إيران تعلن مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي وجميع مرافقيه بتحطم مروحيتهم

إيران تعلن مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي وجميع مرافقيه بتحطم مروحيتهم

20 مايو 2024
إبراهيم رئيسي في فنزويلا، 12 يونيو 2023 (ليوناردو فيرنانديز فيلوريا/رويترز)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تحطم طائرة في إيران يؤدي إلى مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق، أثناء عودتهم من سد خدا أفرين إلى مصفى تبريز.
- الحكومة الإيرانية ووزارة الخارجية تؤكدان على استمرارية النهج الذي كان يتبعه رئيسي وتنعي الرئيس ووزير الخارجية، مشيرة إلى دورهما في تعزيز مكانة إيران دولياً.
- المرشد الإيراني يعين محمد مخبر نائب الرئيس الأول لرئيسي لإدارة السلطة التنفيذية مؤقتاً، ويعلن عن تنظيم انتخابات رئاسية في مدة لا تتجاوز 50 يوماً، مع تعيين علي باقري كني لإدارة الخارجية مؤقتاً.

أعلن عن مقتل رئيسي بعد ساعات من عمليات البحث بعد تحطم مروحيتهم

الحكومة الإيرانية: سنواصل سنهج رئيسي ولن يحدث أدنى خلل

مروحية الرئيس الإيراني اصطدمت بقمة الجبال في غابات ديزمار

أعلن التلفزيون الإيراني رسمياً مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له في حادث تحطم طائرتهم شمال غربي البلاد، بعد ساعات من عمليات البحث. وقال التلفزيون، صباح اليوم الاثنين، إن رئيسي الذي وصفه بأنه "خادم الشعب"، "ارتقى شهيداً في سبيل خدمة المواطنين"، لافتاً إلى أن طائرة رئيسي تعرضت لحادث جوي، أمس الأحد، أثناء عودتها من سد خدا أفرين إلى مصفى تبريز لافتتاح عدد من المشاريع، قبل أن يتم العثور على حطام مروحيته صباح اليوم الاثنين.

ونعى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في بيان، رئيسي وعبد اللهيان، وبقية ركاب الطائرة المحطّمة، معلناً الحداد العام لمدة خمسة أيام. كذلك، نعت الحكومة الإيرانية، خلال اجتماع طارئ، الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية ومرافقيهما، مؤكدة مواصلة نهج رئيسي، ومطمئنة الشعب بأنه لن يحدث أدنى خلل في "الإدارة الجهادية للبلاد. من جهته، أكد أمين المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني عباس عراقجي للتلفزيون الإيراني أنه "في صدمة من استشهاد أمير عبد اللهيان"، قائلاً إن رحيله "لن يحدث أي خلل في السياسة الخارجية للبلاد".

وأضاف كبير المفاوضين الإيرانيين السابق أن أمير عبد اللهيان "مرّ بفترة صعبة للغاية وعمل جاهداً جداً، حيث حمّلت الحرب على غزة وعملية الوعد الصادق السياسة الخارجية ضغط عمل كبيراً". وتابع أن وزير الخارجية الإيراني الراحل قاد السياسة الخارجية للبلاد "بصدر رحب وأخلاق جيدة وترك رحيله فراغاً".

بدورها، نعت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان، الرئيس الإيراني ووزير خارجيته، قائلة إنهما لعبا "دوراً تاريخياً ومؤثراً وخالداً في تاريخ السياسة والعلاقات الخارجية الإيرانية". وأضافت أن من إنجازات رئيسي وأمير عبد اللهيان هو الرقي بمكانة إيران في النظام الدولي، وتعزيز التعاون وروابط الصداقة مع دول المنطقة وشعوبها، وبناء "علاقات بناءة" على الساحة الدولية، و"دعم استقرار العدل على الصعيد الإقليمي والعالمي".

وأكدت الخارجية الإيرانية أن رحيل رئيسي وأمير عبد اللهيان "لن يحدث خللاً في عزيمة الجهاز الدبلوماسي في تأمين المصالح الوطنية، ولعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدور المؤثر والبناء في المعادلات الإقليمية والدولية".

محمد مخبر يخلف إبراهيم رئيسي

وأعلن المرشد الإيراني موافقته على تسليم إدارة السلطة التنفيذية لنائب الرئيس الأول لرئيسي، محمد مخبر، تنفيذاً للمادة الـ131 من الدستور الإيراني. وقال خامنئي إنه ينبغي على مدير السلطة التنفيذية اتخاذ ترتيبات بالتعاون مع رئيسَي البرلمان والجهاز القضائي لانتخاب رئيسي جديد للبلاد في مدة لا تتجاوز 50 يوماً.

واستضافت الرئاسة الإيرانية اجتماعاً طارئاً لرؤساء السلطات الثلاث، بحضور مخبر، وررئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، ورئيس السلطة التشريعية غلام حسين محسني إيجئي، وفق التلفزيون الإيراني. وأكد المجتمعون استمرار الحكومة في خدمة المواطنين والتعاون بين السلطات الثلاث. كما شدد رئيسا السلطتين البرلمانية والقضائية على "التعاون الكامل" مع مخبر في تأدية مهامه التنفيذية خلفاً مؤقتاً لرئيسي. بدوره، أكد النائب الأول للرئيس الإيراني الراحل أنه والحكومة سيواصلون "من دون أي خلل مسيرة آية الله رئيسي".

ويوضح الدستور الإيراني طريقة التعامل مع أي طارئ ناتج عن شغور منصب الرئاسة في البلاد، حيث ينص في مادته الـ131 على أنه في حال وفاة رئيس الجمهورية، أو عزله، أو استقالته، أو غيابه أو مرضه لأكثر من شهرين، أو في حال انتهاء فترة رئاسة الجمهورية وعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية نتيجة وجود بعض العقبات أو لأمور أخرى من هذا القبيل، يتولى النائب الأول لرئيس الجمهورية أداء وظائف رئيس الجمهورية، ويتمتع بصلاحياته بموافقة قائد الثورة.

وعيّن رئيسي محمد مخبر في هذا المنصب منذ توليه منصب الرئاسة عام 2021. كما تؤكد المادة 131 أنه يتوجب على هيئة مؤلفة من رئيس مجلس الشورى الإسلامي ورئيس السلطة القضائية والنائب الأول لرئيس الجمهورية أن يعملوا على اتخاذ ترتيبات ليتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال فترة خمسين يوماً على أقصى تقدير.

وأشار المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور الإيراني هادي طحان نظيف، في حديث مع التلفزيون الإيراني، إلى المواد الدستورية التي توضح وضع البلاد وإدارتها في حال شغور منصب الرئاسة، لافتاً إلى أن المادة 131 تؤكد أنه في حال غياب الرئيس بسبب الوفاة أو غيرها، تنتقل إدارة البلاد التنفيذية إلى نائبه الأول بموافقة المرشد، ثم يعمل مجلس مكون من رئيسي السلطتين القضائية والبرلمانية والنائب الأول للرئيس على اتخاذ ترتيبات لانتخاب الرئيس الجديد في غضون 50 يوماً.

وفي معرض ردّه على سؤال بشأن فترة رئاسة الرئيس الإيراني المقبل بالنظر إلى أنه لم تبقَ إلا سنة على الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث أكمل إبراهيم رئيسي ثلاث سنوات من أربع، قال المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور إن المجلس سيبحث هذا الموضوع، وبعد إجراء دراسة أدق ستقدم توضيحات كافية، وأوضح أن الدستور ينصّ على أن الرئيس الذي سيتمّ اختياره في عملية اقتراع ستكون رئاسته لأربع سنوات، "وهذا ما أعتقده، لكن بعد إجراء دراسة أدق سنعلن عن تفاصيل ذلك".

إلى ذلك، أعلن التلفزيون الإيراني أن الحكومة قررت تسليم إدارة الخارجية الإيرانية إلى علي باقري كني، نائب أمير عبد اللهيان للشؤون السياسية. وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي، في سياق متّصل، أن الحكومة شكلت ست لجان متخصصة لمتابعة إدارة شؤون البلاد خلال هذه الفترة، منها لجنة اقتصادية، ولجنة إعلامية، ولجنة خارجية لمتابعة مراسم التشييع. وأضاف أن علي باقري كني يترأس اللجنة الخارجية في ظل تلقي البلاد طلباً لمشاركة شخصيات أجنبية في التشييع.

وكان رئيسي الرئيس الإيراني الثامن بعد ثورة 1979، وتولّى الرئاسة عام 2021، فضلاً عن أنه الرئيس الإيراني الثاني الذي يقتل أثناء فترة الرئاسة، إذ كان الرئيس الإيراني الأسبق محمد علي رجائي قد تعرض لعملية اغتيال في حادث تفجير مقر رئاسة الوزراء الإيرانية في 30 أغسطس/ آب 1981، في عملية نُسبت إلى منظمة مجاهدي خلق المعارضة، التي لم تعلن رسمياً المسؤولية عنها. وحل رجائي مكان الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر، الذي كان أول رئيس لإيران بعد الثورة الإسلامية، لكنه عُزل من منصبه وهرب من إيران إلى فرنسا بشكل سري.

وكانت طائرة رئيسي تقلّ أيضاً وزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، وممثل المرشد في محافظة أذربيجان الشرقية محمد علي آل هاشم، ورئيس المحافظة مالك رحمتي، ورئيس فريق الحماية للرئيس الإيراني العميد مهدي موسوي، وعنصراً في حرس "أنصار المهدي"، والطيار، ومساعده، ومسؤولاً تقنياً.

وأكد المدير العام للشؤون السياسية في محافظة أذربيجان الشرقية لوكالة إرنا أن جثامين قتلى الطائرة في طريقها إلى مدينة تبريز، لتنتقل بعدها إلى الطب العدلي، على أن يتم يوم غد الثلاثاء تنظيم مراسم تشييع للرئيس ورفاقه في تبريز قبل انتقالهم إلى طهران.

وبحسب مقاطع مصوّرة عرضها التلفزيون الإيراني، فإن مروحية الرئيس الإيراني اصطدمت بقمة جبل في غابات ديزمار بين منطقتي ورزقان وجلفا في محافظة أذربيجان الشرقية. وكان قد فقد الاتصال بطائرة الرئيس الإيراني ورفاقه مساء أمس الأحد، واستمرت عمليات البحث عن الطائرة حتى صباح اليوم الاثنين، حيث تمكنت فرق الإنقاذ من الوصول إلى مكان تحطم طائرة رئيسي وبدأ التلفزيون الإيراني يعرض فيديوهات من المكان أظهرت اصطدامها بقمة جبل.

المساهمون