أظهر استطلاع للرأي، أجراه مركز القدس للإعلام والاتصال بالتعاون مع مؤسسة فريديريش إيبرت الألمانية، أن النسبة الأكبر من الفلسطينيين ستصوت في الانتخابات الرئاسية المقبلة للقيادي المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي مروان البرغوثي على حساب الرئيس محمود عباس، في حين ستحظى حركة "فتح" بنسبة أعلى من الأصوات في الانتخابات التشريعية.
وأشارت نتائج الاستطلاع، التي أعلنها مدير المركز غسان الخطيب عبر تقنية "زوم"، اليوم الأربعاء، إلى حصول البرغوثي على 33,5 في المائة من الأصوات مقابل 24,5 في المائة لعباس الذي لم يؤكد بعد ترشحه للرئاسة. واختار 10,5 في المائة فقط رئيس حركة "حماس" إسماعيل هنية.
وتجري الانتخابات التشريعية الفلسطينية، الأولى منذ 15 عاماً، في 22 مايو/أيار المقبل على أن تجري الانتخابات الرئاسية في 31 يوليو/تموز. وسيفتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية في 6 يونيو/حزيران.
وحول التصويت في الانتخابات التشريعية الشهر المقبل، منح 25,3 في المائة من المستطلعة آراؤهم أصواتهم لقائمة حركة "فتح" برئاسة القيادي محمود العالول، وجاءت غالبية الأصوات من قطاع غزة الذي تديره حركة "حماس" بواقع 28,7 في المائة و23,1 في الضفة الغربية.
وعزا مدير مركز القدس للإعلام والاتصال، غسان الخطيب، ذلك إلى أسباب عدة أبرزها عدم تحديد نسبة كبيرة من المستطلعين موقفهم وذلك ربما "لأسباب أمنية (...) خاصة في الوقت الذي تعتقل فيه إسرائيل مرشحي الحركة (حماس)".
الحرية في المركز الثاني
أما قائمة "الحرية" برئاسة البرغوثي والقيادي المفصول من حركة "فتح" ناصر القدوة، فجاءت في المركز الثاني بنسبة 13 في المائة، في حين قال 8,2 في المائة إنهم سيصوتون لقائمة "القدس موعدنا" التابعة لحركة "حماس".
وشارك في الاستطلاع الذي أجري في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وفي قطاع غزة، ما بين الثالث والثالث عشر من الشهر الجاري، 1200 شخص. وبحسب الاستطلاع، فإن الإقبال على المشاركة في الانتخابات التشريعية سيكون عالياً، إذ أكد عليه 74,2 في المائة مقابل 25,8 في المائة قالوا إن مشاركتهم غير محتملة.
وبرر 66 في المائة من المستطلعين امتناعهم عن المشاركة، بعدم القناعة بجدوى الانتخابات وبالمرشحين. وقالت لجنة الانتخابات الفلسطينية، السبت، إن الفلسطينيين بعثوا برسالة إلى الجانب الإسرائيلي مؤكدين فيها على إجراء الانتخابات في القدس والضفة والقطاع "وفق البروتوكولات المتفق عليها".
ولطالما أكد الرئيس الفلسطيني أن الانتخابات لا يمكن إجراؤها، إذا لم يشارك في التصويت فلسطينيو القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 وضمتها لاحقا وتحظر أي مظهر سيادي للسلطة فيها.
وعبّرت النسبة الأكبر من المستطلعين والبالغة 44,4 في المائة عن قناعتها بتأجيل الانتخابات. وفي حال عقْد الانتخابات الفلسطينية، سيكون على الناخبين الاختيار من بين نحو 1400 مرشح، موزعين على 36 قائمة انتخابية بينها قائمة لحركة "حماس" وعدة قوائم لحركة "فتح".
تفاؤل وثقة
وإجابة على سؤال لـ"العربي الجديد"، حول إمكانية أن تقلب هذه الفئة نتيجة الاقتراع بالنظر إلى تجربة استطلاعات الرأي في الانتخابات الفلسطينية العام 2006، قال الخطيب: "إن نسبة من الناخبين تقرر وجهة التصويت في آخر لحظة، وتسمى بالأصوات العائمة، وهي نسبة تقل كلما اقتربت مواعيد الاقتراع لأن نسبة من لم يكن قد قرر أو من لا يرغب بالتعبير عن رأيه بسبب أي معيق تقل مع الوقت".
وأكد الخطيب أن نسبة الأصوات العائمة تصل إلى ثلث الجمهور، لكن من لا ينتخب فعلياً يكون الربع تقريباً، متوقعاً أن تتغير التقديرات الظاهرة في الاستطلاع لأن الأصوات العائمة تلعب دوراً كبيراً في حسم الاتجاه.
ومن النتائج اللافتة في استطلاع الرأي الذي رصد ثقة الجمهور بالأحزاب والفصائل الفلسطينية أن حركتي "فتح" و"حماس" حازتا على النسبة الأكبر من الثقة بهما في قطاع غزة، في حين أن نسبة ما لا يثقون بأي من الفصائل أعلى في الضفة الغربية".
وحازت "فتح" على ثقة 36.2 في المائة من المستطلعة آراؤهم؛ 43.9 بالمائة في غزة، و30.9 بالمائة في الضفة، بينما حازت "حماس" على 7.3% تتوزع في غزة بنسبة 11.8 بالمائة، وفي الضفة 4.2 بالمائة، بينما عبر 39.1 بالمائة عن عدم ثقتهم بالفصائل.
الإدارة الأميركية الجديدة
وإلى جانب الانتخابات الفلسطينية، رصد مركز القدس للإعلام والاتصال الآراء حول الإدارة الأميركية الجديدة والانتخابات الإسرائيلية والحل السياسي.
وأبدى 19,5 في المائة من المستطلعين تفاؤلاً إزاء سياسة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن وأن إدارته ستزيد من فرص الوصول إلى سلام عادل، مقارنة بـ5,1 في المائة كان لديهم الرأي ذاته في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
ويرى 42,9 في المائة أن تأثير الانتخابات الإسرائيلية على القضية الفلسطينية سيكون سلبياً.