ألمانيا: نافالني يهاجم المستشار السابق شرودر ويثير جدلاً سياسياً

ألمانيا: نافالني يهاجم المستشار السابق شرودر ويثير جدلاً سياسياً

08 أكتوبر 2020
نافالني وصف شرودر بـ"فتى مهام لبوتين" (فريديريك فلورين/فرانس برس)
+ الخط -

تفاعلت تصريحات المعارض الروسي أليكسي نافالني لصحيفة "بيلد" الألمانية، أمس الأربعاء، في الوسط السياسي والإعلامي، بعد أن وصف المستشار الألماني السابق الاشتراكي ورئيس مجلس الإشراف في مشروع "نورد ستريم2" غيرهارد شرودر بـ"فتى مهام لبوتين"، وبأنه يتلقى مدفوعات سرية من الكرملين، وذلك في رد منه على تصريحات سابقة لشرودر اعتبر فيها أنه "لم يتم بعد إثبات تورط وكالات الدولة الروسية بتسميم أشد معارضي بوتين، وأن كل ما يقال تكهنات لا أساس لها ولا توجد حقائق موثوقة".

وأفاد نافالني، الذي تعرض للتسميم بغاز الأعصاب نوفيتشوك خلال أغسطس/آب الماضي، وكاد يفقد حياته، قبل أن ينقل إلى مستشفى شاريييه في برلين لتلقي العلاج، وحيث تشير التحقيقات إلى تورط الأجهزة الروسية بذلك، بأن بوتين يدفع لشرودر، و"محاولته الآن إنكار الهجوم السام نوفيتشوك أمر مخيب للآمال حقا (…)، وهو بذلك يقوم بحماية القتلة (..) وعلاوة على ذلك، وبعد كل شيء، هو المستشار السابق لأقوى دولة في أوروبا"، مضيفا: "لا أعرف ما هي المدفوعات السرية التي حصل عليها منه. هناك مدفوعات رسمية، وليس لدي شك أن هناك أيضا مدفوعات سرية"، ووصفه بـ"فتى مهام بوتين".

هذا الأمر دفع بمكتب شرودر للرد عبر صحيفة "تاغس شبيغل"، وليوضح أن "شرودر، بالإضافة إلى الفترة التي قضاها مستشارا لألمانيا بين عامي 1998 و2005، يتمتع بخبرة مهنية، وهو رئيس لمجلس الإشراف في شركة الغاز والنفط الروسية روسنفت منذ العام 2017، كما والمجلس الإشرافي لخط أنابيب غاز بحر البلطيق نورد ستريم2 منذ عام 2016". 

أفاد نافالني، الذي تعرض للتسميم بغاز الأعصاب نوفيتشوك خلال أغسطس/ آب الماضي، وكاد يفقد حياته، قبل أن ينقل إلى مستشفى شاريييه في برلين لتلقي العلاج، وحيث تشير التحقيقات إلى تورط الأجهزة الروسية بذلك، بأن بوتين يدفع لشرودر، و"محاولته الآن إنكار الهجوم السام نوفيتشوك أمر مخيب للآمال حقا".

وأشار شرودر إلى أنه بالنظر إلى الادعاءات عبر "بيلد" بشأن المدفوعات الخفية المزعومة، "أتفهم الوضع الشخصي الصعب الذي يجد السيد نافالني نفسه فيه"، مبرزا أن "نافالني قال إنه لا يملك دليلا على ذلك". 

وأضاف أن "بيلد" نشرت  التصريحات من دون استيضاح أو رأي منه، و"لذلك أنا مضطر لاتخاذ إجراءات قانونية ضد الناشر، بعد انتهاك حقوقي الشخصية بشكل خطير، وأيضا وببساطة ضد كل وسائل الإعلام التي تنشر الاتهام".

إلى ذلك، يجد الحزب الاشتراكي صعوبة في التعامل مع العلاقة بين مستشاره السابق والزعيم الروسي بوتين، في حين تحدث سكرتير دولة سابق عن أن "مسار المواجهة ضد روسيا لا يحظى بشعبية في الحزب"، وأن نافالني ترك "أشياء صعبة" ضد المستشار السابق في منفاه المؤقت على الأراضي الألمانية، حتى إن المدير التنفيذي للبرلمان كارستن شنايدر وصف، أمس الأربعاء، تصريحات نافالني ضد شرودر بـ"غير السياسية". 

وعندما سئل شنايدر عن التهم التي ألقاها نافالني بوجه شرودر، قال إن الضحية لم يستطع إثبات مزاعمه، أجدها "تشهيرية". 

في المقابل، وعلى عكس شرودر، ينتقد وزير الخارجية الحالي والمنتمي أيضا إلى الاشتراكي هايكو ماس سياسة بوتين، لكنه يتجنب المواجهة المفتوحة مع زميله في الحزب خلال المقابلات، ولا يعلق على تقييم شرودر الحذر لقضية نافالني. 

من جهته، قال السياسي عن المسيحي الديمقراطي نوبرت روتغن لـ"بيلد" إن شرودر، الذي يعمل بأجر في قطاع النفط والغاز الروسي، متورط في التستر على المسؤولية التي تقع على روسيا وطمسها، ولأنه كان مستشارا لألمانيا فإن سلوكه في الحزب الاشتراكي وفي باقي الأحزاب "يملأ الكثير من الألمان بالخزي".

من جهة ثانية، أبرزت "تاغس شبيغل" أن المستشارة أنجيلا ميركل في مأزق، و"السبب السؤال المطروح الآن: ما هي العقوبات التي سترد بها المستشارة على روسيا؟ خاصة وأن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكدت التسميم باستخدام غاز الأعصاب نوفيتشوك، وحيث لا يمكن شراء مثل المادة المذكورة إلا من قبل الوكالات الحكومية".

وفي السياق، تبرز بعض المقترحات للعقوبات، بينها للسياسي عن حزب ميركل المسيحي الديمقراطي يورغن هاردت، الذي يعتبر أن الطريقة الأكثر فعالية لذلك العقوبات الشخصية من الاتحاد الأوروبي، وتقوم على تجميد الأصول الأجنبية الهائلة لبوتين، وهو ما أكده ماس عندما اعتبر أنه، وفي حال لم توضح روسيا ملابسات قضية نافالني ولم تقدم معلومات، فإن العقوبات المحددة الأهداف والمتناسبة ستكون ضد المسؤولين من الجانب الروسي "أمرا حتميا". 

وأبرز أيضا أمام البونستاغ أخيرا أن "ما حصل يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وهذه المادة الكيميائية تستخدم في الحروب، ولا يمكن لمثل هذه الأفعال أن تمر من دون عواقب".

يشار إلى أن مجلة "دير شبيغل" كشفت أخيرا عن أن نافالني طلب عبر محام تدخل المقررة الأممية الخاصة بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أنيس كالامار، والمقررة الخاصة بحرية الرأي في الأمم المتحدة وايرين خان، المساعدة في تحقيقات واقعة تسميمه التي حصلت في سيبيريا الروسية.

المساهمون