نقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، قوله إن تدخل الدول الغربية وعدد من دول المنطقة في شؤون سورية هو ما أدى لزعزعة الأمن والاستقرار في هذا البلد وفي المنطقة، معتبراً أن إصرار بعض الأطراف على إسقاط بشار الأسد خطأ استراتيجي سيتحمل العالم كل نتائجه السيئة، حسب تعبيره.
وأضاف ولايتي خلال لقاء مع وزير الخارجية الإسباني، ايمانوئيل غارسيا مارغالو، الذي يزور طهران، بأن الأسد هو الشخصية الوحيدة القادرة على إنقاذ سورية من الوضع الذي هي عليه، مؤكداً على أن بلاده ستواصل دعمها للأسد، كما أشار إلى أن تشكيل حكومة سورية قوية ومقتدرة بوجود الأسد هو ما سيساعد على إطلاق حوار بين الأطراف السورية لحل الأزمة في هذا البلد.
وجاءت هذه التصريحات بعد مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وضيفه الإسباني، بعد بحثهما تطورات الوضع السوري وأزمة اللاجئين، كما ركزا على ضرورة الوقوف بشكل جدي بوجه الإرهاب والتطرف في المنطقة.
واعتبر ظريف أن الأطراف التي وضعت شروطاً للأسد هي المسؤول الأول عن نزيف الدماء في سورية وعن استمرار الحرب هناك، قائلاً إن الشعارات التي ترفعها عدد من دول المنطقة لن تعيد الأمن والاستقرار لهذا البلد، داعياً هذه الأطراف دون أن يسميها إلى رفع يدها عن سورية وعدم التدخل بشؤونها والسماح للسوريين بتقرير مصير بلادهم.
وأضاف ظريف أن إيران ترى أن الحلول العسكرية لما يجري في سورية غير مجدية، مؤكداً أن الحل السياسي هو الخيار الوحيد، قائلاً كذلك إن تراجع بعض الأطراف الخارجية عن مواقفها وعدم تدخلها بسورية هو ما سيحل الأزمة ويعيد الاستقرار وما سينهي كذلك أزمة اللاجئين السوريين.
من جهته قال الوزير الإسباني في ذات المؤتمر الصحفي إن إيران تستطيع أن تلعب دوراً مؤثراً في حل أزمات المنطقة، كما قال إن بلاده تعمل على إيجاد حلول لما يجري في سورية، بهدف إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة التي تواجه أزمة إنسانية كبرى.
وأضاف غارسيا مارغالو أن إسبانيا تؤيد إجراء انتخابات مبكرة في سورية كما تدعم وقف إطلاق النار هناك، مشيراً كذلك إلى أن الاتحاد الأوروبي يواجه حالياً مشكلة تدفق اللاجئين الذين يعانون أيضاً من أوضاع إنسانية سيئة وهو ما يؤثر على صورة الاتحاد الأوروبي كذلك.
في ذات السياق، نقلت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية عن الرئيس النمساوي، هاينس فيشر، والذي يصل إلى طهران اليوم الإثنين أيضاً قوله بأن بلاده تعمل على دعم الحلول المنصفة والعقلانية لإنهاء الحرب الدائرة في سورية، معتبراً هو الآخر أن طهران تستطيع لعب دور إيجابي في حل مسائل المنطقة.
وأضاف فيشر الذي يصل إلى إيران على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى أن الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران مع الغرب شهر يوليو/ تموز الفائت فرصة هامة للجميع، معتبراً أن عدم تطبيقه أو نقضه من قبل بعض الأطراف سيكون خطأ كبيراً قائلاً إن لا أحد يريد ارتكاب هذا الخطأ.
اقرأ أيضاً: البرلمان الإيراني يدرس نص الاتفاق النووي بعد طلب المرشد