تركيا تصدر منتجاتها الى سورية وتستورد رأسمالها

25 فبراير 2015
السوريون يستفيدون من معرفتهم الجيدة بالسوق التركية (صور/JTB)
+ الخط -
بينت الإحصاءات الرسمية في تركيا أن الصادرات التركية الى سورية في العام الماضي قد عادت الى مستوى ما قبل اندلاع الثورة. ‏وبحسب مكتب الإحصاء التركي، ارتفعت الصادرات التركية الى سورية من 1.02 مليار دولار عام 2013 إلى مستوى 1.80 مليار دولار عام ‏‏2014. وهذا الأداء هو الأفضل بالنسبة للصادرات التركية إلى سورية منذ انطلاق الثورة السورية، حيث وصلت هذه الصادرات إلى ‏مستوى عام 2010 (1.84 ملياردولار)، الذي كان، في حد ذاته، عاماً قياسيّاً، انطلاقا من مستوى متدنٍ تحقق عام 2012 بمبلغ 497 مليون دولار. ‏ 
كان يفترض أن يؤدي تراجع قيمة الليرة السورية الى انخفاض المستوردات السورية من تركيا لأن هبوط قيمة العملة المحلية يؤدي ‏الى ارتفاع أسعار المستوردات، ولكن على ما يبدو كان لحاجة السوق السورية من البضائع التركية تأثير أقوى بكثير من عامل ‏انخفاض العملة.‏
وفي واقع الأمر فإن غالبية البضائع المصدرة من تركيا الى السوق السورية، هي عبارة عن منتجات تعود لرجال أعمال سوريين سبق ‏أن غادروا إلى تركيا. وفي تصريح لوكالة أنباء الأناضول، قال رئيس غرفة تجارة وصناعة مدينة مرسين ‏التركية الواقعة على مقربة من الحدود السورية، شرف الدين آسوت، أن الصادرات من المدينة الى سورية ارتفعت، خلال العام الماضي، بنسبة 331% ‏بفضل المستثمرين السوريين في المدينة والذين "يعرفون السوق السورية بشكل أفضل". ‏
في الوقت نفسه، وعلى الرغم من بقائها متواضعة، فقد ارتفعت قيمة الصادرات السورية إلى تركيا من 84 مليون دولار في عام 2013 إلى 115 مليون دولار في العام الماضي.
في عام 2007، وقعت سورية وتركيا اتفاقية التجارة الحرة، مما زاد التجارة بين البلدين بدرجة كبيرة، والتي كانت لصالح تركيا بشكل واسع.
عادة، يعزى إغلاق العديد من المعامل الصغيرة في سورية، خلال السنوات القليلة قبل الثورة، الى ارتفاع الواردات من تركيا ومن غيرها من الدول كالصين. 
وقد استمر عدد الشركات التي يقيمها السوريون في تركيا بالازدياد خلال العام الماضي، وبينت معلومات اتحاد الغرف ‏وتبادل البضائع التركي، أن حوالي ربع الشركات التي أقامها المستثمرون الأجانب في تركيا ‏العام الماضي، تعود الى مستثمرين سوريين، إذ بيَن ‏‎الاتحاد‎‏ أن عدد الشركات التي أنشئت من كانون الثاني/يناير وحتى ‏تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2014، والتي يمتلك مستثمرون أجانب أسهماً فيها، قد بلغ قرابة ‏‎4,249‎‏ شركة، منها ‏‎1,122‎‏ شركة يمتلك فيها ‏المستثمرون السوريون أسهماً، أي 26% من إجمالي الشركات.
واحتل السوريون، في عام 2013، المرتبة الأولى من حيث ‏عدد المستثمرين الأجانب بـ 489 شركة من إجمالي 3875 شركة يمتلك المستثمرون السوريون أسهماً فيها، أي ما نسبته 12.6%. ومن ‏الجدير بالذكر، أن غالبية الشركات السورية تعمل في قطاع المنسوجات، المنتجات الغذائية، التصنيع، السياحة وتجارة المفرق.‏
‏هذه الأرقام تعبِّر عن تنامي خطط طويلة الأجل ‏للمستثمرين السوريين للبقاء في بلدان إقامتهم الجديدة. ففي حين كان أوائل السوريين الفارين الى الخارج يأملون بأن تكون فترة خروجهم ‏قصيرة الأمد، فإن الكثيرين منهم أدرك، الآن، أن الصراع في بلدهم قد يمتد إلى فترة أطول.
للأسف الشديد، الكثير من هؤلاء المستثمرين، لن يعود حتى بعد انتهاء الحرب، يمكن توقع الضرر الاقتصادي الناتج عن هذه الهجرة.
(خبير اقتصادي سوري)

إقرأ أيضاً: وسائل التواصل الإجتماعي ركيزة في عالم الأعمال
المساهمون