الديمقراطيون يستعجلون محاكمة ترامب و"تريث" جمهوري حتى يوم التنصيب

الديمقراطيون يستعجلون محاكمة ترامب و"تريث" جمهوري حتى يوم التنصيب

14 يناير 2021
بيلوسي توقع القرار الاتهامي (ستيفاني راينولدز/ Getty)
+ الخط -

تباينت ردود الفعل لدى الديمقراطيين والجمهوريين بين التعجيل والتريث بشأن مساءلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعدما صوت مجلس النواب الأربعاء على اتهامه "بالتحريض على التمرّد" بأغلبية 232 صوتًا مقابل 191 صوّت.

وبات ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يُحال أمام مجلس الشيوخ مرّتين لمحاكمته بقصد عزله، بعدما وجّه إليه مجلس النواب تهمة "التحريض على التمرّد" على خلفية اقتحام حشد من أنصاره مبنى الكابيتول في السادس من يناير/ كانون الثاني.

واعتبرت رئيسة مجلس النواب الأميركي الديمقرااطية، نانسي بيلوسي، أنّ القرار الاتّهامي الذي أصدره مجلس النواب بحقّ ترامب لمحاكمته أمام مجلس الشيوخ، للمرة الثانية، بقصد عزله يثبت أنّ "ما من أحد فوق القانون".

ولا يبدو مرجّحًا أن ترامب سيغادر المنصب قبل نهاية ولايته، إذ لن يكون بوسع مجلس الشيوخ الانعقاد قبل 19 يناير/كانون الثاني الجاري، موعدِ انتهاءِ عطلته، وقبل يوم واحد من تسلّم الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة ومغادرة ترامب المنصب رسميًّا.

وقالت بيلوسي لدى توقيعها على القرار الاتّهامي تمهيداً لإحالته إلى مجلس الشيوخ إنّ "مجلس النواب أظهر اليوم، بمشاركة من الحزبين، أنّ ما من أحد فوق القانون، ولا حتّى رئيس الولايات المتّحدة"، مكرّرة التحذير من أنّ ترامب يشكّل "خطراً واضحاً وفورياً" على البلاد.

من جهته، أعلن زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، السيناتور ميتش ماكونيل، أنّه من غير الممكن إجراء محاكمة "عادلة أو جادّة" لترامب في غضون الفترة القصيرة المتبقية له في البيت الأبيض وقبل تولّي بايدن السلطة الأسبوع المقبل.
وقال ماكونيل "بالنظر إلى القواعد والإجراءات والسوابق في مجلس الشيوخ والتي ترعى المحاكمات الرامية لعزل الرؤساء، فبكلّ بساطة ليست هناك أيّ فرصة لإنجاز محاكمة عادلة أو جادّة قبل أن يؤدّي الرئيس المنتخب بايدن اليمين الدستورية في الأسبوع المقبل".

وبعيد توجيه مجلس النواب قراره بقصد عزل ترامب، أكّد ماكونيل أنّه لن يدعو مجلس الشيوخ للالتئام قبل الموعد المقرّر لاستئناف جلساته في 19 يناير/ كانون الثاني، مبرّراً قراره هذا بأنّه "حتى لو بدأت إجراءات (المحاكمة) في مجلس الشيوخ هذا الأسبوع وسارت بسرعة، فلن يتمّ التوصّل إلى حُكم نهائي إلا بعد أن يكون الرئيس ترامب قد غادر منصبه".

أما زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، السيناتور تشاك شومر، فقال إن "دونالد ترامب استحقّ أن يصبح أول رئيس في التاريخ الأميركي يوصم مرتين بوصمة العزل"، مضيفا أنّه حتّى لو أنّ محاكمة ترامب ستجري هذه المرة بعد أن يكون قد غادر البيت الأبيض "فسيتم التصويت على إدانته"، وإذا تمّت إدانته فسيتمّ التصويت على منعه من الترشّح لمرة أخرى.

من جهته، دعا بايدن ليل الأربعاء قيادة مجلس الشيوخ للمصادقة على التعيينات التي أجراها والقرارات التي يعتزم اتّخاذها في مستهلّ عهده.

وفي أول تعليق له على القرار الاتّهامي الذي أصدره مجلس النواب بحقّ ترامب، قال بايدن في بيان إنّ الولايات المتّحدة ترزح تحت وطأة جائحة كوفيد-19 وتداعياتها الاقتصادية الخانقة وتحتاج لأن يقرّ مجلس الشيوخ سريعاً التعيينات في الإدارة الجديدة حتى تتمكّن من التصدّي لهذه التحدّيات بعد توليه منصبه.

وقال بايدن في بيانه "آمل أن تجد قيادة مجلس الشيوخ طريقة تمكّنها من أن تتعامل في آن معاً مع مسؤولياتها الدستورية بشأن إجراء العزل ومع الشؤون العاجلة الأخرى لهذه الأمة".

تقارير دولية
التحديثات الحية

وعندما تنطلق محاكمة ترامب سيكون مجلس الشيوخ منقسماً مناصفة بين 50 سيناتوراً جمهورياً و50 سيناتوراً ديمقراطياً، لكنّ إدانة ترامب لا يمكن أن تتمّ إلا بأغلبية الثلثين، ما يعني أنّ ثلث الأعضاء الجمهوريين على الأقلّ لا بدّ من أن يصوّتوا إلى جانب جميع الأعضاء الديممقراطيين لكي يدان الرئيس السابق بالتهمة الموجّهة إليه.

وقبل إقرار اللائحة الاتهامية رسمياً لم يستبعد ماكونيل أن يصوّت لصالح إدانة ترامب. وكتب ماكونيل في رسالة الى زملائه الجمهوريين "لم أتّخذ قراري النهائي بالنسبة الى كيفية التصويت، أعتزم الاستماع إلى الحجج القانونية حين يتم تقديمها في مجلس الشيوخ".

وماكونيل كان حتى الأمس القريب أحد أبرز حلفاء ترامب. وخلال محاكمة الأخير للمرة الأولى بداية 2020، أحكم قبضته على صفوف الجمهوريين في مجلس الشيوخ بحيث لم يصوّت سوى عضو جمهوري واحد إلى جانب الديمقراطيين لإدانة الرئيس.
لكنّ ماكونيل يحمّل ترامب هذه المرة، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، مسؤولية أعمال العنف التي شهدها مقر الكونغرس ولا يخفي تأييده لإمكان تخلّص الحزب الجمهوري من هذه الشخصية التي تسبّبت له بإحراج كبير.

ودون أن يتطرق لقرار مجلس النواب، دعا ترامب الأميركيين إلى الوحدة ونبذ العنف، وذلك في رسالة مصوّرة قال فيها "أدعو جميع الأميركيين للتغلّب على المشاعر الآنيّة والاتّحاد معاً شعباً أميركياً واحداً. دعونا نختار المضي قُدماً متّحدين لما فيه خير عائلاتنا".

وإذ نأى بنفسه مجدّداً عن أنصاره الذين اقتحموا الكابيتول الأسبوع الماضي، قال "ليس هناك أيّ مبرّر للعنف على الإطلاق. لا أعذار ولا استثناءات: أميركا دولة قانون"، مشدّداً على أنّ "الذين شاركوا في الهجمات الأسبوع الماضي سيُساقون أمام العدالة".

(العربي الجديد، وكالات)