اليمن.. الكوليرا تلتحق بمليشيات الموت

21 يوليو 2017
(في مدينة عدن الجنوبية، تصوير: صالح العبيدي/ فرانس برس)
+ الخط -

يصيب مرض الكوليرا مئات الأشخاص يوميًا في اليمن، وعلى الرغم من القدرة على علاج المرض، إلا أن مئات المصابين يفقدون حياتهم بسببه -وبشكل خاص- الأطفال.

قضى قرابة 1500 شخص نحبهم بسبب إصابتهم بمرض الكوليرا في اليمن في الأسابيع المنصرمة الأخيرة، وذلك بحسب منظمة الصحّة العالمية(WHO)، ودعت ممثلة منظمة الصحة العالمية في اليمن (نيفيو تساغارياNevio Zagaria ) إلى تقديم المزيد من الدعم للمساعدة في القضاء على هذا الوباء.

تسبّب الكوليرا إسهالًا حادًا وقيئًا، وتشكّل خطرًا يهدّد الحياة بالنسبة للأطفال والمرضى وكبار السن، فحتى منتصف شهر يونيو/ حزيران الماضي، أحصت منظمة اليونيسف قرابة 193 ألفًا يعانون في اليمن من هذا المرض، وذلك منذ تسجيل منظمة الصحّة العالمية أوّل حالة للإصابة بالكوليرا في اليمن في شهر أكتوبر/ تشرين الأوّل من العام الماضي، ولم تعلن حالة الطوارئ في العاصمة صنعاء حتى مايو/ أيّار من العام الجاري.


14,5 مليون شخص بدون مياه نظيفة
رغم أن الكوليرا مرض قابل للعلاج والشفاء، إلا أن الحالة الصحيّة في اليمن لا تساعد على ذلك، بل على العكس تمامًا؛ فالحرب الأهلية التي تدور رحاها في البلاد تزيد النظام الصحّي تدهورًا، حيث أُغلقت أكثر من نصف المراكز العلاجية والمستشفيات في البلاد، وبالإضافة إلى تردّي الظروف الصحية، لا يحصل أكثر من 14,5 مليون نسمة على مياه نظيفة أو على صرف صحيّ لائق، ما يفاقم مرض الكوليرا ويساهم في انتشاره.

يدور الصراع بين الحوثيين و قوّات الحكومة التي يقودها الرئيس عبد ربه منصور هادي منذ عام 2015، ويسيطر الحوثيون اليوم على مفاصل العاصمة اليمنية صنعاء، ويشن التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية هجماتٍ جوية على مواقع المعارضين التي تشتبه بها السعودية منذ شهر آذار/ مارس من عام 2015، وسقط ضحية هذا النزاع المسلّح قرابة ثمانية آلاف قتيل و45 ألف جريح، بينما استغلت الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية الفوضى العارمة لتوسيع سلطتهم في البلاد، وتصنف منظمة الصحّة العالمية الأزمة اليمنية على أنها من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم.


السودان في عين الإعصار
ينتشر وباء الكوليرا في السودان أيضًا، فقد تم توثيق ما يقارب 22 ألف حالة من الإسهال الحاد والقيء منذ شهر مايو/ أيّار الماضي، وسجّلت حوالي 700 حالة وفاة، وبينما تسود في أوساط الأطباء في السودان قناعة بأن الأعراض هذه إنما هي ناتجة عن الكوليرا، ترفض الحكومة الكشف عن نتائج الاختبارات.

يُطالب الأطباء والناشطون في مجال الإغاثة بإعلان حالة الطوارئ في السودان، وتأجيل بدء العام الدراسي لمنع تفشي العدوى وحدوث إصابات جديدة.