ورفض التدخل الأجنبي محل إجماع وطني في الجزائر، بما فيه الحراك الشعبي الذي عبرت مسيراته، أمس الجمعة، عن استنكاره أيضاً، لكن اللافت أن قنوات التلفزيون العمومي (الرسمي)، التي خصصت وقتاً طويلا لمسيرات السبت الداعمة لخيارات السلطة، تقاطع منذ أشهر تظاهرات الحراك الشعبي، رغم زخمها الأكبر، بفعل الضغوطات وتدخل السلطة في التسيير المهني للإعلام الرسمي.
وعلق الإعلامي مروان لوناس على هذه المفارقة، معتبراً أنها من أشكال الظلم والتفرقة والتمييز بين الجزائريين: "مسيرة يشارك فيها المئات من الجزائريين، الله أعلم كيف جيء بهم، تحظى بتغطية إعلامية حية ومباشرة وتسهيلات كبيرة لسبب واحد فقط هو دعمها خيار السلطة، بينما يحرم مئات الآلاف من الجزائريين، الذين يخرجون كل جمعة وثلاثاء وكل يوم، في كل الولايات والمدن بمحض إرادتهم وفي توقيت واحد، من الحق في الإعلام والتغطية الإعلامية، بل وبتجاهل مقصود، ويتعرضون لكل أنواع التضييق الأمني والإجرائي، والسبب أنهم يتمسكون بخيار التغيير الشامل والحقيقي ويرفضون خيار الانتخابات المفروضة من طرف واحد".
وبعد فترة قصيرة تلت تمدد الحراك الشعبي واستقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في شهر إبريل/نيسان الماضي، تحرر التلفزيون الرسمي والقنوات المستقلة من ضغوط وإكراهات السلطة، وتفاعل مع الحراك الشعبي. لكن السلطة والجيش نجحا في السيطرة مجدداً على التلفزيون ومجمل القنوات، وفرضا إغلاقا كاملاً على المشهد الإعلامي، طاول المراسلين العاملين لصالح القنوات العربية والأجنبية، ومنعا تغطية تظاهرات الحراك الشعبي.