أعلنت جامعة الدول العربية اليوم السبت، توجيه أمينها العام للجامعة أحمد أبو الغيط دعوة إلى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، لعقد جلسة حوارية ليبية غداً الأحد في مقر الجامعة بالقاهرة.
ووفقاً لجمال رشدي الناطق الرسمي باسم الأمين العام للجامعة، فإنّ هذه الدعوة جاءت "استشعاراً لمسؤوليات الجامعة العربية الأصيلة تجاه هذا البلد العربي المهم، وفي هذا التوقيت الدقيق، ومسعىً لإخراج ليبيا من أزمتها التي طال أمدها"، مشيراً إلى الأعباء والتبعات التي زادت هذه الأزمة على كاهل المواطن الليبي "الذي يتطلع اليوم إلى الخروج من هذا الوضع الخانق عبر تحييد المصالح الضيقة ووضع المصلحة العليا للبلاد فوق أي اعتبارات".
وتأتي هذه الخطوة من الجامعة العربية في وقت تواجه فيه جهود الأمم المتحدة تعثراً في إنجاح مبادرتها التي أعلنها مبعوثها إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وتستهدف جمع القادة الأساسيين، وهم صالح وتكالة والمنفي، بالإضافة إلى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة وقائد مليشيات شرق ليبيا الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، حول طاولة حوار خماسية.
والخميس الماضي، عبّر باتيلي عن رفضه لمخرجات اجتماع عقده عدد من أعضاء مجلسي النواب والدولة في تونس الأربعاء الماضي، كان أبرزها تشكيل حكومة موحدة في البلاد، حيث أكد باتيلي أنّ اجتماع تونس الأخير لن يكون بديلاً عن "حوار أوسع بمشاركة أكبر وجدول أعمال أكثر شمولاً"، محذراً من "العواقب الكارثية للمبادرات الأحادية التي لا تهدف إلا إلى إنشاء مؤسسات جديدة دون تعاون وموافقة جميع الأطراف المعنية".
وبعد أن كانت شروط ترشح العسكريين وحملة الجنسيات الأجنبية للانتخابات نقاط الخلاف الأساسية في القوانين الانتخابية، دخل شرط وجود حكومة موحدة تشرف على الانتخابات في كل البلاد على خط الجدل والخلافات، إذ يصرّ مجلس النواب على تشكيل حكومة جديدة كما تنص على ذلك نسخة القوانين الانتخابية المحدثة التي أصدرها مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في وقت يرفض فيه الدبيبة تسليم السلطة إلا لسلطة منتخبة، ويطالب بقوانين انتخابية عادلة دون إقصاء أي طرف من حقه الترشح للانتخابات.
وجدد صالح، أمس الجمعة، رفضه مشاركة الدبيبة في الحوار الخماسي، وطالب بإشراك الحكومة المكلفة من مجلس النواب في الحوار.
وقال صالح، في لقاء بثته قناة ليبيا المستقبل التابعة لمجلس النواب مساء الجمعة، إنه لا يمانع في الحوار "مع الجميع"، إلا أنه استثنى الدبيبة قائلاً "السيد الدبيبة لا صفة له عندنا، فأنا رئيساً لمجلس النواب لا يصح أن أجلس مع شخص سحبت منه الثقة باعتباره رئيساً للوزراء، كذلك نرى أنه بحضور المنفي لا لزوم لحضور الدبيبة باعتبار المنفي (رئيس المجلس الرئاسي) هو رئيس السلطة التنفيذية".
واستدرك صالح بالقول "أبلغنا باتيلي بأنه إذا ما كان من الضروري حضور الحكومات فلا بد أن يحضر رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب، الحكومة الشرعية، ونستمع إلى آراء الجميع"، معتبراً أن مبادرة باتيلي "تعطل المسيرة، فمجلس النواب لا يستطيع تعديل القوانين الانتخابية، والأمر الوحيد الذي يمكن أن يكون موضوعاً للاجتماع هو تشكيل حكومة نتعاون معها جميعاً ونعترف بمخرجات الانتخابات"، وفق قوله.