أونروا: تأخير الهدنة الإنسانية في غزة يهدّد بتفشّي شلل الأطفال

23 اغسطس 2024
أطفال في مركز إيواء بمخيّم النصيرات، وسط قطاع غزة، 22 أغسطس 2024 (حسن جدي/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تأكيد الإصابة الأولى بشلل الأطفال في غزة منذ 25 عامًا**: أكدت منظمة الصحة العالمية إصابة طفل رضيع بشلل الأطفال في غزة، وهي الحالة الأولى منذ أكثر من 25 عامًا. الطفل لم يتلقَّ أي جرعة لقاح.

- **تحديات توزيع اللقاحات في ظل النزاع**: خصصت منظمة الصحة العالمية 1.2 مليون جرعة لقاح لقطاع غزة، لكن التوزيع يواجه تحديات بسبب النزاع. فرق أونروا الطبية ستوفر اللقاحات في العيادات ومن خلال الفرق الصحية المتنقلة.

- **جهود دولية لمكافحة انتشار شلل الأطفال**: سيتم تنفيذ جولتين من التحصين ضد شلل الأطفال بالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة اليونيسف. شددت 20 منظمة إغاثة دولية على ضرورة إدخال اللقاحات إلى غزة في أقرب وقت.

بعد تأكيد منظمة الصحة العالمية الإصابة الأولى بفيروس شلل الأطفال التي كانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد رصدتها قبل أسبوع، حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني من أنّ تأخير تحقيق هدنة إنسانية في القطاع الذي يتعرّض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ أكثر من عشرة أشهر من شأنه أن "يزيد خطر انتشار شلل الأطفال".

ووصف لازاريني، في تدوينة نشرها على موقع إكس اليوم الجمعة، تأكيد منظمة الصحة العالمية الإصابة المرصودة التي أدّت إلى شلل في إحدى ساقَي طفل رضيع يبلغ من العمر 10 أشهر بأنّه "أمر محزن جداً"، مشيراً إلى أنّ هذه الإصابة هي حالة شلل الأطفال "الأولى (في قطاع غزة) منذ أكثر من 25 عاماً".

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت، في السابع من أغسطس الجاري، أنّها خصّصت 1.2 مليون جرعة لقاح مضاد لشلل الأطفال لقطاع غزة، لكنّها أقرّت بأنّها تواجه تحديات هائلة لضمان توزيعها، خصوصاً في ظلّ عدم التوصّل إلى وقف لإطلاق النار. وعملية التحصين هي الحلّ الوحيد للحؤول دون تفشّي المرض الذي كان قد اجتُثّ في قطاع غزة وبقيّة الأراضي الفلسطينية قبل نحو 25 عاماً. 

ويوم الجمعة الماضي في 16 أغسطس/ آب الجاري، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية رصد الإصابة الأولى المؤكّدة بشلل الأطفال في قطاع غزة. وذكرت أنّ الحالة سُجّلت في مدينة دير البلح وسط القطاع لدى "طفل يبلغ من العمر عشرة أشهر لم يتلقَّ أيّ جرعة لقاح ضدّ شلل الأطفال".

وشدّد المفوض العام لوكالة أونروا على أنّ إدخال جرعات اللقاح المطلوبة إلى قطاع غزة بالإضافة إلى حماية نظام حفظ اللقاحات بالتبريد ليسا كافيَين. وشرح: "حتى تكون اللقاحات فعّالة، لا بدّ من أنّ تصل إلى فم كلّ طفل دون العاشرة من عمره". وبيّن لازاريني أنّ "الفرق الطبية التابعة لوكالة أونروا سوف توفّر اللقاحات في عياداتنا وكذلك من خلال فرقنا الصحية المتنقّلة".

ولفت لازارينيي، في سياق متصل، إلى أنّ "80% من الأطفال في كلّ أنحاء قطاع غزة تلقّوا لقاحات ضدّ أمراض الطفولة المختلفة، منذ بداية الحرب بفضل هذه الجهود"، مؤكداً "سوف نستمرّ" بالجهود المشار إليها. وختم المسؤول الأممي تدوينته بطريقته المعهودة، مطالباً بـ"وقف فوري لإطلاق النار".

"الصحة العالمية": شعور بالغ بالقلق إزاء شلل الأطفال

بدوره، نشر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس تدوينة على موقع إكس، اليوم الجمعة، عبّر فيها عن "شعور بالغ بالقلق" إزاء تأكيد إصابة الطفل غير المحصّن البالغ من العمر 10 أشهر بشلل الأطفال في دير البلح. يُذكر أنّ عيّنات مياه الصرف الصحي التي اكتُشف فيها فيروس شلل الأطفال في يونيو/ حزيران الماضي، كانت قد أُخذت من دير البلح (وسط) وخانيونس (جنوب).

وأوضح غيبريسوس أنّ منظمة الصحة العالمية عملت مع شركائها، بصورة عاجلة، لجمع عيّنات من براز الطفل وإرسالها للتحليل في مختبر معتمد من قبل المنظمة في المنطقة. أضاف أنّ التسلسل الجيني أكّد أنّ الفيروس مرتبط بمتحوّر شلل الأطفال من النمط 2 المكتشف في العيّنات البيئية التي جُمعت من مياه الصرف الصحي في جنوب قطاع غزة ووسطها والمشار إليها سابقاً.

وأفاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بأنّ الطفل المصاب "في حالة مستقرة في الوقت الراهن"، علماً أنّه "أُصيب بشلل في أسفل ساقه اليسرى". وتابع غيبريسوس تدوينته: "نظراً إلى ارتفاع خطر انتشار فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة والمنطقة، تعمل وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) لتنفيذ جولتَين من التحصين ضدّ شلل الأطفال في الأسابيع المقبلة، من أجل وقف انتقال العدوى".

وكانت 20 منظمة إغاثة دولية قد شدّدت، إلى جانب عاملين في مجال الصحة، على ضرورة إدخال لقاحات شلل الأطفال إلى قطاع غزة "في أقرب وقت ممكن". وذكرت المنظمات أنّ "لقاحات شلل الأطفال متوفّرة في المنطقة وجاهزة للتوزيع في أغسطس الجاري وسبتمبر/ أيلول المقبل، لكنّ ذلك يتطلّب وصول كامل الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر كلّ البوابات الحدودية".

وتشدّد الأمم المتحدة، في هذا الإطار، على أنّه "طالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى شلل الأطفال فإنّ الصغار في كلّ البلدان معرّضون لخطر الإصابة بالمرض". وتوضح منظمة الصحة العالمية أنّ هذا المرض يصيب الأطفال دون الخامسة من العمر، بالدرجة الأولى، فيما تؤدّي حالة عدوى واحدة من أصل 200 حالة إلى شلل عضال، في حين يلاقي ما بين 5% و10% من المصابين حتفهم بسبب توقّف عضلات جهازهم التنفسي عن أداء وظائفها.

(العربي الجديد، الأناضول)