اجتماع وزراء "آسيان": فرصة لواشنطن لتصعيد الضغط على بكين

15 يونيو 2021
من المرجح أن تناقش دول "آسيان" التوترات الأمنية في بحر الصين الجنوبي (الأناضول)
+ الخط -

من المقرر أن تشارك الولايات المتحدة والصين، غداً الأربعاء، في اجتماع افتراضي يضم وزراء دفاع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ونظراءهم من ثماني دول شريكة هي روسيا والصين والولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية.

وكانت بروناي، رئيسة "آسيان" لهذا العام، قد أصدرت بياناً على موقع وزارة الدفاع، قالت فيه إنها ستستضيف الجلسات الافتراضية على مدار يومين، لكنها لم تشر إلى طبيعة الموضوعات والملفات المطروحة على جدول الأعمال، وكذلك لم تسمِ ممثلي كل دولة.

ومن المرجح أن تكون التوترات الأمنية في بحر الصين الجنوبي والتحركات العسكرية الأخيرة على رأس جدول الأعمال، إذ تتداخل ادعاءات بكين بالسيادة على مناطق متنازع عليها في المنطقة مع العديد من دول جنوب شرق آسيا، فضلاً عن أن هذا الملف عادة ما كان موضوعاً رئيسياً في الاجتماعات السابقة.

وكانت الصين قد اتفقت مع "آسيان" في اجتماع لوزراء الخارجية، عقد الأسبوع الماضي، على استئناف المفاوضات في شهر يوليو/تموز المقبل بشأن مدونة السلوك في بحر الصين الجنوبي، والتي كانت قد توقفت بسبب جائحة كورونا.

ويأتي الاجتماع وسط علاقات مضطربة بين بكين وواشنطن، إذ شهدت المنطقة خلال الفترة الأخيرة تحركات عسكرية مكثفة من الطرفين، فقد استدعت ماليزيا، في وقت سابق من الشهر الجاري، السفير الصيني لديها، بعد أن حلقت طائرة عسكرية صينية بالقرب من ولاية ساراواك، شرقي البلاد، معتبرة ذلك "تهديداً خطيراً لأمنها القومي".

وأعلنت البحرية الأميركية، اليوم الثلاثاء، أن مجموعة حاملة الطائرات الأميركية "رونالد ريغان" دخلت بحر الصين الجنوبي في إطار مهمة دورية، نفذت خلالها عمليات أمنية وتدريبات هجومية منسقة في الممر المائي، وذلك كجزء من الوجود الروتيني للولايات المتحدة في المنطقة.

وأشارت البحرية الأميركية، في بيان لها، إلى أنّ الإدارة الأميركية "ستعمل مع الحلفاء لتوفير دعم كامل للممرات البحرية الرئيسية، وضمان حرية الملاحة في منطقة المحيطين الهادئ والهندي".

من جهتها، كانت مانيلا قد أعربت، في وقت سابق، عن احتجاجها على استمرار وجود السفن الصينية في منطقتها الاقتصادية، بينما عززت هانوي وجود قواتها البحرية في المنطقة تحسباً لأي طارئ.

لذلك، يعتقد مراقبون أنّ اجتماع "آسيان" سيمثل فرصة لواشنطن لبحث سبل التعاون مع دول المنطقة والحد من نفوذ الصين، مثل ما فعلت قبل أيام في قمة مجموعة السبع، إذ كانت مواجهة الصين موضوعاً رئيسياً على جدول أعمال القمة، بينما يرى آخرون أنّ الصين قد تسعى إلى استغلال تعافيها المبكر من جائحة كورونا لممارسة تأثيرها ـ دبلوماسية اللقاحات - على دول الرابطة التي لا يزال العديد منها يصارع الوباء وتسجل آلاف الحالات يومياً.

يُذكر أن الاجتماع الموسع لوزراء دفاع "آسيان" مع الدول الثماني بدأ ينعقد بصورة سنوية منذ عام 2010، كآلية جديدة لتعزيز الحوار والتعاون بين الرابطة والدول الفاعلة. وعادة ما يشهد هذا الاجتماع سجالات ساخنة بين بكين وواشنطن، إذ يتبادل الطرفان الاتهامات بشأن عسكرة المنطقة وجرها إلى حرب.

تجدر الإشارة إلى أنه في الاجتماع الأخير الذي انعقد في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، تبنت الدول الـ18 إعلاناً مشتركاً، شدد على أهمية الانفتاح وحرية الملاحة في المنطقة، واحترام القانون الدولي، من دون أن يشير بصورة مباشرة إلى الصين.