وفاة "أسطورة الغناء الإيراني" محمد رضا شجريان

08 أكتوبر 2020
تجمع الإيرانيون أمس عند إعلان خبر وفاة الموسيقي الفذ (Getty)
+ الخط -

غيّب الموت كبير المغنين الإيرانيين، محمد رضا شجريان، عن عمر ناهز الثمانين عاماً، بعد صراع طويل مع المرض دام خمس سنوات، لتخيم أجواء من الحزن العميق على الشارع الإيراني بمجرد سماع نبأء وفاته، كما عكسته مواقع التواصل الاجتماعي. 

وأكد نجل شجريان المغني الشاب، همايون شجريان، نبأ وفاة والده في مستشفى "جم" في العاصمة الإيرانية طهران، عبر "إنستغرام"، قائلاً إنّ "روحه صعدت إلى لقاء خالقه المعشوق".  

وولد شجريان يوم 23 سبتمبر/ أيلول عام 1940 في مدينة مشهد شرقي إيران، وكان ينتمي إلى أسرة موسيقية. كان شجريان ملحناً ومغنياً تقليدياً وموسيقاراً اشتهر بأنه أهم أستاذ إيراني للغناء التقليدي، إذ كان يستخدم في أغانيه أشعار الشعراء والعرفاء الإيرانيين القدماء، فضلاً عن أنه كان قد أبدع أدوات موسيقية عدة. 

ومن بين الفنانين الإيرانيين كان شجريان أكثرهم شعبية لدى الشعب الإيراني.

وقد اكتشف والده الذي كان قارئ قرآن صوته العذب منذ طفولته وعمل على صقله، ثم دخل المعهد العالي للمعلمين وانضم إلى سلك التدريس وعمل في التدريس في المدارس، قبل أن يتعرف على أستاذ موسيقار ويتغير مسار حياته.  

وبعد الاحتجاجات التي اندلعت في إيران عام 2009 على خلفية الاعتراض على نتائج الانتخابات الرئاسية، أعلن شجريان دعمه لـ"الحركة الخضراء" التي خرجت من رحم هذه الاحتجاجات، مندداً بتصريحات الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، ضد المحتجين.

وبعد موقفه هذا وانتقاداته لاحقاً، توقف التلفزيون الإيراني عن بث تصنيفه في تلاوة أدعيته القرآنية عند الإفطار في رمضان، حيث اعتاد الإيرانيون لعقود على الإفطار في هذا الشهر بعد سماع هذه الأدعية. 

وترك شجريان خلفه إرثاً حافلاً للغاية في الموسيقى والغناء، مقدماً تصنيفات غناء ستبقى خالدة في تاريخ الموسيقى الفارسية، حيث تجاوز صيته الحدود الإيرانية إلى أوساط الناطقين باللغة الفارسية في العالم وخصوصاً في أفغانستان وشبه القارة الهندية وباكستان وطاجيكستان. 

موسيقى
التحديثات الحية

وأحيا شجريان خلال مسيرته الفنية حفلات غناء في عدة دول في العالم وحصل على جوائز داخلية ودولية.

ونال في سنة 1997 جائزة "بيكاسو" و"يونسكو"، كما حصل على جائزة "موزارت" سنة 2006، فضلاً عن نيله وسام "جوقة الشرف" من فرنسا. 

وتتلمذ على يده مغنون إيرانيون معروفون، مثل حسام الدين سراج وإيرج بسطامي وهمايون شجريان.  

وبعد الإعلان عن نبأ وفاته، عبّر الإيرانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن حزنهم البالغ لفقدانه، معتبرين أنهم فقدوا "أعظم مطرب إيراني"، و"أسطورة الموسيقى الإيرانية". كما تجمهر كثيرون أمام مستشفى "جم" في طهران، حيث يوجد جثمانه، تعبيراً عن حزنهم، مرددين كلمات من أغانيه الشهيرة.  

كما توالت رسائل التعزية من المشاهير والمسؤولين الإيرانيين لوفاته، حيث عزى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بوفاته في تغريدة عبر "تويتر" قائلاً إنّ "الأستاذ محمد رضا شجريان كان وجهاً فنياً بارزاً وخلق أروع وأخلد الأصوات الإيرانية وقارئ دعاء برمضان وترك خلفه إرثاً عظيماً". 

كما أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، عن حزنه العميق لوفاة "أسطورة الغناء والفن والموسيقى الإيرانية الكبيرة"، معزياً أسرته والشعب الإيراني والأوساط الفنية الإيرانية.  

المساهمون