أبرز عمليات اغتيال العسكريين الإيرانيين في سورية بعد 7 أكتوبر

أبرز عمليات اغتيال العسكريين الإيرانيين في سورية بعد السابع من أكتوبر

02 ابريل 2024
الغارة الإسرائيلية أمس على القنصلية الإيرانية في دمشق (عمار غالي/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر، مما أدى إلى تصعيد الهجمات على الوجود العسكري الإيراني في سورية، بما في ذلك استهداف قواعد وقادة إيرانيين وتدمير القنصلية الإيرانية في دمشق.
- تم اغتيال 12 عسكرياً إيرانياً في سورية، بينهم 5 جنرالات، مع تسليط الضوء على الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية كدليل على تصعيد خطير ضد إيران.
- استمرار النزاع والتوتر في المنطقة مع مقتل عدد من الضباط الإيرانيين في هجمات مختلفة، مما يعكس الدور العسكري الإيراني البارز في الصراع السوري.

مع بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بعد تنفيذ المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى" رداً على جرائم الاحتلال وانتهاكاته، تزايدت وتيرة الهجمات الإسرائيلية على الوجود العسكري الإيراني في سورية كمّاً ونوعاً. وسجلت فترة ما بعد السابع من أكتوبر تصعيداً ملحوظاً في الغارات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية من قواعد وقادة وضباط عسكريين، وباتت تستهدف عمليات اغتيال قيادات إيرانية رفيعة المستوى، إلى أن وصل الحال أمس الاثنين إلى استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق وتدميرها بالكامل.
رصد "العربي الجديد" اغتيال 12 عسكرياً إيرانياً في سورية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، بينهم 5 جنرالات برتبة عميد وعقيد، وآخرون ضباط من رتب عسكرية أخرى.

عملية القنصلية

أودت الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، أمس الاثنين، بحياة العميدين في "الحرس الثوري" الإيراني، محمد رضا زاهدي، ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي، وهما من كبار المستشارين العسكريين الإيرانيين في سورية، فضلاً عن خمسة ضباط مرافقين لهما. وذكر بيان لـ"الحرس الثوري" أن القتلى الخمسة الآخرين هم: حسين أمان اللهي، ومهدي جلالتي، ومحسن صداقت وعلي أقا بابايي وعلي صالحي روزبهاني.

وكان زاهدي قائد الحرس الثوري في سورية ولبنان، ومن كبار قادة "الحرس الثوري" و"فيلق القدس" فيه، حيث عمل قائداً للسلاح البري لـ"الحرس الثوري" من 2005 إلى 2008، قبل اختياره من عام 2016 إلى 2019 قائداً للعمليات فيه. وبحسب المحلل والخبير السياسي الإيراني مصدق مصدق بور، يبقى استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق أخطر الهجمات الإسرائيلية على إيران في سورية "ليس فقط بسبب اغتيال قيادات عسكرية رفيعة المستوى، بل لرمزية المكان المستهدف ودلالات ذلك، وهو ما جعل الهجوم مختلفاً عن الهجمات الإسرائيلية السابقة".

وأضاف مصدق بور في حديث مع "العربي الجديد" أن استهداف القنصلية الإيرانية "كان اعتداءً مباشراً على سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مشيراً إلى أن المقارّ الدبلوماسية للدول تُعَدّ بمثابة أراضيها. وقال المتحدث ذاته إن العميد محمد رضا زاهدي الذي اغتالته إسرائيل في الهجوم كان في إيران يوماً قبل الاغتيال، حيث توجه إلى لبنان، ومن هناك إلى دمشق للمشاركة في اجتماع لـ"قوى المقاومة" في مبنى القنصلية الإيرانية.

وتابع بأن الاحتلال الإسرائيلي على ما يبدو "كان يمتلك معلومات من مصادر مختلفة من بينها ربما جواسيس في سورية"، منتقداً عدم تصدي روسيا للهجمات الإسرائيلية، وقال إنها "ليست جادة في دعم سورية ودفاعاتها الجوية عديمة الجدوى". وعزا مصدق بور الهجوم الإسرائيلي الجديد إلى "المأزق الذي يواجهه الكيان ضد محور المقاومة من غزة إلى لبنان واليمن"، مؤكداً أنه يسعى لجرّ إيران إلى حرب يتدخل فيها حلف شمال الأطلسي (الناتو).

العقيد رضا زارعي

أعلنت بحرية "الحرس الثوري" مقتل ضابط إيراني في هجوم إسرائيلي في 1 مارس/ آذار الماضي في هجوم على ميناء بانياس غربيّ سورية. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" بمقتل المستشار العسكري العقيد رضا زارعي في هجوم جوي إسرائيلي، مشيرة إلى أن زارعي الذي كان يشغل أيضاً منصب أحد حراس الفيلق الأول لمشاة البحرية، قتل مع عنصرين من "حزب الله" اللبناني.

وذكرت وسائل إعلام موالية للنظام السوري حينها أن غارات إسرائيلية استهدفت مبنىً في منطقة بطرايا بمحيط بانياس في ريف محافظة طرطوس، وذلك للمرة الأولى من 3 سنوات.

الضابط بهروز واحدي

في 26 مارس/ آذار الماضي أيضاً، أعلن "الحرس الثوري" الإيراني في بيان، مقتل أحد عناصر "فيلق القدس" في هجوم إسرائيلي على موقع في دير الزور شرقيّ سورية. وأضاف أن القتيل هو الضابط بهروز واحدي من سكان مدينة كرج في محافظة ألبرز غرب طهران.
وكانت طائرات قد شنت، فجر 26 مارس، غارات على مواقع عسكرية تابعة لمجموعات عسكرية مدعومة من "الحرس الثوري" بمدينة دير الزور وريفها. وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بأن الهجمات أدت إلى مقتل تسعة مقاتلين موالين لإيران على الأقل، بينهم قيادي.

العميد رضي موسوي

25 ديسمبر/ كانون الأول، شكل بداية منعطف في الهجمات الإسرائيلية، حيث أقدمت إسرائيل على اغتيال العميد رضي موسوي مسؤول "إسناد جبهة المقاومة في سورية"، الذي كان من المقربين من قائد "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أميركية في العراق في الثالث من كانون الثاني/ يناير 2020. حينها كان موسوي أرفع قائد عسكري إيراني يتعرض للاغتيال بعد سليماني، وأرفع مسؤول عسكري إيراني تغتاله إسرائيل إلى ذلك الحين. ولعب موسوي دوراً بارزاً في تسليح "حزب الله" اللبناني ومجموعات عسكرية سورية وعراقية حليفة لطهران لسنوات طويلة.

واغتيل موسوي من خلال استهداف بيته في منطقة السيدة زينب بضواحي دمشق، فيما توعد "الحرس الثوري" بأن "الكيان الصهيوني سيدفع ثمن ارتكابه هذه الجريمة".

اغتيال عميدين إيرانيين

في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلن "الحرس الثوري" أيضاً مقتل اثنين من ضباطه برتبة عميد في هجوم إسرائيلي على سورية، مشيراً إلى أن الضابطين هما العميدان محمد علي عطايي شورجه وبناه تقي زادة. ولم يذكر "الحرس الثوري" تاريخ مقتل الضابطين ومكانه، لكنه أكد أنهما قُتلا "خلال أداء مهمة استشارية في جبهة المقاومة الإسلامية في سورية". وقبل يوم من إعلان مقتل العسكريين، كان سلاح الجو التابع للاحتلال الإسرائيلي قد استهدف مواقع عسكرية مرتبطة بـ"الحرس الثوري" في محيط دمشق.

هجمات بين نفي وتأكيد

في 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أفادت تقارير إعلامية بأن 11 قيادياً في "الحرس الثوري" قد قتلوا بضربة استهدفت مطار دمشق مساء الخميس 28 ديسمبر. لكن المتحدث باسم "الحرس الثوري"، العميد رمضان شريف، نفى صحة تلك التقارير ووصفها بأنها "كاذبة ولا أساس لها من الصحة"، وفق وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية.

وفي 29 ديسمبر أيضاً، أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية المحافظة بأن هجوماً إسرائيلياً "استهدف مركزاً استشارياً (عسكرياً) إيرانياً" في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، مشيرة إلى أن الهجوم خلّف عدداً من القتلى والجرحى. وأضافت الوكالة أن الأنباء الأولية تتحدث عن مقتل مدنيين وتدمير ممتلكات لمواطنين سوريين. غير أن السفير الإيراني في سورية، حسين أكبري، نفى حينها تعرّض أي مركز استشاري إيراني لهجوم إسرائيلي في دمشق.

قادة إيرانيين لقوا حتفهم في هجمات أخرى

ولقي عدد كبير من قادة "الحرس الثوري" الإيراني حتفهم في الأراضي السورية خلال سنوات الثورة السورية منذ 2011، حيث زُجّ بهم لتشكيل مليشيات طائفية تقاتل الى جانب قوات النظام، فضلاً عن وجودهم في مفاصل عسكرية متعددة ضمن المنظومة العسكرية والأمنية لنظام بشار الأسد.

وكان العميد حسين همداني أبرز مسؤول عسكري إيراني يلقى حتفه في سورية، حيث قتل في محيط حلب شماليّ سورية في عام 2015، على يد تنظيم "داعش" الإرهابي وفق بيان من الحرس الثوري في حينه. وكان همداني من مؤسسي "الحرس الثوري"، ومن أبرز الضباط والقادة العسكريين الذين شاركوا في الحرب الإيرانية العراقية.

قتل في عام 2013 القيادي البارز في "فيلق القدس" حسام خوش نويس في هجوم شنته فصائل المعارضة السورية في منطقة الزبداني شمال غرب دمشق. وفي ريف حماة قتل في عام 2014 قيادي في "الحرس الثوري" كان يُدعى عبد الله اسكندري على يد فصائل المعارضة السورية في منطقة مورك. ووفق مصادر إعلامية سورية معارضة، لقي العميد جبار دريساوي القيادي في "الحرس الثوري" مصرعه في عام 2014 في منطقة حندرات شماليّ حلب.

وفي عام 2015 لقي العديد من القادة الإيرانيين مصرعهم على يد "الجيش السوري الحر"، منهم محمد علي دادي الذي قتل في القنيطرة جنوبيّ سورية، ونادر حميد الذي قتل في ذات المنطقة، وعباس عبد إلهي الذي قتل في ريف درعا، الى جانب العميد محمد صاحب كرم أردكاني. وقتل في محيط مدينة حلب ما بين عامي 2014 و2016 العديد من القادة الإيرانيين، فضلاً عن مئات العناصر في المليشيات الإيرانية المتعددة التي تسيطر اليوم على جانب كبير من ريف حلب الجنوبي.