أيام ترامب الأخيرة في البيت الأبيض: عزلة وغضب من الحلفاء

14 يناير 2021
+ الخط -

بعد أن أصبح دونالد ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يواجه قرار العزل مرّتين خلال ولايته، ومع بقاء أقل من سبعة أيام على رئاسته، تتقلّص الدائرة المقرّبة منه، وتفرغ المكاتب في البيت الأبيض، في وقت يهاجم الرئيس بعض أولئك الذين بقوا.

وبحسب ما قاله مستشارون ومساعدون لصحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الخميس، فإنّ ترامب غاضب لأن حلفاءه لم يبدوا دفاعاً أكثر شراسة عن تحريضه للغوغاء الذين اقتحموا مبنى الكابيتول، مقرّ الكونغرس، الأسبوع الماضي، مشيرين إلى أن ترامب يزداد انعزالاً وحقداً.

وقال أشخاص على دراية بديناميكية العلاقة التي تجمع ترامب بمحاميه الخاص رودولف جولياني، إن العلاقة بينهما تتصدّع أيضاً. ولفتت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين اثنين، إلى أن ترامب وجّه تعليمات لمساعديه بعدم دفع رسوم جولياني القانونية، وطلب أن يوافق شخصياً على أي تعويضات عن النفقات التي تكبدها جولياني خلال سفره نيابة عن الرئيس للطعن في نتائج الانتخابات في الولايات الرئيسية. وأشار المسؤولان إلى أن ترامب عبّر سراً عن قلقه بشأن بعض تحركات جولياني، ولم يقدّر طلبه لعشرين ألف دولار في اليوم لقاء عمله في محاولة قلب نتائج الانتخابات.

وتحدثت الصحيفة نقلاً عن مسؤول كبير في الإدارة، عن استياء ترامب الذي كان يشاهد إجراءات العزل تكتسب منحى سريعاً، لأنه عملياً أحداً لم يكن يدافع عنه، بمن فيهم المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي مكناني، مستشاره وصهره جاريد كوشنر، المستشار الاقتصادي لاري كودلو، مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، وكبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز.

ولفتت الصحيفة إلى أن السيناتور ليندسي غراهام يُعدّ من الأشخاص القليلين الذين يثق بهم ترامب في هذه الأيام، مشيرة إلى أنه طلب منه الضغط على زملائه في مجلس الشيوخ لتبرئته في المحاكمة بهدف عزله.

وأبلغ ترامب سراً مستشاريه أنه لا يعتقد أنه سيتم عزله من منصبه قبل انتهاء ولايته في يناير/كانون الثاني 2020، وفق ما أكدته مصادر مطلعة على المحادثات.

وأوضحت المصادر أن ترامب تقلقه أكثر الإجراءات الأخرى التي قد تكون لها تداعيات خطيرة على حياته بعد الرئاسة، وهي تشمل تعليق "تويتر" وشركات التواصل الاجتماعي الأخرى لحساباته، تعليق رابطة لاعبي الغولف المحترفين الأميركية لدورة في أحد ممتلكاته، فضلاً عن إعلان "دوتشيه بنك" أنه لن يموّل بعد الآن أعماله.

وقال مسؤول كبير سابق في الإدارة الأميركية، على اتصال بالبيت الأبيض، متحدثاً عن عقلية الموظفين هناك، إنهم مرهقون وخائبون وغاضبون ومستعدّون لإنهاء الأمر.

وقال مسؤول كبير سابق آخر إن ترامب عبّر عن غضبه ليس من نائبه مايك بنس وبعض مساعديه فحسب، بل من المدافعين عنه منذ فترة طويلة في وسائل الإعلام الذين تخلّوا عنه، من بينهم الصحافي في "وول ستريت جورنال" كيمبرلي ستراسل، وآخرون يعتقد أنهم لم يدافعوا عنه بشراسة، من ضمنهم المقدمة في قناة "فوكس نيوز" لورا إنغراهام. وأضاف: "إنه يشعر بشكل متزايد بأنه وحيد ومعزول ومحبط". وشبّه المسؤول ما يحصل في الأيام الأخيرة من ولاية ترامب بأنه "مثل الموت بألف جرح".

المساهمون