العفو الدولية: الأمن الفلسطيني استخدم العنف المفرط

العفو الدولية: الأمن الفلسطيني استخدم العنف المفرط

16 مارس 2017
لم تشهد المنظمة عنفاً من قبل المحتجّين (فيسبوك)
+ الخط -





أعلنت منظمة العفو الدولية أن الأدلة التي جمعتها من مسرح أحداث يوم الأحد الماضي، خلال المسيرة السلمية التي نظمت أمام مجمع المحاكم في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، تظهر أن قوات الأمن الفلسطينية استخدمت العنف المفرط لقمع الاحتجاج السلمي.


وأوضحت المنظمة عبر تقرير أعدته أنه "بعد مرور عشر دقائق على بدء الاحتجاج ضد محاكمة ستة فلسطينيين، من بينهم الناشط باسل الأعرج الذي استشهد على أيدي قوات الاحتلال، أمام مجمع المحاكم، رصد باحثو منظمة العفو الدولية وصول أفراد من قوات الأمن الفلسطينية المدججين بالسلاح وهم يحملون الهراوات والدروع، وكيف بدأوا على الفور بمهاجمة المحتجين وضربهم بعنف بالهراوات الخشبية، واستخدموا رذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع لتفريقهم".


وقد جُرح في عملية فض الاحتجاج ما لا يقل عن 21 شخصاً (13 رجلاً و8 نساء)، بينهم أربعة صحافيين كانوا في المكان لتغطية الحدث، وأُدخل المستشفى 17 شخصاً.


وقالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ماجدالينا مغربي "ليس ثمة
من مبرّر لشن هجوم عنيف على احتجاج سلمي. فقد أظهرت الأدلة المتوفرة التي تضمَّنها فيلم فيديو حصلت عليه منظمة العفو الدولية أن قوات الأمن الفلسطينية لجأت إلى وسائل وحشية ومثيرة للقلق لقمع الاحتجاج، الأمر الذي يُعتبر انتهاكاً صارخاً لالتزامات السلطة الفلسطينية المتعلقة باحترام وحماية الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي".

وفي أعقاب تفجُّر الغضب الشعبي، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمدالله، يوم الأربعاء، عن تشكيل لجنة تحقيق في ممارسات الشرطة أمام مجمع المحاكم.

وأضافت مغربي "يتعين على السلطات الفلسطينية ضمان أن يكون التحقيق الذي أُعلن عنه مستقلاً ومحايداً ووافياً، وإخضاع كل من تتبين مسؤوليته عن تلك الانتهاكات للمساءلة على أفعاله".

ولم يلحظ طاقم منظمة العفو الدولية الموجود في مسرح الحدث قيام المحتجين بأية أعمال عنف، قبل هجوم الشرطة عليهم بالهراوات والغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل. وقد أُصيب الجرحى بكدمات نتيجةً لتعرضهم للضرب المبرح بالهراوات الخشبية، أو لقنابل الغاز المسيل للدموع، حيث تعرض أربعة صحافيين للضرب، بينما لم ترد أنباء عن وقوع إصابات في صفوف قوات الأمن.




وقال خضر عدنان، وهو أحد المحتجين المصابين الذين أُدخلوا المستشفى، لمنظمة العفو الدولية "كنت أقف بشكل سلمي عندما هاجمني عشرة جنود يحملون الهراوات، وانهالوا عليَّ بالضرب فسقطتُ أرضاً. عندئذ داس أحدهم على رأسي، بينما استمر الآخرون بضربي ومزقوا ملابسي. ونتيجة لذلك أُصبت في ظهري وكتفيَّ ورجلي".

واقتيد خضر مع ستة أشخاص آخرين إلى قسم التحقيقات الجنائية، حيث قال إنه تعرَّض للشتم قبل أن يتم إطلاق سراح خمسة منهم، وظل اثنان منهم رهن الاحتجاز.

وقال فريد الأطرش، وهو محام ومدافع عن حقوق الإنسان ومدير مكتب "الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان" في جنوب الضفة الغربية، إنه تعرّض للضرب بالهراوات الخشبية وهو ملقى على الأرض.


كذلك قال لمنظمة العفو الدولية إنه شاهد أفراد الشرطة وهم يضربون والد باسل الأعرج الذي استشهد برصاص الاحتلال الأسبوع الماضي، وأضاف "لقد حاولتُ أن أحميه، ولكن أفراد الشرطة هاجموني وأوقعوني أرضاً وضربوني على رجليّ".

وفي مقابلة مع وسائل الإعلام يوم الإثنين، اتهم المتحدث الرسمي بلسان السلطة الفلسطينية عدنان ضميري، المتهمين بأنهم "مرتزقة" و"عملاء لجهات أجنبية"، وقال إنهم كانوا يهدفون إلى "إشاعة الفوضى" على حد قوله".

وعقّبت ماجدالينا مغربي بالقول "نظراً لسجل السلطات الفلسطينية السيئ في مجال تقديم أفراد قوات الأمن للمحاكمة عقب عمليات القمع العنيفة للمحتجين، أصبح من المهم أكثر فأكثر أن ترسل السلطات رسالة واضحة تفيد بأنه لن يُسمح باستخدام القوة المفرطة وبأن الانتهاكات لن تمر بدون عقاب".

المساهمون