أجهزة أمن إسرائيلية: السلطة الفلسطينية في وضع سيئ وسيتفاقم للأسوأ

أجهزة أمن إسرائيلية: السلطة الفلسطينية في وضع سيئ وسيتفاقم للأسوأ مع الوقت

14 اغسطس 2022
هآرتس: حرب وراثة عباس بدأت وتأثير إسرائيل محدود فيها (فرانس برس)
+ الخط -

قالت صحيفة "هآرتس"، نقلا عن أجهزة أمن إسرائيلية مختلفة، إن حالة السلطة الفلسطينية ومكانتها في الضفة الغربية المحتلة "سيئة"، مشيرة إلى أن هناك "إجماعا بين أجهزة الأمن الإسرائيلية المكلفة بمتابعة ومراقبة ما يحدث في الضفة الغربية، أن وضعها سيزداد سوءا وسيتفاقم مع الوقت".

وبحسب محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة عاموس هرئيل، فإن حرب الوراثة على السلطة، بدأت بالفعل، رغم أن رئيس السلطة محمود عباس لا يزال في صحة جيدة، وإن تأثير إسرائيل على ما يدور في هذه الحرب محدود للغاية.

وأشار هرئيل إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تساورها الشكوك بشأن من سيرث رأس هرم السلطة وقيادتها، وإن كان سيمضي في خط ونهج محمود عباس الذي لا يؤيد "الإرهاب" ولا يشجع على تنفيذ عمليات ضد إسرائيل.

وترى هذه الأجهزة، كما يوضح هرئيل، أن التزام من سيأتون بعد عباس بالعملية السياسية سيكون أقل من التزامه، وقد تدفعهم رغبتهم في تأمين تأييد شعبي وجماهيري أوسع مما يتمتع به عباس، إلى تأييد الكفاح المسلح والعمليات ضد إسرائيل.

ويسود تخوّف من تغير السلطة الفلسطينية بعد عهد الرئيس الحالي محمود عباس من استراتيجيتها العامة التي تمسكت لغاية الآن بالمفاوضات والمسيرة السياسية وانتظار انطلاق عملية سياسية من جديد.

وبحسب محلل "هآرتس"، فإن "حماس" تبدو كمن يقطف الثمار مما حدث خلال العدوان الأخير على غزة، بما يعزز من قوتها في نهاية المطاف. ويرى أن التطورات في الضفة الغربية، تبدو كمن يتيح أمام "حماس" التي امتنعت عن تنفيذ عمليات في الضفة الغربية، إمكانية العودة من جديدة لمساعي تهديد استقرار وحكم السلطة الفلسطينية، في الوقت الذي تعزز فيه من مكانتها في قطاع غزة.

ويقول هرئيل إن هذه المخاوف نابعة من حقيقة تقلّص "الفجوات الاقتصادية" بين الوضع في الضفة الغربية والوضع في قطاع غزة، من دون أن تدفع "حماس" أثمانًا سياسية أو تنازلات، خلافا للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.

ووفقا له، فإن "الفساد البنيوي في السلطة الفلسطينية، والفجوة بين الحرس القديم في السلطة وبين الجيل الفلسطيني الناشئ، تزيد من تعقيدات الوضع وتقلل من شعبية السلطة الفلسطينية، وهو مرتبط أيضا بحسبه بحقيقة أن الجيل الناشئ في الضفة الغربية، لا يذكر ولم يجرب مقدار القوة العسكرية الإسرائيلية التي استخدمت خلال الانتفاضة الثانية".

ويبرز هرئيل في تحليله الذي يعتمد إلى تقديرات ومعلومات الأجهزة الأمنية، فشل السلطة الفلسطينية في "إخضاع" مخيم جنين، حتى بعد أن سمحت لها إسرائيل بالعودة إلى ممارسة دورها في محافظة جنين، حيث يواجه الجيش حقيقة ظهور مقاومة محلية قوامها الجيل الشاب الذي لا يتورع عن مهاجمة وحتى مطاردة دوريات الجيش وإطلاق النيران باتجاهها، مع أن بعض خلايا هؤلاء المقاومين مرتبطة إلى حد ما أيضا بـ"حركة فتح".

ويرى أن "لا شيء ينبئ بالخير"، خصوصا مع ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العمليات الإسرائيلية والعودة لسياسة الاغتيالات، ناهيك عن اعتداءات المستوطنين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.

ويربط هرئيل بين كل هذا وبين حقيقة غياب أي أفق سياسي قريب من طرف إسرائيل، بالرغم من عبارات المجاملة الأوروبية والأميركية للشأن الفلسطيني، ليصل إلى القول إنه: "في مثل هذه الظروف، لا سبب للاستغراب والتفاجؤ من ارتفاع التأييد الفلسطيني لحل الدولة الواحدة، ناهيك عن أن الميزان الديموغرافي ليس متجمدا".

وتابع "في كل عام لا تحاول فيه إسرائيل الاتجاه نحو حل سياسي ويرتفع فيه عدد الإسرائيليين الذين ينتقلون للعيش في مستوطنات الضفة الغربية التي بدون إخلائها أو تفكيكها لا يمكن إطلاق تحرك سياسي، إضافة إلى ذلك، يزداد عدد الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة إسرائيل، سواء بشكل مباشر أم غير مباشر".