إدانات للفيتو الأميركي ضد وقف النار في غزة: ضوء أخضر للمجازر

إدانات للفيتو الأميركي بمجلس الأمن ضد وقف النار في غزة: ضوء أخضر للمجازر

21 فبراير 2024
تقدمت الجزائر بمشروع القرار نيابة عن المجموعة العربية (الأناضول)
+ الخط -

توالت الانتقادات للفيتو الأميركي على وقف إنساني فوري لإطلاق النار

قطر: العدوان يفضح ازدواجية المعايير وتباين مواقف المجتمع الدولي

الكويت: ما حصل يجسّد تحديات تواجه الإرادة الدولية

الصين: الفيتو الأميركي يجعل الوضع أكثر خطورة

توالت ردود الفعل التي تنتقد الفيتو الأميركي على مشروع قرار في مجلس الأمن تقدمت به الجزائر، يدعو إلى وقف إنساني فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

قطر: العدوان يفضح ازدواجية المعايير

وأعربت دولة قطر عن أسفها العميق لإعاقة مشروع القرار الجزائري، نيابة عن المجموعة العربية، والذي يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

وأكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، اليوم الأربعاء، أن "العدوان الغاشم المستمر على غزة يفضح مرة تلو الأخرى ازدواجية المعايير وتباين مواقف المجتمع الدولي إزاء جرائم الحرب الممنهجة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، لا سيما الأطفال والنساء، كما يفضح عدم اكتراثه بالأوضاع الإنسانية المأساوية في القطاع".

وشددت الخارجية على أن دولة قطر "ستواصل جهودها بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى مناطق القطاع كافة، فضلاً عن العمل على منع اتساع دائرة الحرب في المنطقة".

إيران: تكرار استخدام حق النقض "كارثة القرن الدبلوماسية"

من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن تكرار استخدام حق النقض ضد مشروع القرار الخاص بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة ومحيطه، من قبل الإدارة الأميركية، يجب أن يسمّى بـ "كارثة القرن الدبلوماسية".

وأضاف عبد اللهيان في منشور عبر منصة "إكس"، أن هذا الفيتو المتكرر يحمّل البيت الأبيض بوضوح المسؤولية الدولية عن استمرار الإبادة الجماعية للكيان الإسرائيلي المصطنع في غزة، وجرائم الحرب في الضفة الغربية. يجب على العالم أن يحاسب أميركا".

أما المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، فندّد بشدة باستخدام واشنطن حق النقض، مؤكداً أن الإجراء الأميركي أثبت مرة أخرى أن أميركا ليست جزءاً من حل الأزمة والكارثة الإنسانية في غزة، بل هي "أهم سبب لاستمرار الأزمة واتساعها في المنطقة".

وأضاف كنعاني، في بيان صحافي، أن المواقف والتصرفات الأميركية "غير الناضجة" في مجلس الأمن، واستخداما المفرط للفيتو، كلها أمور أصبحت تعرض السلم والأمن في المنطقة والعالم، متهماً الإدارة الأميركية أيضاً بإضعاف ثقة الدول والشعوب بدور الأمم المتحدة في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

وشدد كنعاني على أن استخدام واشنطن الفيتو ثلاث مرات خلال العدوان على غزة، وإفشال الجهود الرامية إلى وقفه، يؤكد أنها هي التي تقود هذه الحرب، وتمنع وقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وخاصة الأطفال والنساء.

ودعا المتحدث الإيراني المجتمع الدولي إلى ضرورة التحرك العاجل لنصرة الشعب الفلسطيني، ووقف حرب الإبادة بحقه، ومنع أميركا من تصرفاتها الأحادية، وجعل مجلس الأمن رهيناً، والمخاطرة بالسلام والأمن في المنطقة والعالم.

الكويت: ما حصل يجسّد تحديات تواجه الإرادة الدولية

كما أكدت دولة الكويت أن فشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يجسّد بشكل مؤسف حجم التحديات التي تواجه الإرادة الدولية، مما يستدعي التحرك السريع لمواجهتها ومعالجتها، لضمان تمكين مجلس الأمن من القيام بواجباته الأساسية في صون الأمن والسلم الدوليين.

وأعربت الخارجية الكويتية، في بيان، أوردته وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، اليوم الأربعاء، عن أسف دولة الكويت لاستخدام الفيتو الأميركي مجدداً في مجلس الأمن، أمس الثلاثاء، "للحيلولة دون إصدار قرار مقدم من الجزائر عن المجموعة العربية يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووضع حد للعدوان الوحشي الذي تشنه قوات الاحتلال على شعب فلسطين الأعزل منذ أكثر من أربعة أشهر".

وجدد البيان موقف دولة الكويت الداعي إلى "وقف إطلاق النار الفوري والتام في قطاع غزة، محذراً من مغبة استمرار الوضع الإنساني المتدهور في القطاع ومواصلة إراقة دماء المدنيين من الشعب الفلسطيني".

الصين: الفيتو الأميركي يجعل الوضع أكثر خطورة

من جهتها، انتقدت الصين بشدة، اليوم الأربعاء، الفيتو الأميركي على مشروع القرار، معتبرة أنه "سيزيد الوضع خطورة". وقالت ماو نينغ، الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، خلال مؤتمر صحافي: "تفردت الولايات المتحدة مجدداً بفرض الفيتو جاعلة الوضع في غزة أكثر خطورة".

وأضافت: "الأطراف المعنية، ومن بينها الصين، أعربت عن خيبة أمل كبيرة وعن استيائها".

قوى سياسية جزائرية تدين الفيتو الأميركي

وفي الجزائر، دانت قوى سياسية استخدام الولايات المتحدة الأميركية الفيتو على مشروع القرار الجزائري، فأكدت حركة مجتمع السلم أن الموقف الأميركي يمثل "استمراراً صريحاً في توفير الحماية للآلة الصهيونية الهمجية في ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية، وتجويع الشعب الفلسطيني، ومحاولات تهجيره القسري"، واعتبرت أن لجوء واشنطن إلى الفيتو "يؤكد للعالم أجمع أن أميركا شريكٌ كامل في الحرب على الشعب الفلسطيني".

ودعت الحركة الدول العربية والإسلامية إلى "اتخاذ مواقف واضحة وصارمة تجاه المواقف الأميركية المستهترة بالحقوق الفلسطينية المشروعة"، وأكدت ضرورة "بحث سبل ردع الكيان الصهيوني المستهين بشرف الأمة والعابث بجزء مقدس من شعبها وأرضها".

الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي مصطفى ياحي رأى في الموقف الأميركي: "دعماً لحرب الإبادة والهولوكوست ضد الفلسطينيين، واغتيالاً لمجلس الأمن".

وأكدت حركة النهضة في بيان أنّ "الإدارة الأميركية أصبحت بشكل واضح وجلي هي الراعي المباشر والشريك في إبادة الشعب الفلسطيني، وهي بذلك تتحمّل مسؤولية القتل والتجويع والترويع الذي يتعرض له، وتكون بذلك قد فقدت كل قيمها الأخلاقية".

الأردن: عجز دولي عن وقف العدوان

وأعرب الأردن، أمس الثلاثاء، عن أسفه وخيبة أمله؛ جراء فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد قرار بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأعربت الخارجية الأردنية عن "الأسف وخيبة الأمل جراء فشل مجلس الأمن مرة أخرى باعتماد قرار بوقف إطلاق النار في قطاع غزة جراء استخدام الولايات المتحدة الأميركية لحق النقض (فيتو) ضد مشروع القرار الذي تقدمت به الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية نيابة عن المجموعة العربية".

واعتبرت أن "عجز مجلس الأمن وللمرة الثالثة عن إصدار قرار يوقف الحرب المستعرة على غزة، يعكس العجز الدولي عن وقف الكارثة الإنسانية الناشئة عن الحرب العدوانية العبثية التي تصر إسرائيل على الاستمرار بها".

وأكدت "ضرورة نهوض المجتمع الدولي بمسؤولياته وخاصة مجلس الأمن وإصدار قرار يوقف الحرب المستعرة على غزة والتي راح ضحيتها أكثر من 29 ألف إنسان بريء معظمهم من النساء والأطفال، وأن يتم تطبيق قواعد القانون الدولي دون محاباة أو تمييز".

ليبيا: مطالبة بطرد السفير الأميركي من ليبيا

وفي المواقف، استنكرت كتلة التوافق الوطني بالمجلس الأعلى للدولة الليبي، اليوم الأربعاء، الفيتو الأميركي ضد مشروع القرار الجزائري لوقف إطلاق النار في غزة، وطالب باتخاذ إجراءات لطرد السفير الأميركي من ليبيا.

وعبّرت الكتلة، في بيان لها، عن استنكارها بأشد العبارات لانخراط الإدارة الأميركية "الوحشي الكامل في جريمة الإبادة الجماعية في غزة".

وفيما اعتبرت الكتلة أن استخدام الإدارة الأميركية حق النقض ضد مشروع وقف إطلاق النار في غزة دليل على انخراطها في جريمة الإبادة الجماعية في غزة، وصفت الخطوة بأنها تجسيد لـ"سقوط أخلاقي وحضاري مدوٍّ، وخرق جسيم للقانون الدولي واستهتار بالقيم الكونية لحقوق الإنسان"، على حد وصف البيان.

ورأت في الفيتو الأميركي "دعماً مطلقاً لارتكاب المزيد من المجازر"، داعية إلى "بلورة موقف ليبي يجسد ويعبر عملياً عن التضامن الوطني ضد العدوان الصهيوني". وناشدت الكتلة مجلس النواب الوفاء بالتزاماته الأخلاقية، وترجمة بياناته السابقة إلى إجراءات عملية من خلال "طرد السفير الأميركي، وتقديم كل الدعم الممكن للقضية الفلسطينية".

السلطة الفلسطينية: السياسة الأميركية تشكّل خطراً على العالم

وكانت الرئاسة الفلسطينية قد دانت، أمس الثلاثاء، الفيتو الأميركي في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار قدمته الجزائر يدعو إلى وقف "فوري" لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" عن الرئاسة الفلسطينية إدانتها "استخدام الولايات المتحدة مجدداً حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن، لمنع إصدار قرار يلزم إسرائيل بوقف عدوانها على قطاع غزة".

وأعربت الرئاسة "عن استغرابها استمرار الرفض الأميركي لوقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على شعبنا".

وأضافت أن "الفيتو الأميركي الذي يتحدى إرادة المجتمع الدولي، وسيعطي ضوءاً أخضر إضافياً لدولة الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة عدوانها على شعبنا في قطاع غزة، ولتنفيذ هجومها الدموي على رفح".

وتابعت أن الإجراءات التي تتخذها الإدارة الأميركية "تدعم وتوفّر الحماية لسلطات الاحتلال"، معتبرة أن مشروع القرار الأميركي البديل الذي أعلنت أنها ستتقدم به إلى مجلس الأمن "جاء لتبرير استخدامها للفيتو على مشروع القرار الجزائري العربي".

وحمّلت الرئاسة الفلسطينية الولايات المتحدة "مسؤولية استمرار العدوان الإسرائيلي على الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين في قطاع غزة على يد قوات الاحتلال نتيجة سياستها المساندة للاحتلال والعدوان الإسرائيلي الهمجي على الشعب الفلسطيني".

وقالت إن هذه السياسة تجعل الولايات المتحدة "شريكاً في جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس"، محذرة من أن السياسة الأميركية "أصبحت تشكل خطراً على العالم، وتهديدا للأمن والسلم الدوليين".

"حماس" و"المبادرة الوطنية": ضوء أخضر للمجازر

من جهتها، دانت حركة حماس الفلسطينية استخدام الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن حق النقض (فيتو) ضد مشروع القرار الذي قدمته الجزائر، والذي يدعو لوقف إطلاق نار بغزة.

وقالت في بيان: "نعتبر إفشال هذا القرار تعطيلاً للإرادة الدولية وخدمةً لأجندة الاحتلال الرامية لقتل وتهجير أبناء شعبنا الفلسطيني"، وحملت الرئيس بايدن وإدارته "مسؤولية مباشرة عن عرقلتهم لصدور قرار بوقف العدوان على غزة".

وتابعت: "الموقف الأميركي يعد ضوءاً أخضر للاحتلال لارتكاب المزيد من المجازر، وقتل شعبنا الأعزل قصفاً وجوعاً، وشراكة مباشرة في حرب الإبادة التي يرتكبها ضد الأطفال والمدنيين العزّل في قطاع غزة".

بدوره، وصف الأمين العام لحركة "المبادرة الوطنية" الفلسطينية مصطفى البرغوثي في تصريح مقتضب لمراسل الأناضول الفيتو بـ"المشين للولايات المتحدة".

وقال البرغوثي إنه "يشجع إسرائيل على الاستمرار في الإبادة الجماعية، وحرب التجويع والعقوبات الجماعية ضد الشعب الفلسطيني".

البرازيل: شلل مجلس الأمن الدولي "غير مقبول"

إلى ذلك، انتقد وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، خلال اجتماع لوزراء خارجية مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو، "الشلل غير المقبول" لمجلس الأمن في مواجهة الحربين في غزة وأوكرانيا.

وقال خلال كلمته الافتتاحية: "المؤسسات المتعددة الأطراف ليست مجهزة بما يكفي للتعامل مع التحديات الحالية، كما يتضح من الشلل غير المقبول لمجلس الأمن بشأن النزاعات الجارية. هذا التقاعس يتسبب بخسائر في الأرواح البشرية".

واشنطن تبرر

في المقابل، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، في تصريحات صحافية عقب استخدام بلادها حق النقض ضد مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق نار عاجل في غزة لدى مجلس الأمن الدولي: "أكد الرئيس الأميركي (جو بايدن) ووزير الخارجية (أنتوني بلينكن) بشكل واضح أنه لا يجب الهجوم على رفح في الوضع الحالي".

وأشارت إلى أن واشنطن ستواصل الضغط على إسرائيل بهذا الخصوص.

وتطرقت غرينفيلد إلى أسباب عدم دعم بلادها مشروع القرار المقدم من قبل الجزائر، منتقدة عدم وجود ربط بين وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى في مشروع القرار.

وزعمت أن ذلك سيمنح حركة حماس ما تريده دون "مقابل"، مضيفة: "سيستمر الصراع إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى".

وشددت على ضرورة ألا تهاجم إسرائيل مدينة رفح جنوبي قطاع غزة في الوضع الحالي.

الفيتو الأميركي للمرة الثالثة

وحصل مشروع قرار قدمته الجزائر، الثلاثاء، ويدعو إلى وقف "فوري" لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية، على تأييد 13 عضواً من أصل 15، فيما عارضته الولايات المتحدة باستخدام الـ"فيتو" وامتنعت المملكة المتحدة عن التصويت، وفق ما ذكره موقع "أخبار الأمم المتحدة".

ويرفض مشروع القرار التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين، ويطالب جميع الأطراف في الحرب في قطاع غزة بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، كما يطالب بـ"الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن".

وهذه المرة الثالثة التي تستخدم فيها الولايات المتحدة الـ"فيتو" بمجلس الأمن الدولي منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ضد مشاريع قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.

(الأناضول، فرانس برس، العربي الجديد)