"فرصة نتنياهو" لضرب "حماس" في الضفة والمصالحة

"فرصة نتنياهو" لضرب "حماس" في الضفة والمصالحة

16 يونيو 2014
مداهمات قوات الاحتلال في الخليل (حازم بدر/فرانس برس/getty)
+ الخط -

لم يتردد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومنذ اللحظات الأولى لاختفاء المستوطنين   ليل الخميس الماضي، في توجيه أصابع الاتهام إلى السلطة الفلسطينية وتحميل رئيسها، محمود عباس، المسؤولية عن سلامة هؤلاء، قبل أن يتوسع في استثمار الحادثة لتصعيد الهجوم على المصالحة الفلسطينية وحكومة التوافق التي أنتجتها.

واعتبر المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، أن لإسرائيل، إضافة إلى مهمة استعادة المستوطنين المفقودين، أهدافاً سرية أخرى غير معلنة، وخصوصاً مع تضاؤل فرص الوصول إلى المفقودين على قيد الحياة مع مرور الوقت.

ورأى فيشمان، أن المؤشرات كافة المتعلقة بالخلية التي نفذت ما يعتبره عملية اختطاف، تشير إلى أنّه تم التخطيط لها بدقة مع أخذ الاحتياطات الضرورية كافة بعين الاعتبار، واختيار موقع تنفيذ العملية وساعة التنفيذ.

ورغم أن إسرائيل تتحدث باستمرار عن تقدّم في عمليات التحقيق والبحث عن المستوطنين، غير أن فيشمان، يرى أن تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بشأن تورط الجناح العسكري لحركة "حماس" (كتائب عز الدين القسام)، في منطقة الخليل في العملية، تشير بوضوح إلى معركتين متوازيتين تقودهما إسرائيل بالإضافة إلى البحث عن مستوطنيها، تتمثلان في ضرب حركة "حماس"، خصوصاً بنيتها في الضفة الغربية، عبر تنفيذ حملات اعتقال واسعة طالت كوادر الحركة وقادتها. إضافة إلى ضرب المصالحة الفلسطينية وحكومة التوافق والتفرقة بين حركتي "حماس" و"فتح".

وحسب فيشمان، فإنّه منذ تشكيل حكومة الكفاءات الفلسطينية، رصدت إسرائيل محاولات من "حماس" لإعادة تعزيز قواعدها الاجتماعية في الضفة الغربية، والتي تشكّل سنداً مهماً للحركة وقوتها الجماهيرية، ولذلك وجدت في حادثة اختفاء المستوطنين فرصة لضرب البنية التحتية لحركة "حماس" في منطقة الخليل تحديداً؛ فلو شنت إسرائيل حملات اعتقال واسعة في صفوف الحركة، قبل أسبوع، ولو فرضت طوقاً أمنياً على الخليل، لكانت السلطة والأمم المتحدة أقامتا الدنيا ولم تقعداها، حسب فيشمان، أما اليوم، فإن السلطة الفلسطينية لا تحرك ساكناً إزاء العمليات الإسرائيلية، وعليه فإن الصمت الرسمي لأبو مازن، يشكل فرصة لإسرائيل لضرب البنية التحتية لحركة "حماس".

في المقابل، فإن أبو مازن، حسب المحلل العسكري الإسرائيلي، يواجه وضعاً محرجاً للغاية، وبسبب حيازة مسألة الأسرى على الإجماع الفلسطيني، الأمر الذي يلزم عباس، وإن للوهلة الأولى، أن يبدي تأييداً لعملية "حماس"، لكن الحادثة سحبت البساط من تحت قدميه، وهو ما دفع باللواء عدنان الضميري، وفقاً لـ"يديعوت أحرونوت"، إلى القول: إن حركة "حماس" "غرست سكيناً في ظهر السلطة".

وتوفر هذه المقولة، حسب فيشمان، فرصة جيدة لإسرائيل لخوض معركة إضافية ذات دلالات سياسية، قوامها الإيقاع بين حركة "حماس" و"فتح"، وضرب حكومة الوحدة الفلسطينية التي حظيت في الفترة الأخيرة باعتراف دولي مهم واسع النطاق.

ووفقاً لفيشمان، فإن الطريق المثلى لذلك هي استدراج "حماس" للرد بشكل عنيف على عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وخصوصاً إذا استخدمت سلطات الاحتلال القوة المسلحة ضد عناصر "حماس" في الخليل، أو هاجمت قطاع غزة؛ ففي هذه الحالة، لن تقف "حماس" مكتوفة اليدين.

عندها لن تستطيع حركة "حماس" ضبط نفسها وستضطر الى الرد، وعندها سينسى العالم أن الحكومة الفلسطينية الجديدة كانت حكومة غير عنيفة، كما يقول فيشمان، مضيفاً أن إسرائيل تقف اليوم أمام فرصة ذهبية عليها استغلالها، الأولى هدم الصورة الإيجابية للحكومة الفلسطينية الجديدة والثانية معالجة ترسانة "حماس" الصاروخية.