كيف نعلّم لغة السينما للشباب؟

07 مايو 2018
صالة سينما أوروبية (ستيف بونيني)
+ الخط -
في عالم يتطور بشكل مستمر، تطورت علاقتنا بالصورة كثيراً. فمشاهدة فيلم لم يكن أبداً بهذه السهولة. خاصة بسبب وجود وسائط متعددة. لكن كيف يمكن فهم الصورة وتحليلها خاصة بالنسبة لصغار السن؟ "ورشة عمل" أوروبية نظمت خلال نهاية هذا الأسبوع أصرت على أهمية تدريس اللغة السينمائية للشباب.


السينما في المدرسة

تخصيص دروس في السينما في المناهج الدراسية للشباب في دول الاتحاد الأوروبي حلم يراود بعضهم من زمن بعيد، مثل اندريه ماري بونسلي، مدير المركز السينمائي البلجيكي، رغم أن الملف ما زال يراوح مكانه منذ مدة. فالسينما التي تجاوز عمرها قرناً وربع قرن ما زالت المؤسسات الرسمية تعتبرها فنا عاديًا لا يستحق الظهور في مقرر دراسي.

وهو ما يدفع بونسلي إلى ترديد لازمة تكررت كثيرا خلال الورشة الأوروبية التي ضمت العديد من المختصين في مجال السينما والتعليم، "في عالم يهتم فيه الشباب، أكثر من أي وقت مضى، بالصورة سواء عبر الأجهزة اللوحية أو الهواتف الذكية بالإضافة إلى التلفزيون، من غير المعقول أننا لا نقترح أدوات لدراسة لغة الصورة بشكل رسمي". وذلك لأنه "لا يمكننا فهم عالم اليوم، الذي يمر عبر الصور، إذا لم نبدأ من الأساسي، والأساسي هو السينما".

وبالنسبة إلى بونسلي، فما زالت الدول الأوروبية تعتمد مفهوم التعليم ونهجه الخاص بتلقين الفنون الموروث عن القرن التاسع عشر. ويفسر لـ "العربي الجديد"، "بالطبع هناك دروس في الموسيقى أو الرسم، الفنون التي يقال عنها أساسية. وأنا لست ضد هذا الأمر. لكن كيف يمكن تفسير غياب السينما من مقررات التكوين العامة".

فالسينما يجب أن تساعد في عملية التعليم، بحسب بونسلي. "للحديث عن الهولوكوست، لا يجب عرض فيلم قائمة شندلر. بل يجب عرض فيلم أولمبيا، للين ريفنستال، وفك رموزه. يجب أن نتعلم كيف يتم تصوير ديكتاتور ما، وهذا الفيلم هو مثال على ذلك. فالاستراتيجيات المستعملة من قبل هتلر هي نفسها التي تصلح لترامب وموسوليني. لذا علينا فك رموز هذه اللغات. بهذا المعنى فبالنسبة لي تعليم الصورة والسينما ضروري جدا لمجتمعنا".



ورشة عمل
وقد استقبل المركز السينمائي البلجيكي، في نهاية الأسبوع، ورشة عمل مخصصة لهذا الموضوع، تحت عنوان "معرفة وتعليم السينما" استضاف مجموعة من الخبراء الدوليين في مجال التعليم الإعلامي. وتم تنظيم الورشة كجزء من المشروع الأوروبي لمحو الأمية السينمائية.

ويسعى منسق الورشة، بونوا مالونا، الذي يشتغل في جمعية لنشر الثقافة السينمائية، بأن يسلط الضوء على المعلمين والأساتذة، الذين يعدون "صلة الوصل، في المجال التعليمي، بين السينما والجمهور الشاب"، كما يقول لـ "العربي الجديد".

وأشار إلى أنه "إذا كانت هناك مجموعة من المبادرات في بعض المدارس، على المستوى الابتدائي وكذلك في بعض الصفوف الثانوية التي أدت إلى تنظيم ورشات عمل سينمائية، فذلك هو ثمرة النوايا الحسنة لبعض المعلمين والأساتذة. وغالباً ما يتعلق الأمر بمعلمي اللغة الفرنسية، الذين لديهم ثقافة سينمائية جيدة". مسترسلا "لا يوجد شيء منظم، وبالتالي، فإن التعريف بالسينما أمر من الصعب تنفيذه". مع التأكيد على أن هذا ليس هو الحال في كل مكان.


التطبيق العملي
ويشيد بونوا مالونا بفضائل ورش التعليم والإنتاج للطلاب. "إخراج فيلم في الفصل الدراسي هو مشروع جماعي. يفرض على الطلبة والتلاميذ تعلم العمل معا". 

وفسر بأن التطبيق العملي لورشة عمل، تم تحديده بشكل عام من خلال إخراج فيلم قصير يتطلب عمل حوالي 50 ساعة، بمعدل ساعتين إلى أربع ساعات في الأسبوع. ويعمل الأستاذ مع مخرج يسهر على تعريف الطلاب بخفايا صناعة فيلم، من خلال تعريفهم بمعدات التصوير والتسجيل الصوتي والتأطير والكتابة والتمثيل والإخراج. وهو ما يسمح للطلبة بالتعلم بشكل مفتوح وبدون قيود الدراسة العادية مع مفاجأة في النهاية هي إنتاج فيلم جماعي يمكن عرضه.

دلالات
المساهمون