القيادة الفلسطينية تجتمع لحسم مصير الانتخابات

القيادة الفلسطينية تجتمع لحسم مصير الانتخابات وسط مقاطعة "حماس" و"الجهاد"

29 ابريل 2021
ترجيح بأن يعلن عباس تأجيل الانتخابات المقررة في مايو (Getty)
+ الخط -

من المتوقع أن تحسم القيادة الفلسطينية، مساء اليوم الخميس، مصير الانتخابات بإجرائها أو التأجيل، وذلك في اجتماع سيعقد برئاسة الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، وحضور الفصائل الفلسطينية، ومقاطعة من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، فيما أكد أكثر من مسؤول فلسطيني أن الانتخابات محسومة نحو التأجيل، وأنّ إجراءها "معجزة".

وسيقاطع نواب حركة "حماس" في الضفة الغربية اللقاء، في إشارة إلى عودة العلاقات بين الحركتين للتأزم والتوتر، بعد نجاح "قمة إسطنبول" العام الماضي ولقاءات القاهرة هذا العام، لكن نهاية مسار هذه اللقاءات كان يجب أن تتوّج بإجراء الانتخابات التي باتت مهددة بالتأجيل، ما ينذر بعودة الطرفين إلى المربع الأول من التوتر والاحتقان.

وقال النائب السابق عن كتلة "حماس" في المجلس التشريعي المنحل، أيمن دراغمة، لـ"العربي الجديد": "تم توجيه الدعوة إلينا لحضور الاجتماع، وكان قرارنا واضحاً بعدم المشاركة، لأننا لسنا العنوان الذي تم الحوار معه، سواء في إسطنبول أو القاهرة، وبالتالي لن يشارك أي من نواب حماس في لقاء القيادة اليوم".

وأوضح دراغمة أنّ "الحوارات بدأت مع قيادة حماس في الخارج، ويجب أن تستمر معها وليس معنا". وتابع: "عندما تمت دعوتنا من عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، أخبرناه أن الأصل أن تقوموا بتبليغ من بدأتم معهم الحوار، أي قيادة حماس في الخارج، ولسنا نحن الجهة المخولة إكمال اللقاءات معكم".

وأشار دراغمة إلى أنّ "لقاء القيادة اليوم الذي تمت الدعوة إليه عبارة عن مهرجان لن يكون فيه نقاش أو حوار، ولن نشارك فيه". وتابع: "جزء من مقاطعتنا كنواب في المجلس التشريعي المنحل أيضاً لها علاقة بعقابنا من قبل السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس (أبو مازن)، الذي يقوم بقطع رواتبنا منذ 30 شهرًا، أي منذ أن قام بحل المجلس التشريعي".

من جانبه، قال النائب السابق عن حركة "حماس" في المجلس التشريعي المنحل، نايف الرجوب، لـ"العربي الجديد": "نحن نعلم أن هناك قراراً اتخذ رسمياً من قبل اللجنة المركزية لحركة فتح بتأجيل الانتخابات، بسبب ضغوط إسرائيل ومصر والأردن، التي أوصت بعدم إجراء الانتخابات الفلسطينية".

وأكدت قيادات من حركة "حماس"، لـ"العربي الجديد"، أنّ عضو مركزية "فتح" حسين الشيخ، الذي أنهى زيارته إلى قطر، يوم أمس الأربعاء، التقى بوزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وأخبره بنية القيادة الفلسطينية تأجيل الانتخابات، وطلب منه إبلاغ "حماس" بهذا القرار.

وحسب مصادر لـ"العربي الجديد"، فإنّ الشيخ لم يلتقِ خلال زيارته إلى قطر أياً من قيادات حركة "حماس" التي أصدرت بياناً أكدت فيه رفضها تأجيل الانتخابات، وتمسّكها بإجراء الانتخابات في القدس عبر فرضها على الاحتلال.

وكان عضو مركزية "فتح" جبريل الرجوب قد بدأ، بتكليف من الرئيس محمود عباس، حراكاً قبل نحو عام، وأحدث انفراجات وخطوات كبيرة نحو إجراء الانتخابات كمقدمة عملية لإنهاء الانقسام، مع عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، ونجح الطرفان في عقد لقاء إسطنبول، ولقاء أمناء الفصائل الفلسطينية في رام الله، وجولتي حوار في القاهرة، والتي كان يجب أن تفضي إلى إجراء الانتخابات التشريعية في 22 مايو/أيار المقبل، والرئاسية في يوليو/تموز المقبل، وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني في أغسطس/آب المقبل.

في غضون ذلك، قال القيادي في "الجهاد الإٍسلامي" خضر عدنان، لـ"العربي الجديد": "إن رئيس السلطة يريد أن يُسمِع ولا يريد أن يَسمَع، (أبو مازن) يريد أن يتعامل مع القوى كمدير وتلاميذ.. اجتماعات المقاطعة باتت بروتوكولية، ونحن لسنا كومبارس في الحالة الوطنية".

وتابع عدنان: "لم نكن جزءاً من ترتيبات الانتخابات ورفضناها مذ نشوء السلطة، لأنها تحت احتلال ومسقوفة بأوسلو، من يرد الوحدة فليكن في مواجهة المحتل ولنمزق أوسلو".

بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، لـ"العربي الجديد": "لقاء اليوم سيكون هاماً وموسعاً للقيادة الفلسطينية، وسيقوم الرئيس محمود عباس في كلمته بإعطاء شرح ومراجعة لجميع المعطيات والجهود، سواء عبر اللقاءات الدبلوماسية أو الاتصالات التي قامت بها القيادة خلال الأسابيع الماضية لإجراء الانتخابات"، مشيراً إلى أنه "غالباً القرار سيكون نحو تأجيل إجراء الانتخابات".

ويسود اعتقاد لدى قيادات سياسية ومشاركين في القوائم الانتخابية، أن القيادة الفلسطينية تتذرع بعدم سماح إسرائيل بإجراء الانتخابات في القدس الشرقية حتى الآن، بينما السبب الحقيقي هو تفتت حركة "فتح" في أكثر من قائمة، ونية عضو اللجنة المركزية للحركة الأسير مروان البرغوثي الترشح للانتخابات الرئاسية.

وكان عضو مركزية "فتح" حسين الشيخ، قد أكد ما نشره "العربي الجديد"، في وقت سابق، بأن منسق شؤون الاحتلال في الضفة الغربية، الجنرال غسان عليان، قد أبلغه شفوياً بعدم السماح بإجراء الانتخابات، بسبب عدم وجود حكومة إسرائيلية بعد.

وكان مصدر فلسطيني قد أفاد، "العربي الجديد"، بإمكانية عرض الرئيس "أبو مازن" على الفصائل الفلسطينية إعطاءه رسائل موقعة تفيد بموافقتها على إجراء الانتخابات من دون القدس الشرقية، حتى لا يتحمل أي مسؤولية.

وسبق أن طلب الرئيس الفلسطيني عام 2019 من الفصائل الفلسطينية رسائل تعلن فيها رغبتها في إجراء الانتخابات، وقامت جميع الفصائل بإعطاء هذه الرسائل للرئيس عباس، ولاحقاً طالبته نحو ثمانية فصائل، عبر رسائل موجهة منها، بأن يقوم بتحديد موعد الانتخابات.

والتقى عباس، مساء أمس الأربعاء، بممثل الاتحاد الأوروبي سفن كون فن بورغسدوف، وأطلعه الأخير على جهود اللحظات الأخيرة التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي للضغط على إسرائيل لإجراء الانتخابات في مراكز البريد الإسرائيلية في القدس الشرقية، حسب اتفاقية أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير وإسرائيل عام 1995.

وبينما أكد مسؤول فلسطيني مطلع، لـ"العربي الجديد"، أن بورغسدوف لم يقدم أي جديد لعباس، حول نجاح الضغوط الأوروبية على إسرائيل، إلا أن مسؤولاً أوروبياً قال لـ"العربي الجديد": "ما زلنا نخوض جهود اللحظات الأخيرة، وطالما لم يتخذ قرار التأجيل نحن نعمل بكل جهدنا لتذليل العقبات".

وتابع: "اللقاء مع الرئيس عباس أمس كانت فيه بوادر إيجابية، وتوصية من الأوروبيين بأن لا يتم اتخاذ القرار بشكل متسرع، وإتاحة الفرصة لنا لمزيد من الاتصالات والضغط على إٍسرائيل، للموافقة على إجراء الانتخابات في القدس الشرقية، وفق البروتوكولات والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين".

المساهمون