آلاف الفلسطينيين يشيعون قائدين ميدانيين في "كتيبة جنين"

آلاف الفلسطينيين يشيعون قائدين ميدانيين في "كتيبة جنين" اغتالهما الاحتلال الإسرائيلي

01 ديسمبر 2022
54 شهيداً من جنين منذ بداية العام الحالي (عصام الريماوي/الأناضول)
+ الخط -

شيع آلاف الفلسطينيين، اليوم الخميس، جثماني الشهيدين القائدين الميدانيين في "كتيبة جنين" التابعة لـ"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، محمد السعدي (26 عاماً) ونعيم الزبيدي (27 عاماً)، اللذين اغتالتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية.

وانطلقت الجنازة من مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في مدينة جنين إلى منزلي الشهيدين داخل المخيم لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهما.

وسار المشيعون بالجثمانين في شوارع مدينة جنين؛ قبل العودة مرة أخرى إلى المخيم لأداء صلاة الجنازة عليهما في مسجد مخيم جنين الكبير، والانطلاق بموكب التشييع إلى مقبرة شهداء المخيم، وسط إضراب تجاري عم المدينة والمخيم.

ولفّ المشيعون الشهيدين برايات حركة "الجهاد الإسلامي"، رافعين إياهما على الأكتاف، ورفعوا أعلام فلسطين ورايات الفصائل الوطنية، مرددين الهتافات الغاضبة الداعية للانتقام، وأخرى تهتف بالفداء للشهداء، وتذكر بشهداء المخيم المقاومين، وخاصة جميل العموري الذي يعتبر مؤسساً لـ"كتيبة جنين".

وشارك في التشييع مقاومون فلسطينيون من المجموعات المسلحة في المخيم، وأطلق بعضهم الرصاص في الهواء تحية لروح الشهيدين.

ونعت "سرايا القدس - كتيبة جنين"، في بيان، الشهيدين، معلنة أنهما قائدين ميدانيين ارتقيا في "عملية اغتيال جبانة"، مؤكدة أنها "ستمضي قدماً في الجهاد ضد الاحتلال"، متوعدة الاحتلال بأنه سيدفع ثمن جرائمه.

وقال ماهر الأخرس، القيادي في حركة "الجهاد"، لـ"العربي الجديد": "إن الاحتلال لن ينجح بكسر جنين ومقاومتها"، مؤكداً أنها "حالة متقدمة دائماً، ولا يمكن لتاريخ جنين أن يكسر، بل ستبقى نداً للاحتلال، وسيخرج المقاتلون دوماً لتدفيع الاحتلال ثمناً لأي اقتحام".

وأكد الأخرس أن "الشهيدين السعدي والزبيدي من أبناء "الجهاد الإسلامي" منذ سنوات، ومن مقاتلي "سرايا القدس"، وأصيبا عدة مرات واعتقلا، لكنهما لم يكسرا وبقيا في الميدان، وهما من قادة الجهاد والمقاومة في جنين".

واعتبر الأخرس أن اغتيالهما "محاولة لضرب المقاومة عبر قتل القادة، لكنها سياسة تفشل عادة"، بحسب الأخرس، حيث "يخرج دائماً بعد الشهداء مقاتلون آخرون يعيدون الأمل للفلسطينيين في التحرير".

وأكد القيادي في "الجهاد" أن "ما فعله الاحتلال امتداد لطبيعته الإجرامية بهدف كسر الشعب الفلسطيني، وهو يؤكد دوماً أنه لا يريد التعايش أو الحلول السلمية، بل يتلاعب بالمجتمع الدولي والفلسطينيين".

بدوره، قال نائب محافظ جنين كمال أبو الرب، في تصريح صحافي لوكالة "جيميديا" المحلية: "إن وتيرة الهجوم الإسرائيلي ازدادت، خلال الأسبوعين الماضيين، على المحافظات الفلسطينية، وخصوصاً جنين ومخيمها"، مشيراً إلى أنه "لا فرق بين الحكومات الإسرائيلية المختلفة يميناً أو يساراً".

ولفت أبو الرب إلى "أن الاحتلال عيّن، أمس الأربعاء، أحد الضباط وقام بترقيته ليكون مسؤولاً عن محافظة جنين والمخيم بشكل خاص، مروجاً أنه يهدف للقضاء على ما تبقى من كتيبة جنين"، لكنه رد بالقول: "ما دام الشعب الفلسطيني حياً، ونحن أصحاب الحق، فلن ينالوا من إرادتنا".

وباستشهاد السعدي والزبيدي، يرتفع عدد الشهداء الذين استشهدوا في محافظة جنين ومخيمها إلى 54 شهيداً منذ بداية العام الحالي، بينما وصل عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام في أنحاء فلسطين حتى اليوم 213 شهيداً، بينهم 157 شهيداً من الضفة الغربية، بما فيها القدس، و52 شهيداً من قطاع غزة، إضافة إلى 4 شهداء من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.

المساهمون