تعكف فرنسا والاتحاد الأوروبي، أخيراً، على إعداد مقترحات قد تسفر عن تجميد أصول وفرض حظر سفر على ساسة لبنانيين، لدفعهم إلى الاتفاق على حكومة لإنقاذ البلاد من انهيار اقتصادي.
وكان انفجار ضخم في مرفأ بيروت قد دمر أحياء بأكملها في العاصمة اللبنانية، في أغسطس/آب، ولم يجر بعد تشكيل حكومة لتحل محل الحكومة التي استقالت بعد الحادثة، وذلك في وقت تركت فيه عقود من المحسوبية والفساد وسوء الإدارة البلاد على شفا الإفلاس.
وقادت فرنسا الجهود لمساعدة لبنان، لكنها لم تنجح بعد في دفع الفصائل الطائفية العديدة على الاتفاق على حكومة، ناهيك عن الشروع في إصلاحات قد تسمح بتدفق مساعدات أجنبية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، لنواب البرلمان، يوم الثلاثاء "يجري إعداد مقترحات ملموسة ضد نفس الأشخاص الذين تخلوا عن الصالح العام من أجل مصالحهم الشخصية".
وتابع قائلاً "إن لم يضطلع الساسة بمسؤولياتهم، فلن نتردد في الاضطلاع بمسؤولياتنا".
وقال دبلوماسيان إن فريق لو دريان يدرس كيف يمكن للاتحاد الأوروبي إعداد عقوبات تشمل حظر السفر وتجميد الأصول.
وبينما يستمرّ المسعى العربي والدولي تجاه المسؤولين اللبنانيين للدفع باتجاه تشكيل حكومة اختصاصيين تقود من خلال برنامجها الإصلاحي البلاد إلى النهوض اقتصادياً ومالياً، يبدو أن العراقيل يصعب على أي جهة خارجية فكّها حتى الساعة، في ظلّ الأجواء المشحونة داخلياً، والتي تتفاقم حدّتها بدل التهدئة المنتظرة.
وظهرت أخيراً مؤشرات توحي بأن لا ولادة قريبة للحكومة برئاسة سعد الحريري، ولا خروج من النفق المظلم في الوقت الحاضر، أبرزها استياء كبير لدى "التيار الوطني الحر" برئاسة النائب جبران باسيل (صهر رئيس الجمهورية) و"حزب الله" من إقصائهما واستثنائهما من الجولة التي قام بها أمس وزير خارجية مصر، سامح شكري.
وشملت جولة شكري العدد الأكبر من الأحزاب السياسية، بما فيها "تيار المردة" حليف "حزب الله"، ويرجح أن يشمل الاستياء الزيارة التي يقوم بها الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، اليوم الخميس وغداً الجمعة، التي حتى الساعة لا يتضمن برنامجها لقاء مع باسيل أو ممثلين عن "حزب الله".
ويرى "التيار" و"حزب الله" في هذه الخطوة، عرقلة بعيدة جداً عن نوايا الحلحلة التي يصرح عنها الوافدون من الخارج، واكتفى مصدر قيادي في "حزب الله" بالتعليق لـ"العربي الجديد"، قائلا إن "الجولة كانت ناقصة، وغيّبت فريقين وازنين سياسياً ونيابياً وشعبياً، وكانت ميّالة بشكل فاضح لطرفٍ من دون آخر"، مضيفا شريطة عدم ذكر اسمه أن "كتلة الحزب النيابية ستجتمع وسيكون لها موقف شامل".