تحذيرات أمنية إسرائيلية من نتائج عكسية لإسقاط النظام الإيراني

تحذيرات أمنية إسرائيلية من نتائج عكسية لإسقاط النظام الإيراني

25 مايو 2018
الإسرائيليون يخشون توحّد النظام الإيراني (نضال أشتية/الأناضول)
+ الخط -


بخلاف موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والنخبة السياسية الحاكمة، فإن كبار قادة المؤسسة الأمنية في إسرائيل تحفظوا بشكل كبير على مخطط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهادف لإسقاط النظام في إيران، والذي عبّر عنه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أخيراً.

ويحذر الجنرالات الإسرائيليون من أن السياسات التي تتبناها إدارة ترامب تجاه إيران ستفضي إلى نتائج عكسية وستفضي تحديداً إلى تعزيز مكانة نظام الحكم في طهران بدلاً من أن تضعفه. وقال معلق الشؤون الأمنية الإسرائيلي، بن كاسبيت، إن "كبار قادة المؤسسة الأمنية في تل أبيب لا يشاركون أعضاء حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب سكرة الفرح بقرارات ترامب الأخيرة، ولا تثير غبطتهم حقيقة أن ترامب يقوم عملياً بتطبيق السياسات التي دعا نتنياهو في الأعوام الماضية إلى تبنيها تجاه إيران".

وفي تقرير نشرته النسخة العبرية من موقع "المونيتور"، أمس الخميس، نقل كاسبيت عن مصادر أمنية كبيرة قولها: "الأميركيون قرروا العمل بكل قوة وبأقصى حد ممكن ضد رأس النظام، فعلى الرغم من أن بومبيو لم يقل ذلك صراحة، إلا أن الشروط التي أعلنها تهدف إلى إسقاط نظام الحكم في طهران".

وأوضح كاسبيت أن "الأغلبية الساحقة من قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل يرون أن إسقاط نظام الحكم في طهران لا يُعدّ هدفاً واقعياً"، مشدّداً على أنه "حتى داخل جهاز الموساد، الذي يتبنّى رئيسه يوسي كوهين مواقف متطرفة من إيران، يحذرون من تداعيات المغامرة الأميركية".

وأشار إلى أن "أحد المسوّغات التي دفعت قادة الجيش والأجهزة الأمنية في إسرائيل للاعتراض على توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية في الفترة الفاصلة بين عامي 2009 و2013 كان الخوف من أن تفضي مثل هذه الخطوة إلى تعزيز قوة نظام الحكم في طهران".

وشدد كاسبيت على أن "الأغلبية الساحقة من قادة الجيش والمؤسسة الأمنية في إسرائيل يرفضون إلغاء الاتفاق النووي مع إيران ويطالبون فقط بالعمل على سدّ الثغرات فيه". وسخر من اليمين الإسرائيلي لأنه "صوّر القرارات التي صدرت عن الإدارة الأميركية أخيراً بشأن إيران على أساس أنها تعكس عمق تأثير نتنياهو على ترامب وأن هذه السياسات جسدت تحول الحلم إلى حقيقة". وأشار إلى أن "الكثيرين في داخل الحكومة وأوساط اليمين الإسرائيلي بشكل عام قد اعتبروا أن الشروط التي أعلنها بومبيو بشأن إيران تعد تجسيداً حرفياً للدعوات التي صدرت من تل أبيب".



ونقل عن المصادر الأمنية قولها إنه "مع تكثيف الضغوط الدولية على إيران والإعلان عن أن الهدف من وراء ذلك هو السعي لإسقاط النظام سيفضي إلى تصفية الحراكات الداخلية، التي تحتج على سياسات الحكومة الإيرانية بدلاً من أن تعززها. فإيران قوة إقليمية وهي قادرة على مواجهة العقوبات الأميركية. وفي حال تعززت الوحدة الداخلية، فإن قدرة الجمهورية الإسلامية على مواجهة هذه الضغوط ستتعاظم".

وحسب المصادر، فإن "الاختراقات الكبيرة التي تحدثها إيران في مناطق النفوذ التقليدية للولايات المتحدة تدل على عدم واقعية الرهان على إمكانية أن تفضي العقوبات الاقتصادية والتحالفات الإقليمية إلى إسقاط النظام الإيراني". واعتبرت المصادر أن "ما حدث في العراق يمثل أوضح دليل على أن مخطط ترامب لإسقاط النظام في طهران سيمنى بالفشل"، مشيرة إلى أنه "قد تبيّن بشكل جلي أن استثمار الأميركيين أموالاً وطاقة هائلة في دعم رئيس الحكومة حيدر العبادي انتهى إلى فشل ذريع".

وأضافت أن "قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، يتولى حالياً شخصياً مهمة تشكيل الحكومة الجديدة بهدف حرمان قائمة مقتدى الصدر التي حصلت على أكبر عدد من المقاعد من تشكيل الحكومة عبر الدفع نحو تأليف حكومة تضم القوى والحركات الشيعية، بشكل يتناقض مع المصالح الأميركية في العراق".

وأشارت المصادر إلى أن "النجاحات الإيرانية تتواصل في الكثير من الدول في المنطقة، من دون أن تتمكن الولايات المتحدة وحلفاؤها من فرملة تحركات طهران أو التأثير بشكل سلبي عليها"، لافتة إلى أن "واشنطن لم تتمكن حتى من منع إيران من التأثير على الواقع في أفغانستان، وهو البلد الذي استثمرت فيه الولايات المتحدة طاقات هائلة وتضحيات كبيرة، وضمنها سقوط المئات من الجنود الأميركيين".



المساهمون