إضراب عام يشلّ مدناً وبلدات في السويداء وإغلاق مقرّ لحزب البعث

إضراب عام يشلّ مدناً وبلدات في السويداء وإغلاق مقرّ لحزب البعث

27 فبراير 2024
من قطع الطرقات أمس في إطار حراك السويداء (العربي الجديد)
+ الخط -

نفذ المحتجون في محافظة السويداء جنوبيّ سورية، صباح اليوم الثلاثاء، إضراباً عاماً شمل عدة بلدات ومدن، وشلَّ حركة السير والتنقلات بين معظم مناطق المحافظة. 

ويأتي احتجاج اليوم رفضاً لمواصلة السلطات السورية انتهاج سياسات تجويع المواطنين وإذلالهم من خلال رفع أسعار المحروقات والطاقة والمياه والاتصالات، وكذلك منعاً لإعادة هيكلة حزب البعث وتغوّله في مؤسسات الدولة، بعدما أغلق الحراك الشعبي معظم مقارّه في المحافظة.

رسائل السويداء من الإضراب

ورصد "العربي الجديد" قطع المحتجين عدداً من الطرقات الرئيسية المؤدية إلى مدينة السويداء أمام حركة النقل لمدة ساعتين، منعاً لوصول الموظفين إلى دوائرهم الحكومية، فيما بقيت الطرقات مفتوحة أمام حافلات نقل الطلاب وسيارات الإسعاف والحالات الخاصة. 

منع المحتجون الموظفين من الوصول إلى دوائرهم الحكومية، فيما بقيت الطرقات مفتوحة أمام حافلات نقل الطلاب

وأشعل عدد من المحتجين إطارات السيارات وأوقفوا السيارات العابرة وسط المدينة، وكذلك في بلدات ومدن شهبا والصورة الصغيرة ومردك وعتيل على طريق دمشق - السويداء الدولي، وكذلك في بلدة المزرعة على الطريق المؤدي إلى محافظة درعا، وضمن قرى وبلدات الريف الشرقي والجنوبي.

وفيما كان بعض المحتجين يزودون العابرين بمنشورات كُتبَت عليها عبارات: "صحيح أخرناك ساعة، بس البلد متأخر سنين، إيدي بإيدك منرجع حقوقنا"، كان محتجون آخرون يقدمون إلى العابرين القهوة المرّة، تأكيداً لوحدة الموقف والمصير.

الناشط المدني منيف رشيد قال لـ"العربي الجديد"، إن حراك السويداء حاول في هذا الإضراب الجزئي أن يوصل رسالة إلى السلطات السورية، مضمونها أنه ليس محصوراً بساحة الكرامة (في مدينة السويداء)، وأنهم قادرون في كل وقت على إحياء كل الساحات وإيقاف عمل المؤسسات والمراكز الحكومية، وما يؤخرهم عن هذا الفعل هو فقط السعي للحفاظ على أمن المحافظة، وأرزاق الفقراء.

وأضاف رشيد: "من جهة أخرى، موقفنا اليوم تذكير البعثيين بأن سلطتهم انتهت في السويداء بعدما حاولوا خلال الأشهر القليلة الماضية إعادة ترتيب أوراقهم وعملهم خارج المراكز الحزبية المغلقة، وعادوا لمتابعة المؤتمرات النقابية والتحكم بها".

تلاسن ونقاش في نقابة المهندسين الزراعيين

وتوافد اليوم عدد من المتظاهرين والمتظاهرات إلى أمام مقرّ نقابة المهندسين الزراعيين، في المدينة، احتجاجاً على تدخل حزب البعث والمحافظ في الانتخابات النقابية والمؤتمر النقابي السنوي المقرر اليوم، تحت شعار "معاً لإعادة الإعمار والنهوض بالواقع الزراعي"، حيث وصل بعضهم منذ الصباح الباكر، وقد سُجلت ملاسنة كلامية بينهم وبين المهندسين الوافدين لحضور المؤتمر.

حراك السويداء 2
من حراك السويداء أمس (العربي الجديد)

وكان وفد من المهندسين الزراعيين المنضوين في الحراك السلمي، قد دخل إلى مكتب رئاسة النقابة حاملاً بيان المتظاهرين بعدما حصل نقاش وجدل بدأه أحد المهندسين بوصف حزب البعث والقيادة بـ"العميلة والمرتهنة والقاتلة واستحالة عقد مؤتمرات مشتركة معها، إلا إذا غاب ممثلو السلطة والحزب وفق القانون".

وبعدما أجاب رئيس النقابة بأنه يطبّق القانون والنظام الداخلي للنقابة، شدّد وفد ساحة الكرامة على رفض وجود أي تمثيل لحزب البعث في المؤتمر، مؤكدين أنهم في وطن فاسد محتل يحكمه ديكتاتور، مطالبين بوقف الكذب والتخاذل وحلّ مجلس النقابة.

كذلك رصد "العربي الجديد" نزع المحتجين صور رأس النظام (بشار الأسد) عن جدران المكاتب ورموها أرضاً، ثم جمعوا حطام الصور ونظفوا المكان قبل مغادرة النقابة.

وتوجه المتظاهرون إلى مقرّ شعبة الحزب "الشرقية" وسط مدينة السويداء، وحطموا صور رئيس النظام ورموا الأوراق، ومعظمها تقارير حزبية في الشوارع وأمام الناس، قبل أن يتوجهوا إلى ساحة الكرامة.

الناشط المدني مدحت أبو رسلان قال لـ"العربي الجديد"، إنه لا بد أن يفهم من بقي من البعثيين في السويداء أن دورهم في القيادة والتسلط قد انتهى، وعليهم أن يلزموا منازلهم أو ينشطوا كما باقي التيارات والأحزاب دون سلطة ودعم وميزات مهما كانت.

وختم بالقول: "نحن نراقب محاولاتهم للعودة للتدخل والتحكم بكل مفاصل الحياة العامة، وهذا ما لن نرضى به، فلن نقبل بهم إلا في وطن ديمقراطي وعلماني وبعد المحاسبة".

المساهمون