ومع تحديد الحكومة الفلسطينية الثامن من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، موعداً للانتخابات المحلية، وجدت "حماس" نفسها مجدداً في الزاوية، فقررت بعد أيام من المشاورات الداخلية والطلب بوجود ضمانات ونزاهة واعتراف بالنتائج، المشاركة في الانتخابات المحلية وتسهيل إجرائها في قطاع غزة. وكلفت الحكومة الفلسطينية لجنة الانتخابات المركزية، البدء في إجراء كافة التحضيرات والترتيبات اللازمة، لتنظيم الانتخابات في موعدها المقرّر. وبدأ وفد اللجنة زيارة إلى غزة، أمس الأحد، للقاء قيادات "حماس" والفصائل الأخرى لبحث المتطلبات على الأرض لإجراء الانتخابات.
وأعلنت "حماس" أهمية إجراء الانتخابات المحلية في قطاع غزة والضفة الغربية، وأبدت كذلك موافقتها على إجراء الانتخابات المحلية للبلديات، التي تسيطر عليها منذ الانقسام في القطاع، وذلك لأول مرة منذ أحد عشر عاماً. وجاء في بيانٍ رسمي أصدرته "حماس"، أمس، أنه "انطلاقاً من حرص الحركة على ترتيب البيت الفلسطيني، وترسيخ مبدأ الشراكة، وتحمل المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة، التي يجتازها شعبنا وقضيتنا الوطنية، فإننا نرى ضرورة وأهمية إجراء الانتخابات المحلية في الضفة والقطاع".
وأشارت "حماس" إلى ضرورة تجديد هيئاتها (المجالس البلدية)، استناداً إلى "الإرادة الشعبية الحرة عبر صناديق الاقتراع، بما يؤدي إلى تطوير وتحسين الخدمات المقدمة لشعبنا الفلسطيني"، مؤكدة تسهيل إجرائها وضمان نزاهتها.
في الشارع الفلسطيني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لقي موقف "حماس" الجديد من الانتخابات، ترحيباً وتأييداً. ودعا فلسطينيون إلى أن تكون الانتخابات المحلية مقدمة للانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، التي لم تجر منذ الانقسام في عام 2007.
من جهته، يقول القيادي في "حماس"، إسماعيل رضوان، لـ"العربي الجديد"، إنّ حركته وافقت على إجراء الانتخابات البلدية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وستعمل على تقديم التسهيلات اللازمة لإجرائها، شرط أن تتوافر شروط النزاهة والحريات لمشاركة الجميع. ويشير رضوان إلى ضرورة وجود ميثاق شرف بين الفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية ولجنة الانتخابات المركزية، يكفل معايير النزاهة والشفافية والموضوعية والحريات، ويضمن توفير كل ما يخدم نزاهة نتائج الانتخابات البلدية المقبلة.
ويوضح القيادي ذاته، أنّ توفير لجنة الانتخابات المركزية ميثاقا للشرف سيخدم إمكانية إجراء انتخابات عامة تشريعية، ورئاسية، ومجلس وطني خاص بمنظمة التحرير الفلسطينية، يساهم في تجديد الشرعيات، ولا بد أن يكون التوافق بين الفصال الفلسطينية على ميثاق الشرف.
في السياق ذاته، يؤكد المتحدث باسم حركة "فتح" في غزة، فايز أبو عيطة، لـ"العربي الجديد"، ضرورة إجراء الانتخابات البلدية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعدم عرقلتها، وأن يتم تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الانتخاب عموماً، وانتخاب المجالس البلدية. ويوضح أبو عيطة أنّ الأمر الطبيعي هو أن يشارك الجميع في الانتخابات البلدية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن يتمكن الجميع من المشاركة من دون وضع أية عراقيل.