العراق: الخشية من استهداف البعثات الأجنبية يمنع فتح المنطقة الخضراء

العراق: الخشية من استهداف البعثات الأجنبية يمنع فتح المنطقة الخضراء

25 يوليو 2022
قيادة عمليات بغداد: المنطقة الخضراء لم يفتح منها أي شارع منذ أشهر (Getty)
+ الخط -

رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على إعلان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الشروع بإعادة فتح المنطقة الخضراء المحصنة، وسط العاصمة بغداد، عبر تفكيكها وإعادتها إلى سابق عهدها قبل الغزو الأميركي عام 2003، وعودة الأحياء والحارات السكنية مثل غيرها من مناطق بغداد، وإعادة أسماء أحيائها الأصلية إليها، إلا أن معوقات أمنية ورفض من بعض الجهات السياسية وتخوف المنظمات الدولية، حال دون فتحها لحد الآن.

وأفاد مصدر من قيادة عمليات بغداد، بأن "المنطقة الخضراء لم يفتح منها أي شارع منذ أشهر، بسبب التحديات الأمنية التي توجهها المنطقة، كما أن بعض البعثات الأجنبية أبدت مخاوفها من احتمال استهدافها أو وقوع هجمات ضدها من قبل الفصائل المسلحة".

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد، أن "مديرية المرور قدمت خطة كاملة لتغطية المنطقة في حال فتحها، في سبيل تسهل حركة مرور مركبات المواطنين، كما أنها شكلت لجنة مخصصة بهذا الموضوع إلا أنها لم تباشر عملياً في فتح المنطقة"، مبيناً أن "فوج حماية المنطقة الخضراء زاد من عناصر الحماية للمنطقة، ولم تنسحب أي قطعات، والجسر المعلق هو الجزء المفتوح فقط لساعات محدودة".

وأعلن الكاظمي في مايو/ أيار الماضي، إلغاء "المنطقة الخضراء" كلياً، على خلاف الحكومتين السابقتين اللتين تعهدتا بفتح شوارع المنطقة الخضراء الرئيسية لتسهيل تنقل المواطنين بين جانبي الكرخ والرصافة، بما فيها الجسر المعلق، أحد أهم جسور بغداد.

وأعلنت مديرية المرور العامة، مؤخراً، تشكيل لجنة لفتح المنطقة الخضراء، مؤكدة قرب إنجاز طريق رئيس لتخفيف الزخم المروري. ونقلت وكالة الأنباء العراقية، الرسمية، عن مدير العلاقات والإعلام في مديرية المرور العامة العميد زياد محارب القيسي، قوله إن "هناك لجنة لفتح المنطقة الخضراء"، دون الكشف عن أي تفاصيل تتعلق بتاريخ فتحها أو آلية ذلك.

أسباب "تعثر" فتح المنطقة الخضراء

من جهته، أكد عضو مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي، أن "حكومة الكاظمي حاولت تحقيق الكثير من الملفات المستحيلة، وبرغم علمها أن ملف المنطقة الخضراء من المستحيلات إلا أنها حاولت استعراض قوتها فيه، وفشلت، وربما ستفشل أي حكومة فيه".

واعتبر المطلبي في حديث مع "العربي الجديد"، أن "تعسر فتح المنطقة الخضراء أمام المواطنين يكمن في أن بعض المقرات الدولية تمتلك إرادة فيها، خصوصا السفارة الاميركية التي تمنع فتحها لأنها تخشى نيران المعارضين والرافضين لتواجدها".

يُشار إلى أن المنطقة الخضراء اسم دخيل على جغرافية بغداد، وتتألف عملياً من ثلاثة أحياء سكنية متجاورة على نهر دجلة وسط بغداد، هي حي كرادة مريم الذي كان يضم العراقيين المسيحيين، وحي القادسية، وحي التشريع، فضلاً عن اقتطاع جزء بسيط من حي الحارثية.

المنطقة الخضراء اسم دخيل على جغرافية بغداد

وإلى جانب كونها أحياء سكنية، فإنها تضم عدة فنادق ومستشفى ومراكز تجارية وقصوراً ومباني لوزارات مختلفة بعضها يعود إلى عقود طويلة، فضلاً عن مساجد وكنائس ومدينة ألعاب وناديين رياضيين. كما تضم، بحكم توسطها بغداد، شبكة كبيرة من الطرق والأنفاق والجسور تربط جانبي العاصمة بعضهما ببعض.

لكن القوات الأميركية عمدت إلى إخلاء المواطنين من المنازل والشقق السكنية وتعويضهم بمبالغ مالية شهرية متفاوتة كبدل استئجار، على اعتبار أنها صارت ضمن منطقة الحاكم العسكري الأميركي. واستُغلت تلك الوحدات فيما بعد لعائلات الدبلوماسيين والمسؤولين الأجانب، قبل أن تنتقل إلى أعضاء البرلمان ورؤساء الأحزاب والكتل السياسية والوزراء والمسؤولين المهمين في الدولة العراقية.

وتحيط بـ"المنطقة الخضراء" ثلاثة أسوار إسمنتية عالية، حددت معالم المنطقة الجديدة، وفتحت لها خمسة أبواب، كل باب مخصص لدخول فئة محددة من الموظفين والمسؤولين الكبار والبعثات الدبلوماسية والمواطنين الذين يراجعون لإكمال معاملات لديهم.

المساهمون