوجه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائلاً: "أقول لأردوغان أنت ذو وجهين، متجبر وسينتهي هذا الظلم، وسنؤسس لدولة يعيش فيها المواطنون بحرية وكرامة، وكافتانجي أوغلو خلفها شعب وهي شجاعة، ولن نتراجع أي خطوة أمام ظلم الظالم، وستحل العدالة في البلاد".

الحكومة التركية من ناحيتها، ردت على هجوم المعارضة بسبب القرار، حيث قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم عمر تشليك، في مؤتمر صحافي: "لا أحد يعلم بمضمون الملف بعد، لا نحن ولا حزب الشعب الجمهوري المعارض، وسيُعلَن سبب القرار ومبرراته لاحقاً، وبدل الانتظار يتم الهجوم على الحزب والرئيس".

وأضاف: "المسألة يتم أخذها من بعد سياسي ويتم تحميل القانونيين المسألة، وبعد كل قرار قضائي يهاجم أردوغان والحزب، وبعض الأحكام ألغيت وأخرى أيدت. يجب الانتظار لمعرفة مبررات كل القرارات".

وتعود القضية إلى عام 2019 حيث قضت محكمة الجنايات السابعة والثلاثين بإسطنبول، في سبتمبر/أيلول من ذلك العام، بالحكم بالسجن 9 سنوات و8 أشهر و20 يوماً بحق القيادية المعارضة، وأقرت محكمة الدائرة الثانية الجنائية في إسطنبول، قرار المحكمة الـ37، في يونيو/حزيران عام 2020، ليأتي قرار التمييز اليوم بتأكيد قرارات وإلغاء أخرى.

المساهمون