خريجو الجامعات الفلسطينية.. اختصاصات لا مكان لها بسوق العمل

خريجو الجامعات الفلسطينية.. اختصاصات لا مكان لها بسوق العمل

17 يوليو 2016
صرخات الاعتراض لا تجد لها صدى(عابد خطيب / GETTY)
+ الخط -


تعدّ مشكلة البطالة من أهم المشاكل التي يواجهها الخريجون الفلسطينيون مع كثرة العقبات وصعوبات الحصول على وظيفة ملائمة لتخصصاتهم الجامعية. فأعداد الخريجين كبيرة، ويطرقون الأبواب فور تخرجهم ويثابرون للحصول على وظيفة وعدم الالتحاق بمركب البطالة المقيت.

عدد من أولئك الشبان أحبطته اعتذارات المؤسسات أو الشركات التي يتقدمون للعمل فيها، وأخذوا لأنفسهم مكانا في مركب البطالة. وقسم آخر ما زال يثابر للوصول إلى هدفه، في حين قررت فئة أخرى منهم الابتعاد عن مجال الدراسة، بعد أن انتهت بهم السبل إلى البطالة، دون مصدر رزق جيد يهيئ لهم جواً مناسباً للحياة بشروط طبيعية.

مهدي مخلوف (25 عاماً)، شاب فلسطيني درس تخصص إدارة أعمال في كلية التجارة بجامعة النجاح الوطنية، وتخرج منها قبل ثلاثة أعوام. منذ تلك اللحظة وهو عاطل من العمل، ويقول لـ"العربي الجديد": "في العام الأول بعد التخرج، قدمت 50 طلب وظيفة للعمل بما يناسب دراستي في الجامعة، كما أجريت 15 مقابلة شخصية مع مدراء في مؤسسات وشركات. رُفضت في كل المرات، وكانوا يطلبون خبرة لمدة سنتين وأحياناً أكثر، علماً أني خريج جديد".

عمل مخلوف في إحدى شركات الاتصالات بمدينة رام الله وسط الضفة، بعقد مياومة. كما أنه رفض العمل في إحدى الشركات بسبب تدني الأجر، الذي كان قرابة 240 دولارا شهريا.

ويشير إلى أن الشركات تجري مقابلات شكلية لتثبت أنها بعيدة عن المحسوبية والواسطة، وتقابل طلاب الجامعات بحثاً عن الأكثر كفاءة، إلا أن الواقع عكس ذلك. ويضيف: "أحاول الآن أن أبني نفسي بنفسي، أعمل أحياناً في مطاعم، وأحيانا في أعمال خاصة، وسأطور عملي دون خجل من أحد لأن الشغل مش عيب".

جو البطالة الذي يخشاه كثير من الخريجين الفلسطينيين، أصاب الطالبة لوريس غريب، والتي تخرجت قبل عام من جامعة القدس في الصحافة والإعلام. لوريس تحب تخصصها، إلا أن المتطلبات التي تدرجها المؤسسات الإعلامية ضمن مواصفات الصحافي الذي تريد توظيفه أحبطتها. وكانت الخبرة أكبر العقبات بالنسبة لها فهي خريجة جديدة.



تقول غريب لـ"العربي الجديد": "بعد تخرجي تدربت في بعض المؤسسات الإعلامية بلا مقابل، على أمل أن أحصل على وظيفة لديهم، لكن هذا لم يحدث، فهم يستغلون الخريجين الجدد دون مقابل". وتضيف: "لهذا أنا الآن عاطلة عن العمل، على أمل أن تتحسن الأوضاع وأجد وظيفة في مجالي الإعلامي في الأيام القادمة".

أحمد صالح أيضاً تخرج من جامعة النجاح قبل ست سنوات، باختصاص المحاسبة، وتقدم للعمل في مؤسسات في القطاعين الخاص والعام بلا جدوى. ويرى صالح أن غالبية المؤسسات تعتمد الوساطة، وكثيرا من الطلبة المميزين يظلون في الشوارع والبيوت بلا عمل.

ورأى بدوره أن الإجراءات والمقابلات التي تخدع بها المؤسسات المتقدمين، هي شكلية وكي تظهر نفسها موضوعية وتريد مصلحة الطالب، لكنها عكس ذلك، وفق ما قاله لـ"العربي الجديد".

واضطر صالح بعد محاولات عديدة أن يعمل مع والده في شركة للحجارة، علماً أنه عمل محاسباً لعدة أشهر ولم يكمل العمل لأسباب خاصة. ويأمل صالح أن تكون المؤسسات والشركات على قدر من المسؤولية في التعامل مع المتقدمين لها.

بدوره، أشار الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن عدد العاطلين من العمل في الضفة الغربية وقطاع غزة 352 ألف و800 عاطل خلال الربع الأول من العام الجاري. كما لفت إلى أن قطاع غزة يعاني من نسبة بطالة أكبر من الضفة بمعدل 41.2 في المائة في القطاع، و18 في المائة بالضفة الغربية.

دلالات

المساهمون