استشهاد فتى فلسطيني بمواجهات مع الاحتلال في بيت لحم

استشهاد فتى فلسطيني بمواجهات مع الاحتلال في بيت لحم

28 ابريل 2023
مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي شهدتها بلدة تقوع (Getty)
+ الخط -

استشهد فتى فلسطيني يبلغ من العمر 15 عاماً، اليوم الجمعة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي شهدتها بلدة تقوع، جنوب شرقي بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، فيما أصيب عشرات آخرون بقمع قوات الاحتلال فعاليات ومسيرات ضد الاستيطان في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان صحافي، باستشهاد الفتى مصطفى عامر الصباح (15 عاماً)، اليوم، بعد إصابته برصاصة في الصدر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال مواجهات شهدتها بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم.

وقال مدير بلدية تقوع، تيسير أبو مفرح، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الاحتلال اقتحمت خربة تقوع لتأمين اقتحامات المستوطنين على الطرق الالتفافية الاستيطانية، وكان الفتى الصباح حينها في الموقع، واستشهد بعد أن اندلعت مواجهات عنيفة في المكان".

واللافت، بحسب أبو مفرح، أن قوات الاحتلال عند اندلاع المواجهات بدأت بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، إلا أنها استهدفت الشبّان اليوم في منطقة تقوع الأثرية بالرصاص الحي بشكل مباشر وعشوائي.

وأشار أبو مفرح إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت بعد ذلك بلدة تقوع، بعد أن أغلقت المدخل الرئيسي في المنطقة الغربية، تبعها إطلاق ما يقارب 100 قنبلة غاز مسيل للدموع في شوارع البلدة لتفريق تجمع الناس الذين بدأوا بالتجمهر عند منزل الشهيد.

وباستشهاد الفتى الصباح، يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري إلى 104 شهداء؛ بينهم 100 شهيد في الضفة الغربية، بما فيها القدس، وشهيدان في قطاع غزة، وشهيدان في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، فيما يبلغ عدد الشهداء ممن تقل أعمارهم عن 18 عاماً من بين مجموع الشهداء 19 شهيداً، كما يبلغ عدد شهداء بيت لحم منذ بداية العام الجاري 3 شهداء.

على صعيد منفصل، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسيرة الأسبوعية الرافضة لإقامة بؤرة استيطانية على أراضي المنطقة الشمالية الشرقية من قرية بيت دجن شرق نابلس شمال الضفة الغربية، والتي انطلقت بعد صلاة الجمعة، باتجاه تلك المنطقة، ما أوقع عديداً من الإصابات، بحسب ما أكده لـ"العربي الجديد" الصحافي محمد أبو ثابت وهو من بيت دجن.

كذلك قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد صلاة الجمعة اليوم، المسيرة الأسبوعية الرافضة لإقامة بؤرة استيطانية على قمة جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس، ما أدى لاندلاع مواجهات أصيب فيها عدد من الفلسطينيين.

وأكد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس، أحمد جبريل، في تصريح صحافي، أن طواقم الإسعاف تعاملت في بيت دجن مع 8 إصابات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، و4 إصابات أخرى بالاختناق في منطقة جبل صبيح في بيتا، جميعهم عولجوا ميدانياً، بينما تم نقل إصابة من جبل صبيح إلى المستشفى لتلقي العلاج نتيجة السقوط.

من جانب آخر، أكدت مصادر محلية أن مواجهات اندلعت، بعد ظهر اليوم، خلال تصدي أهالي قرية قريوت، جنوب نابلس، لمستوطنين اقتحموا القرية بحماية قوات الاحتلال، ما أوقع إصابات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع.

إلى ذلك، أكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن 4 شبان أصيبوا بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، خلال قمع جيش الاحتلال للمسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم، شرق قلقيلية، شمال الضفة، والمناهضة للاستيطان، والتي انطلقت تنديداً باعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين بحق الشعب الفلسطيني، بينما أصيب المصور الصحافي محمد عناية بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال تغطيته مسيرة كفر قدوم.

في سياق آخر، أصيب الأشقاء الثلاثة يوسف ومحمد وعبد العزيز أحمد عياد، من بلدة سلواد شرق رام الله، وسط الضفة الغربية، بجروح ورضوض، بعدما اعتدى عليهم مستوطنون، اليوم الجمعة، وحطموا مركبتهم، أثناء وجودهم في بلدة دير جرير شرق رام الله، ونقلوا للمستشفى لتلقي العلاج، ووصفت إصابتهم بالمستقرة، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد" رئيس بلدية سلواد، رائد حامد.

وأشار حامد إلى أن المسّاح يوسف عياد كان يعمل في أرض قريبة من بؤرة استيطانية مقامة على أراضي دير جرير، فاعتدى عليه المستوطنون، وتمت سرقة جهاز مساحة تقدر قيمته بنحو 12 ألف دولار، وحينما سانده شقيقاه تم الاعتداء عليهما بالعصي والحجارة، ونقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج.

من جانب آخر، أصيب فلسطينيان بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، اليوم، خلال مواجهات شهدتها قرية المغير، شمال شرقي رام الله، أثناء تصدي الأهالي لمستوطنين هاجموا قرية المغير وبلدة ترمسعيا المجاورة، بحماية قوات الاحتلال، كما اندلعت مواجهات أخرى في قرية كفر مالك المجاورة أثناء تصدي الأهالي للمستوطنين، بحسب ما أكده، لـ"العربي الجديد"، الناشط المجتمعي كاظم الحج محمد.

وأشار الحج محمد إلى أن المستوطنين كسّروا عدداً من أشجار الزيتون المعمرة، بحماية قوات الاحتلال.

في شأن متصل، أدى أكثر من 50 ألف مصلٍّ في المسجد الأقصى، اليوم، صلاة الغائب على أرواح الشهداء عقب انتهاء صلاة الجمعة هناك، فيما دعا خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين الفلسطينيين إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى في جميع الأوقات، واصفاً ذلك بالعبادة ذات الأجر الكبير، ومؤكداً إسلامية المسجد بكل ساحاته وبكل ذرة تراب فيه، وجميع مصلياته ومصاطبه، وأن ما ينطبق على الأقصى ينطبق على المسجد الإبراهيمي، لأن ما جرى فيه مؤخراً هو عدوان سافر يجب أن يتوقف حالاً.

وكانت شرطة الاحتلال قد منعت، فجر اليوم، الشبان دون سن الأربعين من دخول الأقصى، في وقت ازدحمت فيه مصلياته، خاصة باب الرحمة، بمئات المصلين، فيما أجرى عشرات المستوطنين، صباح اليوم، جولات استفزازية حول أبواب المسجد الأقصى، وأدوا هناك طقوساً وصلوات تلمودية على مرأى من شرطة الاحتلال.