افتتح وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، مساء الخميس، مقر مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في أفريقيا، مع نائب الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، الذي شارك عن بعد.
وقال وزير الخارجية المغربي إن بلاده ستوظف تجربتها في مكافحة الإرهاب لفائدة الدول الأفريقية، ولدعم الاستقرار في القارة، معتبرا أن اختيار المغرب كشريك في إنشاء هذا المكتب دليل على الثقة والاحترام اللذين تحظى بهما الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. وأوضح أنه يؤكد كذلك دور المغرب كدولة محورية في الإقليم لاستتباب الأمن والاستقرار والسلام في القارة الأفريقية، خصوصا في المناطق التي تعرف انتشارا للتنظيمات الإرهابية المتطرفة في منطقة الساحل وغرب أفريقيا.
واعتبر بوريطة، في حفل الافتتاح، أنه "من الصعب تحقيق أهداف محاربة الإرهاب إذا لم يكن هناك تعاون إقليمي"، لافتا إلى تصاعد الإرهاب في أفريقيا خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الحالية.
وأوضح أن منطقة الساحل والصحراء أصبحت ثاني أكثر المناطق تضررا من الإرهاب في العالم، بعد أن تضاعفت هجمات الجماعات الإرهابية سبع مرات منذ منتصف 2017، لافتا إلى أن الأرقام تؤكد أن أفريقيا بحاجة إلى عمل "فوري وحازم" لتحقيق الاستقرار وتعزيز أمنها وتمكينها من التركيز على التنمية المستدامة.
وسيعمل المكتب على تطوير وتنفيذ البرامج المعتمدة التي تهدف بالدرجة الأولى إلى تطوير وتعزيز القدرات والمهارات في مجال مكافحة الإرهاب، لاسيما في ما يتعلق بأمن الحدود وإدارتها والتحقيقات والمتابعات وإدارة السجون وفك الارتباط وإعادة التأهيل والإدماج.
افتتح السيد ناصر بوريطة، ونائب الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، السيد فلاديمير فورونكوف الذي شارك عبر تقنية الاتصال المرئي، اليوم الخميس بالرباط، مقر مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا.@UN_OCT pic.twitter.com/73UJ9nbPgd
— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) June 24, 2021
وحسب بيان لوزارة الخارجية المغربية، فإن المكتب الإقليمي الجديد سيعتمد على تجميع خبرات المغرب ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب من أجل توفير تدريب جيد لفائدة الدول الأفريقية، وفق مقاربة تضامنية وتشاركية تعكس روح المسؤولية الجماعية.
وانطلق برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في 15 يونيو/ حزيران 2017 لمساعدة الدول الأعضاء على تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمكافحة هذه الظاهرة.
إلى ذلك، اعتبر فورونكوف، في كلمة له عبر الفيديوكنفرنس، أن مكتب الرباط سيسمح للأمم المتحدة بتطوير التدريب ورفع قدرات أفريقيا، لاسيما في غرب أفريقيا والساحل، حيث تهدد تنظيمات إرهابية الاستقرار والسلام، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة ستعمل على تشجيع التعاون الإقليمي وتقاسم المعلومات مع القارة الأفريقية من خلال مكتب الرباط.
ويعتبر خبراء الأمم المتحدة أن تجربة المغرب في مكافحة الإرهاب "تعتبر رائدة ومتكاملة بفضل تعدد أبعادها"، بفضل الإستراتيجية المعتمدة من طرف المملكة التي ترتكز على التنوع والتكامل بين ما هو تشریعي واجتماعي ودیني وأمني، كما تعتمد على آلیات أخرى داخلیة عززت قدراتها في مواجهة خطر المجموعات الإرهابیة.