هل سقط الإعلام التونسي؟

18 مارس 2019
+ الخط -
هل نشر القذارة من سمات الإعلام في تونس؟ وهل الهايكا (الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري) تؤدي واجبها على أتم وجه؟ أشك في ذلك، حيث نلاحظ، في الفترة الأخيرة، انحطاطا ما بعده انحطاط. 
عن أي ثقافة وعن أي نخبة نتحدث، عندما يصبح الإعلام عنصر هدم لا عنصر بناء؟ هناك خلل كبير، ربما الخطأ الأوّل الذي ارتكب بعد الثورة أنه لم يتم تطهير الإعلام من الزبانية والزمرة التجمعية القديمة. والخطأ الثاني أنه لم يتم تطهير القضاء الذي يحاسب من يخطئ، لكي يكون نزيها في كل الملفات.
لكن المتابع يلمح جيدا أن الأمر أصبح ممنهجا، وأصبحنا نخاف على هويتنا العربية الإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا السمحة، في وجه هجمة إعلامية شرسة، تحت مظلة حرية التعبير وحرية الإعلام، وبوشايةٍ حزبيةٍ رخيصة، فالكل يحركه الأحزاب، إمّا حاكمة أو غير حاكمة.
صار إعلامنا يعمل بمقولة: "إن لم تستحِ فافعل ما شئت". البحث عن buz، وذلك لإكثار نسب المشاهدة على حساب قيم المجتمع وبنيانه وثقافته، عبر إدخال ثقافة دخيلة علينا، وضارة وليست نافعة.
لسائلٍ أن يسأل ما دور الهايكا؟ وما موقفها من هذا كله؟ أقول إنها تعمل بازدواجية المعايير، تسويق لذوق عام رديء وسيئ، يصدر بضاعة رخيصة من دون رقابة ومن دون محاسبة.
أمر مخجل ومضحك، كأنما التنمية تلخصت في جسد، والتشغيل في رغبات مكبوتة، إنه شيء مخجل للغاية. والسؤال المطروح: من المستفيد من هذا كله؟
الإجابة واضحة جدا، من جهة، إن الحكومة تعمل على إلهاء المواطن، لكي لا يطالب بالتنمية والتشغيل. ومن جهة أخرى، عندما تسقط أقنعة عديدين من أشباه الإعلاميين، فاعلم أنّ الأمر أصبح وباء ومرضا لا بد من علاجه، وإلا هلك المجتمع، وتلوث برمته، واندثرت ثقافة بلد وهويته.
72C9A82E-E6AE-4A2E-8BAC-B8DD352326AD
72C9A82E-E6AE-4A2E-8BAC-B8DD352326AD
أحلام رحومة (تونس)
أحلام رحومة (تونس)