سورية: انقطاع مياه الشرب عن مخيمات يقطنها 15 ألف نازح في إدلب

18 مايو 2022
مياه الشرب مقطوعة عن تجمّع مخيمات الكمّونة السوري منذ منتصف رمضان (العربي الجديد)
+ الخط -

يعتمد معظم سكان مخيمات الشمال السوري الواقعة قرب الحدود التركية على مياه الآبار المحفورة حديثاً، التي تشرف منظمات إنسانية محلية على إيصال مياهها إلى مناهل وخزانات المخيمات، وتتكفّل بثمن المحروقات والتمديدات وعمليات الصيانة، إضافة إلى أجور العاملين، وإجراء الفحوص الدورية المتعلقة بصلاحيتها للشرب.
ومنذ منتصف رمضان الماضي، انقطعت المياه بشكل كامل عن "تجمّع مخيمات الكمّونة" الواقع قرب مدينة سرمدا، شمالي إدلب، والمؤلف من 11 مخيماً يقطنها أكثر من 4 آلاف عائلة تضم نحو 15 ألف نسمة، وذلك بعد انسحاب المنظمة الإنسانية التي كانت تخدمه، ومنذ ذلك الحين، يشتري السكان الحد الأدنى من حاجتهم من المياه من الصهاريج الجوالة.
يقول مدير "مخيم الوفاء" الواقع ضمن تجمّع المخيّمات، طارق محمد عبد، لـ"العربي الجديد": "في شهر رمضان، انسحبت منظمة (منبر الشام) التي كانت تتكفّل بإيصال المياه إلى سكان تجمع المخيمات، ومنذ ذلك الوقت يشتري الأهالي المياه من الصهاريج الجوالة، وهذا أرهق عائلات كثيرة، لأن النسبة الأكبر منهم أرامل وفقراء لا يستطيعون استئجار منازل في القرى والمدن القريبة".
وأوضح محمد عبد أن "المياه لا تصل إلى المخيمات، وهناك تخوّف من تفشي الأمراض، وانتشار الجراثيم والحشرات. برميل الماء الواحد الذي تستهلكه العائلة يومياً يكلّفها نحو أربع ليرات تركية، وهذا يشكّل عبئاً كبيراً على أغلب العائلات، حتى تلك التي يعمل أحد أفرادها، إذ لا تزيد أجرة العامل على 40 ليرة".

بدوره، يقول النازح أحمد عرابي، المقيم في تجمّع المخيمات، لـ"العربي الجديد"، إن "بئر المياه المعدّ مسبقاً لتزويد المخيمات بالمياه مجهّز بمضخة، والتمديدات تصل إلى عشرات المناهل والخزانات، لكن تنقصه جهة تتكفل بثمن المحروقات، وأجور العاملين والصيانة، إضافة إلى تكلفة تعقيم المجاري والمناهل والخزانات. العديد من المناهل تعرّضت للتخريب بسبب غياب المياه لأكثر من شهر، وإذا ما طالت المدة، فقد يطاول الضرر التمديدات والخزانات، وهذا سيخلف تكاليف إضافية".

مياه الشرب مقطوعة عن تجمّع مخيمات الكمّونة السوري منذ منصف رمضان (العربي الجديد)
استمرار انقطاع مياه الشرب يهدد بتضرر المناهل والخزانات (العربي الجديد)

ويقدّر فريق "منسقو استجابة سورية" عدد مخيّمات النازحين في شمال غرب سورية، بـ1489 مخيّماً، يسكنها نحو مليون ونصف مليون نازح، من بينها 452 مخيماً عشوائياً تفتقر إلى أدنى مقوّمات الحياة، ودائماً ما تكون عرضة للتأثر بالظروف المناخية.

وأثّر طول سنوات الحرب، وتكرار القصف، في كثير من الآبار الجوفية، وشبكات استجرار المياه، وكشف تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، أن سورية تعاني نقصاً في مياه الشرب بنسبة تصل إلى 40 في المائة، وأن النزاع المستمر سبّب إعاقة إمكانية الحصول على الخدمات الأساسية إلى حد بعيد، بما في ذلك الوصول إلى المياه الصالحة للشرب.

المساهمون