اشتباكات شبوة اليمنية: روايات متناقضة للمتقاتلين

اشتباكات شبوة اليمنية: روايات متناقضة للمتقاتلين

10 اغسطس 2022
فصل آخر ضمن معركة تقليص نفوذ أطراف الشرعية السابقة (Getty)
+ الخط -

تمكنت قوات دفاع شبوة وقوات العمالقة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً من حسم معركة مدينة عتق، اليوم الأربعاء، بمساندة من طيران مسير يرجح أنه إماراتي شن غارات على قوات الأمن الخاصة الحكومية وقوات الجيش التابعة لمحور عتق.

وبسطت القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي والمدعومة إماراتياً سيطرتها على معسكرات عدد من هذه القوات في مدينة عتق ومحيط المدينة، بعد انسحاب قوات الأمن والجيش إلى خارج المدينة على خلفية الغارات وضربات قوات العمالقة حسب مصادر عسكرية من الطرفين، لـ"العربي الجديد".
وقال القيادي الميداني في قوات محور عتق أبو محمد العولقي، لـ"العربي الجديد"، إن معركة عتق لم تنته رغم انسحاب قواتهم منها لمصلحة من وصفها بـ"قوات الشرعية الجديدة". وتحدث عن "تدخل طيران الإمارات واستهدافه لقوات الجيش والأمن في عتق ومحيطها بغارات مكثفة دعماً لقوات الانتقالي المدعومة من الإمارات نفسها التي استخدمت شرعية المجلس الرئاسي لأجل ذلك". وقال إن قواتهم انسحبت إلى محيط مدينة عتق "والحرب كر وفر".

واعتبر "محاولة الإمارات وحلفائها تصوير أن قوات الجيش والأمن متمردة على الشرعية، ومحاولة تصفية قادة الأجهزة وأفرادها، مؤسفة، وسيدفع البلد ثمن باهظاً بسبب ذلك، بعد أن سيطرت علي المنطقة مليشيات مناطقية.
في المقابل، تحدث النقيب بقوات دفاع شبوة عبدربه الحارثي، لـ"العربي الجديد"، متهما قوات الأمن الخاصة وقوات محور عتق بأنها "مليشيات تابعة للإخوان المسلمين ومتمردة على شرعية المجلس الرئاسي، وحاولت الانقلاب على محافظ شبوة الشرعي عوض الوزير"، وفق زعمه.

واعتبر أن "هذه المليشيات ظلت لسنوات تتحدث باسم الشرعية، وعندما فقدت مصالحها تمردت على الشرعية، وكان لا بد من حسم هذه المعركة وطرد المليشيات من عتق كمرحلة أولى، وسيتم تطهير شبوة بشكل كامل، ثم تطهير وادي وصحراء حضرموت من نفس المليشيات"، وفق تعبيره.

وأكد أن قوات دفاع شبوة وقوات العمالقة الجنوبية بسطت كامل سيطرتها على مدينة عتق وعملتا على تأمينها، ووضعت يدها على معسكرات القوات الخاصة في المدينة، بما فيها مقر القيادة.

وقال مصدر رفيع في وزارة الدفاع، لـ"العربي الجديد"، إن اللجنة المكلفة من قبل مجلس القيادة الرئاسي، ممثلة بوزير الدفاع ويرافقه وزير الداخلية واللجنة الأمنية والعسكرية المشتركة، الذين توجهوا اليوم إلى محافظة شبوة لضبط الأوضاع فيها واستعادة الأمن وحل المشاكل وتداعيات المواجهات الأخيرة، سيجلسون مع طرفي المواجهات مع مختلف القيادات العسكرية والأمنية ومع محافظ شبوة عوض الوزير، نافياً أن تكون هناك محاولة لإبعاد قوات الجيش والأمن عن المشهد وتسريحهم من أعمالهم. وأكد أن "اللجنة ستعمل على حل تداعيات المواجهات وتعمل على حل مشكلة توحيد ودمج جميع القوات في شبوة بعيدا عن أي ولاءات أو انتماءات كما كانت عليه في السابق".
وتحمل معركة شبوة، وفقاً لمتابعين، دلالات عدة، تفرزها التحولات السياسية التي تشهدها البلاد، منذ إطاحة الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، والذي جاء بوجوه جديدة وتوجهات جديدة لـ"شرعية جديدة"، والتي ذهبت إلى ما يمكن وصفه "تصفية" قوى الشرعية السابقة وتحديداً حزب الإصلاح والقوات الموالية له، وحزب المؤتمر جناح الرئيس السابق عبدربه منصور هادي والقوات الموالية، لمصلحة عناصر "الشرعية الجديدة" ممثلة في حزب المؤتمر جناح عائلة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح ورئيس مجلس القيادة رشاد العليمي والمجلس الانتقالي الجنوبي وبعض القوى المقربة من التحالف مثل السلفيين وغيرهم؛ وهو ما يضع معركة شبوة في إطار تقليص نفوذ أطراف الشرعية السابقة لمصلحة أطراف الحكم الجديدة.