الإعلام التركي ينشر تفاصيل تبادل السجينين الروسي والأميركي

الإعلام التركي ينشر تفاصيل تبادل السجينين الروسي والأميركي

28 ابريل 2022
روسيا اعتقلت ريد في موسكو عام 2019 (جيم واتسون/ فرانس برس)
+ الخط -

نشرت وسائل إعلام تركية، اليوم الخميس، تفاصيل جديدة تخص عملية التبادل للجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية، تريفور ريد، الذي كان محتجزاً في سجن روسي، والطيار الروسي كونستانتين ياروشينكو، الذي كان يقضي عقوبة بالسجن 20 عاماً في الولايات المتحدة، وهي العملية التي جرت أمس في العاصمة التركية أنقرة.

وقالت وسائل الإعلام إن تركيا دخلت على الخط، من أجل حل المسألة بعد فشل عمليتي تبادل سابقتين نتيجة عدم الثقة بين البلدين.

وأظهرت صور التلفزيون الروسي ريد (30 عاماً) مرتدياً معطفاً، وهو يخرج من شاحنة صغيرة برفقة ثلاثة جنود روس على مدرج مطار كما يبدو.

وتوجهت الطائرة إلى تركيا التي لم تحظر مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية خلافاً لدول الاتحاد الأوروبي رداً على اجتياحها الأراضي الأوكرانية، حيث جرت مبادلته بالطيار الروسي المدان بتهريب المخدرات، وكان مسجوناً في الولايات المتحدة.

وبحسب المعلومات التي نقلتها وسائل الإعلام التركية، فإن المحادثات التي جرت بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أخيرا، تناولت تبادل السجناء، موضحة أن أنقرة لعبت دور الوسيط، لتدخل أجهزة الاستخبارات التركية اعتبارا من يناير/ كانون الثاني الماضي في دبلوماسية وحراك مكثف بين الأطراف لترتيب عملية التبادل.

وتلقت تركيا أول طلب من أجل تولي مهمة استضافة مكان عملية التبادل في الأسبوع الثاني من يناير/ كانون الثاني الماضي من قبل أميركا، ليتم تكليف جهاز المخابرات التركية بعد موافقة الرئيس أردوغان، وتم إجراء اللقاء مع الجانب الروسي، ومع ردود أفعال إيجابية أولية بين الأطراف تم تحضير أرضية التبادل.

واستكملت أميركا الإجراءات القانونية اللازمة من أجل عملية التبادل بشكل أسرع من الجانب الروسي، كما أن روسيا لا يسمح فيها بتبادل السجناء إلا بقرار من الرئيس بوتين، وهو ما تطلب وقتا لصدوره.

وكثف الجانب التركي بعدها حراكه الدبلوماسي واتصالاته وعمل على إتمام الصفقة بشكل مضمون عقب فشل عملية التبادل نفسها مرتين في دول أوروبية، وتناول المعوقات والأخطاء لتلافيها، وتم تكليف فريق استخباراتي للتواصل مع أجهزة استخبارات البلدين.

وضمن مراحل الخطوات الإيجابية بين الطرفين، سمح للسجينين بالتواصل مع عائلتهما مرة واحدة في الأسبوع عبر الهاتف فقط، وبعد اللقاء الثاني سُهل لموظفي السفارات في البلدين نقل المساعدات الإنسانية والطبية للسجينين، وفي اللقاء الرابع تم تحديد تاريخ وساعة التبادل: الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت تركيا يوم أمس الأربعاء.

وأمس حطت طائرتان خاصتان تتبعان لأجهزة استخبارات روسيا والولايات المتحدة تباعا في مطار "إسن بوغا" بالعاصمة أنقرة، وهناك جرى لقاء لمدة 12 دقيقة بين مسؤولي استخبارات الجانبين الروسي والأميركي بحضور الجانب التركي.

وبعد هذا اللقاء، جرت عملية التبادل بوقت متزامن. ومنعا لأي حادث قد يعرقل عملية التبادل، طلب من مسؤولي الجانبين الروسي والأميركي التوقيع على تعهد مكتوب، قبيل أن يسمح للطائرتين بالإقلاع وفتح المجال الجوي أمامها.

ووصفت وسائل الإعلام عملية التبادل بأنها أشبه بأفلام الجاسوسية والحماس، وبثت مشاهد من عملية التبادل هذه.

ومع إجراء مفاوضات سرية في أوج أزمة دولية، أفضت إلى خروج سجينين إلى الحرية على مدرج مطار، أحيت الولايات المتحدة وروسيا، أمس الأربعاء، عبر عملية التبادل، تقليداً يعود إلى حقبة الحرب الباردة.

وفيما يواصل الغرب فرض عقوبات على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، شددت الولايات المتحدة على أنها لن تجري أي تواصل دبلوماسي مع موسكو، لكن هذا التبادل يظهر أن القوتين لا تزالان تقيمان علاقات حول مواضيع محددة.

وبعد فشل جميع المحاولات الروسية السابقة لمطالبة الولايات المتحدة بترحيل ياروشينكو إلى روسيا لاستكمال مدة العقوبة على أرض وطنه أو العفو عنه، بدأت موسكو تقترح على واشنطن في عام 2019 استبداله بأحد المواطنين الأميركيين المسجونين في روسيا.

وتوجت هذه الجهود بعد عملية تفاوضية طويلة بوصول ياروشينكو إلى مطار منتجع سوتشي، جنوبي روسيا، أمس، على متن رحلة خاصة نفذت بواسطة طائرة "أنطونوف-148" قادمة من العاصمة التركية أنقرة التي سبق للولايات المتحدة أن نقلته إليها بعد استبداله بالجندي ريد.

يذكر أن روسيا اعتقلت ريد، وهو جندي سابق بمشاة البحرية الأميركية، في موسكو في أغسطس/آب 2019 بتهمة الاعتداء على أفراد الشرطة في سيارتهم، وفي عام 2020 صدر حقه حكم بالسجن لمدة تسع سنوات.

وقال والد ريد إنه نُقل هذا الأسبوع إلى سجن في موسكو، وإن عملية التبادل جرت على مدرج مطار في تركيا، مضيفاً: "توقّفت الطائرة الأميركية بجانب الطائرة الروسية، وأُطلق السجينان بشكل متزامن على غرار ما يحصل في الأفلام".

المساهمون