أزمة رئيس العراق تؤرّق "الإطار التنسيقي".. واستعدادات لتظاهرات السبت

أزمة ترشيح رئيس الجمهورية في العراق تؤرق "الإطار التنسيقي".. واستعدادات لتظاهرات السبت

29 يوليو 2022
جانب من احتجاجات التيار الصدري في بغداد (أسد نيازي/فرانس برس)
+ الخط -

جدّد تحالف "الإطار التنسيقي"، الذي يسعى لتشكيل الحكومة الجديدة في العراق، دعوته القوى الكردية التي جرى العرف السياسي في البلاد أن يكون منصب رئيس الجمهورية من حصتها، إلى حسم الاتفاق فيما بينها على مرشح للرئاسة، تمهيدا لعقد جلسة برلمانية للتصويت عليه والمضي بالاستحقاقات الدستورية وتشكيل الحكومة.

ويأتي ذلك في وقت أغلقت فيه قوات الأمن العراقية بوابات المنطقة الخضراء بشكل كامل، مع إضافة المزيد من الكتل الإسمنتية والعوارض الحديدية في محيطها، وقطعت اثنين من الجسور المؤدية إليها، بالتزامن مع صدور إشارات لأعضاء وقيادات بالتيار الصدري بإمكانية اقتحام المنطقة مرة أخرى، في حال أقدم البرلمان على عقد جلسة جديدة لتمرير منصب رئاسة الجمهورية، الذي يتولى بدوره وفقاً للدستور تكليف مرشح "الإطار التنسيقي" محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة.

ووفقا لبيان للإطار اليوم الجمعة، فإنه "منذ أشهر نعمل على تصحيح مسار العملية السياسية التي أريد لها أن تذهب باتجاهات مجهولة بعيداً عن رغبة الشعب وأصوات الناخبين، واستمراراً لجهودنا هذه، يحرص الإطار التنسيقي على استكمال التفاهمات بين جميع القوى السياسية"، مجددا دعوته لـ"القوى الكردية لعقد المزيد من الحوارات الجادة بغية الوصول إلى اتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية".

وأكد الإطار "رغبته في أن تكون جميع القوى الوطنية منسجمة في الموقف إزاء استكمال الاستحقاقات الدستورية قبيل انعقاد جلسة البرلمان المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية".

وأشار إلى أن "الفريق التفاوضي الذي شكله الإطار التنسيقي سيشرع في حواراته مع الأطراف السياسية والأطراف الأخرى، بهدف الوصول إلى تفاهمات داخلية تسهم في زيادة قوة الحكومة المقبلة، ويجعلها قادرة على أداء مهامها الخدمية بشكل أفضل".

تقارير عربية
التحديثات الحية

ولم تحسم الاجتماعات التي عقدها الحزبان الكرديان (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني) ملف منصب رئاسة الجمهورية، إذ ما زال الأول يصر على مرشحه ريبر أحمد، في حين يتمسك الثاني بمرشحه رئيس الجمهورية الحالي برهم صالح، ولا مؤشرات إلى التوافق بينهما.

وقال عضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني، لـ"العربي الجديد"، مفضلا عدم الكشف عن اسمه: "لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الحزبين الكرديين بشأن منصب الرئيس، الملف ما زال معقدا"، مشيرا إلى أن "الحسم خلال اليوم أو غدا صعب للغاية، هناك خلافات ما زالت عميقة، ولم نتلمس أي مرونة من الاتحاد، الذي يتمسك بمرشحه برهم صالح".

اجتماع أمني

ووسط أجواء متشنجة، عقدت قيادة عمليات بغداد، ظهر اليوم الجمعة، اجتماعاً أمنياً لمناقشة خطة تأمين الحماية لتظاهرات يوم غد السبت.

وذكر إعلام القيادة، في بيان، أن "قائد عمليات بغداد ترأس مؤتمراً أمنياً موسعاً حضره قادة المقرات المتقدمة في جانبي الكرخ والرصافة، وقادة الفرق ومدراء الأجهزة الأمنية العاملة ضمن قاطع مسؤولية القيادة".

وأضاف أن "المؤتمر عقد لمناقشة الخطة الأمنية الخاصة بتأمين الحماية للتظاهرة السلمية المزمع انطلاقها يوم السبت".

ويواصل أنصار التيار الصدري استعداداتهم للتصعيد في التظاهرات التي قد تخرج غدا السبت، لإفشال عقد أي جلسة برلمانية لاختيار رئيس الجمهورية. كما وصلت قيادات من التيار إلى الساحة.

النائب السابق عن التيار الصدري، صباح العكيلي، حذر من التعرض لتظاهرات أنصار الصدر، مؤكدا أنها "تظاهرات سلمية"، وقال في تغريدة له: "التظاهرات سلمية.. احذروا من التعرض للمتظاهرين.. فالتصعيد ليس من مصلحتكم.. نريدها سلمية وستبقى سلمية ما دام لم يتعرض لها أحد.."، مشددا: "نحذركم (الإطار التنسيقي) من أن تصعدوا وتستهدفوا السلميين.. مطالبنا شرعية، والتظاهر حق كفله الدستور".

من جهته، انتقد الباحث في الشأن السياسي، شاهو القرة داغي، الوضع الذي وصلت إليه البلاد، وقال في تغريدة له: "كل طرف يستعرض سلاحه وإمكانياته العسكرية ويهدد بتصفية الآخر لحماية المصالح والمكاسب، وعندما يتفقون يعلنون الانتصار على الفتنة والعودة إخوة متحابين حتى جولة جديدة من الصراع.. المواطن يحلم بتغيير جذري وحقيقي، وليس استغلال مطالبه لتصفية الحسابات السياسية".

ويتطلب عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الجديد حضور ثلثي عدد نواب البرلمان (220 نائبا من أصل 329)، وفقاً لما كانت قد قررته المحكمة الاتحادية العليا، وسط مخاوف من عدم تحقيق النصاب، في حال فشلت القوى الكردية في التوصل إلى اتفاق على مرشح واحد يمثلها.

وتكمن أهمية اختيار رئيس جديد للبلاد في كون الدستور ألزم بأن يتولى الرئيس المنتخب داخل البرلمان، بنفس الجلسة، تكليف مرشح "الكتلة الكبرى" بتشكيل الحكومة.