المتحدثة باسم "الاتحاد الديمقراطي": عودة قريبة للحوار الكردي السوري

المتحدثة باسم "الاتحاد الديمقراطي": عودة قريبة للحوار الكردي السوري

17 يناير 2021
بكداش: "الاتحاد الديمقراطي" قدّم تنازلات (العربي الجديد)
+ الخط -

بعد تعثر الحوار الكردي – الكردي السوري، بين حزب "الاتحاد الديمقراطي" وأحزاب أخرى تدور في فلكه، وبين "المجلس الوطني الكردي" (ائتلاف كردي معارض للإدارة الذاتية)، والذي بدأ في إبريل/نيسان الماضي من أجل تشكيل مرجعية سياسية واحدة للأكراد السوريين، ترجح المتحدثة باسم "الاتحاد الديمقراطي"، سما بكداش، استئناف الحوار خلال شهر فبراير/شباط المقبل، مؤكدة في حديث مع "العربي الجديد"، أن حزبها قدّم تنازلات من أجل إنجاح هذا الحوار، مع توجيه اتهام لـ"المجلس الوطني"، المنضوي في صفوف المعارضة السورية (الائتلاف الوطني السوري) بوضع شروط مسبقة. واصطدم الحوار الكردي، الذي كان يحظى برعاية مباشرة من وزارة الخارجية الأميركية وقائد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي، بعقبات عدة، أبرزها إصرار "المجلس الوطني الكردي" على عودة قوات البشمركة السورية إلى منطقة شرقي نهر الفرات، وفكّ ارتباط "الاتحاد الديمقراطي" بـ"حزب العمال الكردستاني"، وإلغاء التجنيد الإجباري، بالإضافة إلى حسم مصير المعتقلين والمختطفين.

بكداش: التوتر مع النظام السوري انتهى على الأغلب في الحسكة

وتعد البشمركة السورية المتمركزة في شمال العراق، بمثابة ذراع عسكرية لـ"المجلس الوطني الكردي"، الذي يريد دخولها إلى الشمال الشرقي من سورية، والمشاركة في القرارين العسكري والأمني.
من جهته، يُنظر إلى حزب "الاتحاد الديمقراطي"، على أنه نسخة سورية من "حزب العمال الكردستاني" في تركيا، المدرج في خانة التنظيمات الإرهابية في دول عدة، أبرزها تركيا. وتسيطر "قسد"، التي يهيمن عليها "الاتحاد الديمقراطي"، من خلال الوحدات الكردية، ذراعه العسكرية، على جلّ الشمال الشرقي من سورية، أو ما بات يُعرف اصطلاحاً بشرقي الفرات. وتعادل هذه المنطقة نحو ثلث مساحة سورية، وتعد في نظر كثيرين بمثابة "سورية المفيدة"، إذ تضم الجانب الأكبر من ثروات البلاد البترولية والزراعية والمائية. ويشكل العرب غالبية سُكّان هذه المنطقة، إلا أنهم غائبون عن المشهدين السياسي والعسكري.

وتقول بكداش، في حديثها لـ"العربي الجديد" من مقر إقامتها في مدينة القامشلي، شمال شرقي سورية، إن "الحوار توقف نتيجة غياب فريق الخارجية الأميركية الراعي له، وذلك لأسباب مرتبطة بالانتخابات الأميركية الرئاسية ومجيء إدارة جديدة" إلى البيت الأبيض، مرجحة استئناف هذا الحوار خلال الشهر المقبل عقب تسلّم إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن لمهامها. وتشدد بكداش على أن الحوار، الذي يكاد يرقى إلى مستوى التفاوض بين أكبر كيانين سياسيين كرديين في سورية، "لم يتوقف"، مضيفة أن "الاتحاد الديمقراطي مُصرّ على استكماله من أجل الوصول إلى اتفاق نهائي بين الطرفين، يسهم في حلّ للأزمة السورية". وتؤكد بكداش أن حزبها "قدّم تنازلات من أجل استمرار الحوار"، مشددة أيضاً على جدّية "الاتحاد الديمقراطي"، لكنها ترى أن "وفد المجلس الوطني الكردي دائماً يضع شروطاً، مهدداً بإيقاف الحوار في حال عدم تنفيذها".

وحول تصريحات جديدة للقيادي البارز في "الاتحاد الديمقراطي" ألدار خليل حول البشمركة السورية، والتي أحدثت ضجة في المشهد السوري الكردي، تؤكد بكداش رفضها "التصعيد الإعلامي"، مشيرة إلى أن "كلّ المواضيع مطروحة على طاولة المفاوضات"، غير أنها تستدرك بقولها إن "هناك مكتسبات نعتبرها خطاً أحمر، وهي الإدارة الذاتية وقوات سورية الديمقراطية (قسد)". وكان خليل، وهو عضو الهيئة الرئاسية المشتركة لـ"الاتحاد الديمقراطي"، قد وصف في تصريحات صحافية نشرت الأربعاء الماضي، قوات البشمركة السورية بـ"المرتزقة للدولة التركية، واستخدمتهم (أنقرة) في شنكال (سنجار) وقنديل". وتابع خليل: "مثلما استخدم (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان المرتزقة في ليبيا وأذربيجان، يستخدم هؤلاء أيضاً، ولهذا ليس من الممكن قبولهم، فالذين عملوا كمرتزقة، ليس من المعقول أن يكون لهم دور أو وظيفة في المجال العسكري". 

ويؤكد كلا الطرفين، "المجلس الوطني الكردي" و"الاتحاد الديمقراطي" على أهمية الحوار، موجهين اتهامات متبادلة واحدهما للآخر بالعرقلة. وكان عضو الهيئة الرئاسية لـ"المجلس الوطني"، المنسق العام في حركة "الإصلاح الكردي"، فيصل يوسف، قد أكد يوم الخميس الماضي لـ"العربي الجديد"، أن المفاوضات "خيار استراتيجي لتحقيق وحدة الموقف الكردي التي تصّب في مصلحة الشعب الكردي وقضية الديمقراطية في عموم البلاد". وتابع: "أدرج المجلس ذلك في برامجه طيلة السنوات الماضية، لكن حزب الاتحاد الديمقراطي لم يلتزم بالاتفاقيات الثلاث (هولير 1 و2، ودهوك) التي أبرمت في السابق، لذلك كان إصرارنا على وجود ضامن وراعٍ للمفاوضات وإجراءات لبناء الثقة".

يسعى مجلس سورية الديمقراطية لعقد مؤتمر "للقوى الديمقراطية" في سورية قريباً

ولكن بحسب بكداش، فإن "المجلس الوطني الكردي" ينضوي في صفوف المعارضة السورية التي "لا تمثل الشعب السوري"، مشيرة إلى أن المناطق التي تسيطر عليها هذه المعارضة في شمال البلاد "يتعرض سُكّانها لأبشع أنواع الانتهاكات، سواءً المناطق التي يُشكل الأكراد غالبية سُكّانها أو تلك التي يمثل العرب جلّهم". وتكشف المتحدثة باسم "الاتحاد الديمقراطي"، عن مساعٍ "من أجل تشكيل جسم سياسي معارض يمثل السوريين ويؤمن بمبدأ الدولة اللامركزية"، مشيرة إلى أن "مجلس سورية الديمقراطية" (مسد)، الذراع السياسية لـ"قسد"، يسعى لـ"عقد مؤتمر للقوى الديمقراطية في سورية" في المستقبل القريب.
وكان قياديون في "مسد" أبدوا رغبة في حوار مع الائتلاف الوطني السوري، إلا أن الأخير رفض مشترطاً طرد كوادر "الكردستاني" من سورية قبل الجلوس على طاولة التفاوض.

وحول التوتر الذي شهدته أخيراً محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية، بين الجانب الكردي والنظام السوري، والذي وصل إلى حدّ الاقتتال عقب اعتقالات متبادلة، تؤكد بكداش أن هذا التوتر "على الأغلب انتهى"، مشيرة إلى أن ما حدث "كان ضغطاً علينا من قبل النظام والجانب الروسي بسبب رفض قوات سورية الديمقراطية تقديم تنازلات في بلدة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي".

المساهمون