"الثوري الإيراني" يشكل مليشيا جديدة في شرقي سورية

"الثوري الإيراني" يشكل مليشيا جديدة في شرقي سورية

09 ابريل 2024
أقام الحرس الثوري العديد من المواقع في سورية (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- شكّل الحرس الثوري الإيراني مليشيا جديدة تحت مسمى "جيش العشائر" في منطقة البوكمال بمحافظة دير الزور السورية، بهدف شن هجمات ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مع توفير رواتب ومكافآت للعناصر المشاركة.
- تأتي هذه الخطوة في سياق تعزيز النفوذ الإيراني في شرق سوريا، حيث يسعى الحرس الثوري لتجميع العناصر ضمن كتل واحدة لسهولة السيطرة عليهم، استعدادًا لأي تصعيد محتمل مع القوات الأمريكية أو هجمات إسرائيلية.
- تعكس هذه الخطوة استراتيجية إيران لتعزيز وجودها في المناطق الغنية بالموارد في دير الزور، من خلال تشكيل مليشيات محلية تنفذ أجنداتها، وسط غياب شبه كامل للنظام السوري في بعض المناطق، وتحويل المرافق العامة إلى مقار عسكرية.

شكّل "الحرس الثوري الإيراني" مليشيا جديدة في منطقة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور، في أقصى الشرق السوري، لشن هجمات ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، شمال نهر الفرات الذي يفصل بين مناطق نفوذ هذه القوات المدعومة من التحالف الدولي، ومناطق سيطرة المليشيات الإيرانية. وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن المليشيا تشكلت خلال الأيام القليلة الفائتة تحت مسمّى "جيش العشائر"، وقوامها الحالي 30 عنصرا يتزعمهم شاب يلقب نفسه "زازا"، هو من بلدة السوسة بريف دير الزور الشرقي.

وأوضحت المصادر أن العدد الحالي للمليشيا يمكن أن يكون نواة لاستقطاب عدد أكبر من العناصر. وذكرت شبكة "نهر ميديا" المحلية أن مهمة هذه المليشيا "تنفيذ عمليات ضد "قسد" بعد العبور باتجاه نقاطها شمال نهر الفرات"، مشيرة الى أنه لا يوجد لهذه المليشيا مقر، وأنها عناصرها يأخذون رواتب شهرية من مليشيات الحرس الثوري الإيراني تصل لـ500 ألف ليرة سورية (نحو 30 دولارا أميركيا). وبيّنت أن الملشيات الإيرانية وعدت المليشيا المحلية بـ"مكافآت" بعد كل عملية يتم تنفيذها، ومنحت العناصر "بطاقات عدم تعرض"، تخولهم حمل السلاح في مدينة البوكمال.

ورأى مدير مركز "الشرق نيوز" فراس علاوي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن هناك عدة أسباب وراء تشكيل المليشيات المحلية من قبل الحرس الثوري الإيراني في محافظة دير الزور، منها "الحاجة إلى عناصر محليين للسيطرة أكثر على المنطقة"، مضيفا: "ومن أجل كسب ودّ الأهالي يسمّي هذه المجموعات بأسماء عشائرية". ويعتقد علاوي أن الشرق السوري "مقبل على تصعيد بين الإيرانيين والأميركيين، لذا تلجأ المليشيات الإيرانية المسيطرة على دير الزور إلى تجميع العناصر ضمن كتل واحدة لسهولة السيطرة عليهم تحسبا لأي هجمات سواء إسرائيلية أو أميركية".

ويسيطر النظام والمليشيات الإيرانية على الجانب الجنوبي من محافظة دير الزور، الذي يضم مدن دير الزور (مركز المحافظة)، والميادين، والبوكمال على الحدود السورية العراقية. وتعتبر المنطقة الواقعة بين مدينتي الميادين والبوكمال مجال نفوذ كامل للجانب الإيراني، في ظل غياب شبه كامل للنظام، حيث أقام الحرس الثوري الإيراني فيها قواعد عسكرية، لعل أبرزها قاعدة "الإمام علي" التي تعرضت لهجمات من طيران التحالف الدولي أكثر من مرة.

واستولت المليشيات الإيرانية على أغلب المرافق العامة في المدينتين، وحولتها إلى مقار عسكرية، تتعرض بين فترة وأخرى لهجمات جويَّة من قبل طائرات إسرائيلية وأميركية. وشكل الإيرانيون في محافظة دير الزور العديد من المليشيات المحلية المرتبطة بهم، وتنفذ أجندات إيرانية كاملة، لعل أبرزها مليشيا "فوج العشائر الهاشمية" التي يتزعمها الشيخ القبلي نواف راغب البشير، الذي يُنظر إليه على أنه "رجل إيران" في محافظة دير الزور الغنية بالموارد النفطية، والذي يتزعم مليشيا أخرى هي "أسود العشائر" المرتبطة أيضا بالإيرانيين.

المساهمون