الحوثيون يستأنفون قصف أحياء تعز اليمنية على وقع معارك بالريف الغربي

الحوثيون يستأنفون قصف أحياء تعز اليمنية على وقع معارك بالريف الغربي

07 نوفمبر 2020
انفجارات عنيفة هزّت الأحياء السكنية شرقي تعز (Getty)
+ الخط -

جدد المسلحون الحوثيون، مساء السبت، استهداف الأحياء السكنية في مدينة تعز بالمدفعية الثقيلة، بعد ساعات من الهدوء النسبي، وذلك على وقع معارك مع القوات الحكومية في الريف الغربي للمحافظة الواقعة جنوب غربي اليمن.  

وقال سكان محليون ومصدر حقوقي في أحاديث منفصلة، لـ"العربي الجديد"، إن انفجارات عنيفة هزّت الأحياء السكنية شرقي المدينة، وشوهدت أعمدة الدخان جراء قصف شنته دبابة تابعة لجماعة الحوثيين تتمركز في السلاسل الجبلية الواقعة في سوفتيل والسلال.  

وأشارت المصادر إلى أن القصف الحوثي طاول حيّي حوض الأشراف والكمب، ما أسفر عن سقوط 10 مدنيين على الأقل، وموجة رعب غير مسبوقة في أوساط المدنيين، كون الهجمات تزامنت مع وقت الذروة قبل غروب شمس السبت.  

ونشر ناشطون لقطات تظهر حجم الدمار الذي طاول حي سوق الأشبط التابع لمديرية صالة، جراء تعرضه لثلاث قذائف حوثية، فيما تم نقل 10 جرحى إلى مستشفى الثورة العام، الذي تشرف عليه منظمة أطباء بلا حدود الدولية، لتلقي الإسعافات الأولية، بينهم أطفال.  

وفي الأحياء الشمالية من مدينة تعز، قال شاهد عيان، لـ"العربي الجديد"، إن شظايا قذائف تساقطت على حي وادي القاضي جراء قصف حوثي استهدف منطقة جبل جرة، ومحيط المجمع القضائي الذي تتمركز فيه قوات الجيش الوطني الموالي للحكومة الشرعية.  

وذكر المصدر أن القصف أسفر عن أضرار مادية، وأجبر عددا من المستودعات التجارية على إغلاق أبوابها بشكل مبكر، مع تواصل القصف الذي شنته دبابة للحوثيين تتمركز في شارع الأربعين، شمالي المدينة.  

وقالت عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات الحرب، إشراق المقطري، في تدوينة على "تويتر": " من ساعتين وقصف قوي على مدينة تعز (..) لا مبرر لكل هذه المنهجية في القصف العشوائي بالأسلحة  القاتلة على أحياء ربما تكون الأكثر كثافه في اليمن". 

وجاء القصف الجديد بعد ساعات من إعلان اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان تنفيذ نزولات ميدانية إلى أحياء الجحملية والعسكري وصالة والعرضي والكمب بتعز، لمعاينة أماكن سقوط قذائف مليشيا الحوثي على المنازل والمدارس والمرافق الطبية واتجاهات المقذوفات التي تعرضت لها تلك الأحياء منذ منتصف الشهر الماضي وحتى مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الحالي. 

وكشفت اللجنة، في تقرير وصلت إلى "العربي الجديد"، نسخة منه، أن الهجمات الحوثية أسفرت عن سقوط 25 قتيلا وجريحا بينهم 15 طفلا، جميعهم من المدنيين القاطنين في تلك الأحياء السكنية، من دون أن تشمل الحصيلة الضحايا الجدد الذين سقطوا مساء اليوم السبت.  

واعتبرت اللجنة أن الهجمات الحوثية على الأحياء المأهولة بالسكان تخالف المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، المتمثلة بالتمييز بين المقاتلين والمدنيين وبين الأهداف العسكرية والمدنية. 

ووفقا للبيان، فقد استمتعت اللجنة لعدد من شهود الوقائع وضحاياها من الجرحى وذويهم وظروف وتفاصيل سقوط المقذوفات، إضافة إلى تحديد مستوى الأضرار المادية على الأعيان المدنية المحمية أثناء النزاعات المسلحة، ومنها مستشفيات الثورة والأمل للأورام السرطانية والجمهوري ومبنى بنك الدم، والواقعة جميعها بوسط مدينة تعز، وكانت عرضة للقصف.  

وأشار البيان إلى أن الهجمات الحوثية أدت للتوقف الجزئي المؤقت لتلك المرافق الصحية، وإثارة الفزع في أوساط الطواقم الطبية والمرضى، بالرغم من الحظر الواضح في القانون الدولي الإنساني للاعتداء على كافة المستشفيات والمرافق الطبية والصحية بحكم طبيعتها ومهمتها الإنسانية. 

وتزامنت الهجمات الحوثية على الأحياء السكنية مع معارك عنيفة اندلعت بين الجيش الوطني التابع للحكومة المعترف بها دوليا وجماعة الحوثيين، في الريف الغربي لمدينة تعز، وفقا لبيان صادر عن القوات الحكومية.  

وتحدث الجيش الوطني، عن مقتل 15 عنصرا حوثيا أثناء التصدي لمحاولة تسلل، نفذتها مجاميع تابعة للجماعة، على منطقتي البركنة وقرية القضاة في مديرية مقبنة، غربي تعز، من دون أن يتسنى لـ"العربي الجديد" التحقق من دقة الرقم.